الشغف هو الاندفاع العميق والاهتمام الشديد والرغبة القوية في القيام بنشاط معين أو تحقيق هدف معين، وهو الشعور الذي يدفع الشخص للتفاني والتفكير والعمل بجد لتحقيق شيء مهم بالنسبة له، ويعتبر مصدرًا قويًا للطاقة والإلهام، ويمكن أن يؤدي إلى تحقيق الإنجازات العظيمة والارتقاء إلى مستويات جديدة من التطور الشخصي والمهني، ويكون متعلقًا بأي مجال في الحياة، أو في أي نشاط يثير اهتمام وشغف الشخص، ويعتبر محركًا قويًا للتحقيق الذاتي والتطور الشخصي، ويمنح الفرد الشعور بالهدف والإشباع العميق. تعد فترة العمل والوظيفة جزءًا هامًا من حياة الناس، حيث يمضي الكثير منهم ساعات طويلة في بيئة العمل، وعندما يكون الشخص عاطلاً عن العمل أو لديه وظيفة يفتقد فيها الشغف يمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي عليه، يتمثل ذلك في فقدان الإحساس بالرضا والرغبة والتحفيز تجاه العمل الذي يقوم به الموظف، ويصبح العمل مجرد واجب يتم تنفيذه بدون اهتمام أو شغف، ومن أسباب ذلك هو نقص التحدي والروتينية الزائدة وعدم الاعتراف بالإنجازات وقلة الدعم من الزملاء أو الإدارة، وعدم توافق القيم الشخصية مع العمل، الإجهاد النفسي والإنهاك، عدم الرضا عن مجال العمل. فقدان الشغف الوظيفي له كذلك تأثير كبير على الأسرة، ويتطلب التعامل معه تبني استراتيجيات شاملة تستهدف العوامل المهنية والشخصية والأسرية المؤثرة في الشغف بالعمل، وعلى مسؤولي العمل أن يكونوا حساسين لاحتياجات الموظفين والعمل على توفير بيئة عمل تحفز الإبداع والمشاركة، وعلى الموظفين أن يكونوا على اتصال بقيمهم واهتماماتهم الشخصية وأن يسعوا لتطوير رضاهم الوظيفي والشخصي، ومن المهم أن نؤكد على أن فقدان الشغف في العمل ليس بالأمر الغير قابل للتغيير، وباسترجاعه يمكن للموظفين أن يعيدوا إشاعة الحيوية إلى حياتهم المهنية والشخصية وبالتالي تحسين جودة الحياة العامة لهم ولأفراد أسرهم. قد يكون فقدان الشغف في العمل نتيجة لعدم توافق الأهداف والقيم الشخصية مع ما يقدمه العمل، فينبغي للموظف أن يقيم قيمه وأهدافه ويحاول إيجاد طرق لربطها بالعمل الحالي أو البحث عن وظيفة تتوافق معها بشكل أفضل، ويساعد اكتساب المهارات الجديدة وتوسيع المعرفة في إحياء الشغف، والبحث عن فرص التعلم والتدريب داخل العمل أو خارجه من خلال الدورات التدريبية أو القراءة وحضور المؤتمرات والندوات ذات الصلة، ويمكن أن تكون العلاقات المهنية القوية مصدرًا للدعم والتحفيز، فبناء علاقات وثيقة مع الزملاء والمشرفين والأشخاص ذوي الصلة في مجال عملهم، حيث يمكن تبادل الأفكار والخبرات والحصول على الدعم الاجتماعي، ومن المفيد اقتراح أفكار جديدة ومبتكرة أو طلب تغييرات في طبيعة العمل لجعله أكثر تحديًا وإثارة، والتحدث مع المشرفين أو الإدارة حول فرص التطوير والتحسين، والعمل على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية يساعد في تجديد الشغف الوظيفي، وتخصيص الوقت لأنشطة غير العمل تجلب السعادة والراحة، مثل ممارسة الهوايات والرياضة والاسترخاء. إذا كنت تشعر بأنك فقدت شغفك في العمل، فليس عليك أن تفكر في تغيير الوظيفة، بل فكر في تغيير طريقة تفكيرك وعملك، فالشغف هو وقود النجاح فإذا فقدته فإن أفضل طريقة لاستعادته هي إيجاد طريقة لعمل ما تحبه، وإذا كنت تعمل بدون شغف فأنت تعمل فقط للعيش، إذا كنت تعمل مع شغف فأنت تعيش للعمل، فهو الطاقة التي تحفزنا للوصول إلى أعلى إمكانياتنا، وهو العنصر الأساسي للإبداع والتميز في العمل، وهو ما يجعل العمل متعة ويحوله من مجرد واجب إلى رحلة مليئة بالتحديات والتحسين المستمر، وعندما يكون لديك شغف في العمل، فإنك تشعر بالحماس والتفاني والرغبة في تحقيق النجاح.. يقول (ريتشارد برانسون): عندما تفقد الشغف في العمل، فإنك تخسر ليس فقط الفرصة للتقدم والنجاح، بل تخسر جزءًا من ذاتك ورغبتك في التطور.