التجريد هو نهج فني يهدف إلى تجاوز التفاصيل الواقعية والتركيز على الجوانب الأساسية والعميقة للفن. يعتبر التجريد تحويلًا للواقع إلى أشكال مجردة وتعبيرية تخلو من التفاصيل الدقيقة. في عالم التجريد، يمكن أن يكون التعبير عن الأفكار والمشاعر متنوعًا ومتعدد الأوجه من خلال استخدام الرموز والرموز المجردة للإشارة إلى معانٍ عميقة وغامضة. يمكن أن يكون الخط العريض والألوان الزاهية جزءًا من لغة التجريد، للإشارة إلى الحماس والحيوية والجسارة. يُتيح الفن التجريدي تجاوز الحدود المألوفة والتقليدية ويستكشف آفاقًا جديدة من الجمال والتعبير الفني، وتشهد في الرسم التجريدي والشعر التجريدي التركيز على العمق الروحي والتأمل. يمكن أن تكون الأعمال التجريدية قوية في إيصال الرسائل الفلسفية والفكرية، حيث يتمكن الفنانون والشعراء من استخدام التجريد كوسيلة للاستكشاف والتساؤل عن مجموعة متنوعة من المواضيع العميقة مثل الحياة والموت والحب والوجود. في الرسم التجريدي، تستخدم الألوان والأشكال والخطوط لإيصال الرسالة الفنية والتخلص من التفاصيل الواقعية واستبدالها بأشكال هندسية مجردة وخطوط وألوان مبسطة وبالتالي يمكن للرسم التجريدي أن يكون قويًا في توصيل المشاعر والأفكار بصورة أكثر تركيزًا وتأثيرًا من الطرق التقليدية. مع التجريد في الشعر، يكون التخلص من الترتيب النمطي التقليدي واستبداله بالكلمات والصور بأشكال مبتكرة. يهدف الشعر التجريدي إلى إثارة الغموض والتجريب وترك المجال لتفسيرات متعددة باستخدام التكرار والتشابك الصوتي والرموز الغامضة لإيصال الإحساس بالعمق والتأمل. مما يلهم القارئ ويثير لديه الفضول والتأمل بطرق مبتكرة وجميلة وقد تكون نظرته لذات العمل متجددة بين الفينة والأخرى. على الرغم من الاختلافات في وسائل التعبير، إلا أن التجريد في الرسم والشعر يشتركان في توجيه الانتباه إلى الجوانب الأساسية والروحية للفن تضعنا أمام تجربة فنية مدهشة، تفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتعبير، الأمر الذي يمنح الفنانين والشعراء إمكانية التعبيرعن أفكارهم ومشاعرهم بأساليب فنية فريدة تشد انتباه الجمهور وتلهمهم. يمكن القول بأن التجريد في الرسم والشعر يعتبر تحولًا مثيرًا وجميلًا للواقع، فهو يتيح الفرصة لاستكشاف العمق والروحية في الفن وتوليد تأثيرات فنية جديدة ومثيرة. تجربة الاستمتاع بالتجريد في الرسم والشعر قد تكون مغامرة إبداعية بحد ذاتها، حتى الفنانون والشعراء أنفسهم، قد تكون لهم قراءات مختلفة لأعمالهم الشخصية بين فترة وفترة مما يجعلنا أمام تأكيد انعدام محدودية الفن التجريدي وتأثيراته البصرية واللفظية المذهلة المتجدّدة في ذات اللوحة أو النصّ الشعري . ختاماً، نستطيع القول بأن فنّ التجريد هو تجربة مدهشة وملهمة، تتيح للفنانين والشعراء إمكانية التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وإيصال رسائلهم الفنية بأساليب مبتكرة وفريدة. إنها رحلة إبداعية تدعو الجمهور للاستمتاع بالجمال والتأمل في الأشكال والألوان والكلمات الخلاقة. العمل التجريدي بقسميه -الرسم والشعر- يعكس قدرة الفنون على تحويل العادي إلى الاستثنائي، واطلاق العنان لخيال الفنان وقدرته على إثارة الفضول والتفكير في الجمهور ويترك لديهم مساحة للتأمل والاستمتاع بالغموض والتفاعل معه بطرق متعددة. ألف غصن من اليباس.. فزّ لاجلك وانثنى .. اكسري الأوهام كاس.. وان عشقتيني انا.. ما أبي من الناس ناس.. فهد الأحمري