انتعش مؤشر مديري المشتريات غير النفطية بالمملكة مرة أخرى في فبراير، في أعقاب أدنى قراءة له خلال عامين في يناير، وقد تسارع كل من الإنتاج والطلبيات الجديدة، على أساس شهري، بفضل الطلب القوي للغاية وبعض الدلائل على تراجع اختناقات الإمداد. في غضون ذلك، شهدت مبيعات الاسمنت أول زيادة سنوية لها في ستة شهور في يناير. ووفقاً للموجز البياني للاقتصاد السعودي لجدوى للاستثمار، فقد نما إجمالي الإنفاق الاستهلاكي بحوالي 9 بالمئة، على أساس سنوي، في يناير، مسجلاً أعلى ارتفاع له في سبعة شهور، كما نما بنسبة 0,6 بالمئة، على أساس شهري، وبالنظر إلى عمليات نقاط البيع، حسب القطاعات، فقد حققت جميع القطاعات تقريباً مكاسب خلال الشهر، باستثناء قطاع "الإلكترونيات" الذي سجل تراجعاً. وارتفع احتياطي الموجودات الأجنبية ل"ساما" في يناير بنحو 2,1 مليار دولار، ليصل إلى 439 مليار دولار. وجاءت الزيادة الشهرية في كل من "الإيداعات في مصارف أجنبية"، التي ارتفعت بنحو 1,2 مليار دولار، و"الأوراق المالية الأجنبية"، والتي ارتفعت بنحو 1,1 مليار دولار. وهناك تراجع طفيف في ودائع المملكة لدى صندوق النقد الدولي. كما نما عرض النقود الشامل (ن3) بنسبة 10 بالمئة، على أساس سنوي، في يناير، كما حقق مكاسب بنسبة 1,3 بالمئة، على أساس شهري. وارتفعت الودائع الإجمالية بنسبة 10 بالمئة، على أساس سنوي، مع انتعاش الودائع تحت الطلب بنسبة 1,4 بالمئة. وتراجعت قروض الرهن العقاري الجديدة بنسبة 10 بالمئة، على أساس سنوي، رغم ارتفاعها، على أساس شهري، بنسبة 20 بالمئة. وارتفعت أسعار المستهلك (معدل التضخم) في يناير بنسبة 1,6 بالمئة، على أساس سنوي، وبنسبة 0,3 بالمئة، على أساس شهري. وضمن الفئات المكونة لمؤشر أسعار المستهلك، واصلت فئتا "الأغذية والمشروبات" و"المطاعم والفنادق" ارتفاعهما. وعلى النقيض من ذلك، شهدت فئة "النقل" مساراً نازلاً في الشهور الأخيرة، متأثرةً بصورة أساسية بتراجع أسعار السيارات. وكذلك ارتفعت أسعار العقارات في الربع الرابع 2023 بنسبة 0,2 بالمئة، على أساس سنوي، كما سجلت زيادة طفيفة، بنسبة 0,1 بالمئة، على أساس ربعي، مما أدى إلى ارتفاع سنوي بمتوسط 0,7 بالمئة فقط، منخفضاً من متوسط ارتفاع بلغت نسبته 1,1 بالمئة في عام 2022. كما تم تداول أسعار النفط في نطاق محدود خلال الشهر الماضي. لقد كان تأثير اضطراب النقل في البحر الأحمر غير مباشر إلى درجة كبيرة، حيث ينظر المشترون الأجانب إلى الخام الأميركي في محاولة منهم لتجاوز اضطرابات البحر الأحمر. من ناحية أخرى، يبدو أن السفر في الصين خلال العام القمري الجديد كان قوياً. مع ذلك، لا يزال متداولو النفط يشعرون بالقلق من أن الزيادة في إنتاج النفط من خارج تحالف أوبك وشركائها- وخاصة من النفط الصخري الأمريكي- ستجعل الأسواق تتراجع في الوقت المناسب. وفي الحقيقة، نتوقع ضعف النمو في إنتاج النفط الصخري الأمريكي هذا العام. انتعش مؤشر سوق الأسهم السعودية (تاسي) في فبراير، على أساس شهري، مرتفعاً بنسبة 7,1 بالمئة، تماشياً مع أداء معظم الأسواق العالمية والإقليمية، نتيجة لاستمرار تراجع الضغوط التضخمية في الولاياتالمتحدة. كذلك، حافظت أحجام التداولات اليومية على مسارها الصاعد.