مثقلين بالهموم، متقلبين بين أوجاع ماضٍ تليد برغم شذا ريحان حاضرنا. يتقدم بنا العالم التكنولوجي حيث العالم بين أيدينا، ويتراجع مستوى الاستقرار النفسي إلى أن ننزح إلى ذلك الركن الخفي في أرواحنا، الذي يشعرنا بالغربة في كل شيء ثم نقف لنسأل أنفسنا: ما السبب الجذري الذي يكمن فينا ونكمن في غياهبه، ويصيرنا نمارس دور المرور الآلي للأيام، دون أن نثمّن هذا العبور وكل يوم يمضي يدني من الأجل؟ قد يقول أحدنا تسارع الحياة المدنية، ثورة العالم الرقمي واقتحامه لأسوار حياتنا وإضافة إلى شرنقة العالم الأحادي لكل منا في ظل المجرة الإلكترونية التي نحيا بها. إلا أن تغييب الدور البشري عن دوره الحقيقي في ممارسة الحياة الفعلية (سيد الأسباب) الذي بطبيعة الحال يعكس أثر الإنجاز بما فيه السعي في الأرض، بكامل أدوات الرسالة لا الركود والاعتماد الآلي حتى ألفنا النعم فنظرناها ( نعيم مستدام). أضف إلى ذلك تسخير الحلول المقدمة بحركة الجسد على البدائل الأكثر سهولة. قال تعالى: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)، وقال جلا وعلا: (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ ) رسائل ربانية فحواها إعمال الجسد والعقل في كل فج بما يثمر من عمل مرئي يتساقط منه عرق الكفاح فيشعر الفرد بقيمة ما يقاتل لأجله. وكذلك العقل والعصف الذهني المستمر والتواصل الإبداعي لخلق أجمل الأفكار وتكوين أفضل الأنماط السلوكية التي تصنع أسلوب حياة مشرق. يتطلب منا العودة إلى ذواتنا الحقيقية لا المهشمة من عواصف الظروف (لا تقلق ربما تلك العواصف هي من أنجبت القوة الدخلية التي تنعم بها ). أبحر مع المد وتراقص مع الجزر وافتح النافذة ودع النسيم يداعب ستار أيامك. إن ثراء العقل بأهمية الإنسان هو المسوغ الحقيقي لتحقيق البهجة كي لا يقع أحدنا فريسة الملل. نحن بحاجة إلى تجديد العزم على التغيير، للسير في الطريق السلطاني الذي نستحق، محلقين بالجناحين عن رتابة العش لنتنفس الحياة من جديد.. اروِ عطش روحك بالتواصل مع خالقك [خلوة روحية] اعمل على تغذية عقلك بالقراءة يومياً لمدة ساعة. مارس الرياضة البدنية؛ فهي جديرة بتجديد الطاقة الحيوية لديك. اصنع قهوتك بنفسك بدلاً أن يصنعها أحد غيرك. اصعد السلم عوضاً عن استخدام المصعد الكهربائي. راقب شروق الشمس وإيديولوجية الضياء [استبصر]، تعلم مهارة جديدة [لغة، حرفة......]، تجاوز الهوامش وابتعد عن التفاصيل المضيعة للوقت والمهلكة للعقل. لا تهدر طاقتك فيما لا يستحق [ليس كل فعل يستحق ردة فعل]، استرجع روح الطفولة بداخلك وأشعلها [ ابتهج] ابتعد عن مصادر السلبية والتذمر والانتقاد. استمتع بلحظاتك. وتذكر دائماً أن السعادة ليست في الأشياء التي نمتلكها بل في طريقة استخدامنا لها.