كثيرًا ما كنت أسمع لقب (المرأة الحديدية) لوصف قوة إرادة المرأة، وأنها لا تُهزم أمام أعاصير الحياة.. وبغض النظر عن تاريخ هذا اللقب، وقصة إطلاقه.. لكني أجد في هذا اللفظ ظلمًا صريحًا لها!! فالحديد يلين ويصدأ.. وهل تصدأ قوة المرأة! أظن أن اللفظ المناسب الذي يجب أن تُوصف به المرأة هو (المرأة الألماسية).. فالألماس حجر براق لا شيء يحطمه أو يخطف بريقه. إن كلمة الألماس (Diamond) مشتقة من كلمة (Adamas) من اللغة اليوناينة القديمة بمعنى "مُحال التطويع" لصلابته.. فالألماس حجر لا يُقهر فهو غير قابل للكسر، ولا يمكن لأي حجر أن يخدشه، وهو ما أجده في همّة المرأة.. والمرأة السعودية تحديدًا التي لا تُقهر. لقد استطاعت المرأة السعودية التغلب على كل الصعاب التي واجهتها في مسيرة حياتها، وتغيير النظرة التي كانت يوصف بها.. لقد كانت المرأة السعودية ولا تزال سندًا للرجل في معاركه التي يخوضها في الحياة، فكانت كالماء الصافي الذي يروي تربتها لتُنشئ جيلًا عظيمًا يواصل مسيرة بناء الأرض، فهي الأم والزوجة والابنة والحياة.. كما استطاعت المرأة السعودية أن تخطف الأضواء بالإنجازات العظيمة التي سطرتها بنيلها أعلى المناصب القيادية والإدارية فكانت مبدعة وملهمة داخل الوطن وخارجه، فنراها السفيرة، والمستشارة، ومديرة إقليمية، وغيرها من المناصب التي لم تستطع أن تتخلى عنها لقوة عطائها وقيادتها. كما أبحرت في الأبحاث الإنسانية، وأسرار العالم التي ظلت عمقًا غامضًا يصعب الوصول إليه. وسجلت إبداعاتها لتجعل منها واقعًا مشرقًا لا يعرف للمستحيل معنى، بل جعلت منه سلمًا تصعد به لتحتل مكانتها بين النجوم. إن استثمار المرأة في المجتمع يشكل جانبًا من صلب قوة الإدارة التي توظفها الدول المتقدمة إذا آمنت بأن المرأة عنصر من عناصر القوة، وهذا ما جعل هيئة الأمم المتّحدة تزين احتفاءها بيوم المرأة العالمي لهذا العام 2024 بشعار "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم"، بيانًا منها لأهمية الاندماج الاقتصادي لها، محددة عدة مجالات رئيسية للعمل عليها منها: الاستثمار في المرأة، والتمويل المراعي لمنظور النوع الاجتماعي، والتحول إلى اقتصاد أخضر قائم على الرعاية. والمرأة السعودية تنعم في ظل دولة عظيمة قدّرت المرأة، أعطتها حقوقها، ووفرت لها كافة سبل التقدم والنجاح، داعمة لطموحها الذي لا يقف عند عتبة المستحيل، ولا يخاف صعود الصعاب، يزيدها قوة وهمّة ما وعدتنا به مملكتنا الحبيبة في رؤيتها 2023 "سنستمر في تنمية مواهبها، واستثمار طاقاتها، وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها، والإسهام في تنمية مجتمعنا واقتصادنا".. فهل يليق بها أن تُوصف بغير "المرأة الألماسية"؟!