ولادات متعسرة تحت القصف اختبار أسلحة جديدة على غزة دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة، يومها ال138، في ظل استمرار المجازر والجرائم بحق المدنيين والنازحين، والتي خلفت عشرات الشهداء ومئات الإصابات. ويواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات على مناطق عديدة في القطاع، فيما كثف الغارات في رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة ومخيم جباليا، تزامنا مع الوضع الكارثي والتحذيرات العالمية. كما شنت طائرات الاحتلال غارات عديدة على مناطق شرق دير البلح، سبقها قصف مدفعي على المنطقة، وذلك بالتزامن مع دوي صافرات الإنذار في مستوطنات غلاف غزة (نيريم، العين الثالثة ونير عوز). كما واستهدفت غارة إسرائيلية، شارع الجلاء، بمدينة غزة. وتداول نشطاء، عبر منصات التواصل الاجتماعي، صورا لتدمير دار نشر ومكتبة الكلمة في حي الشيخ رضوان في قطاع غزة، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع. واعتقلت قوات الاحتلال الطبيب ناهض أبو طعيمة، مدير مستشفى الجراحة في مجمع ناصر بخانيونس. من جهتها، قالت وزارة الصحة بغزة إن 150 مريضاً لا يستطيعون الحركة داخل غرف وممرات المبنى القديم بمجمع ناصر دون رعاية طبية. وأضافت الوزارة، أن الاحتلال يرفض إخلاء المرضى في مجمع ناصر لتلقي العلاج في مستشفيات أخرى، مما يعرض حياتهم للخطر. وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط إن الوضع كارثي بمجمع ناصر الطبي بغزة، ونخشى على سلامة المرضى. وفي الأيام الأخيرة، اندلعت اشتباكات عنيفة قرب المستشفى، الذي اقتحمه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن التيار الكهربائي انقطع وتوقفت المولدات بعد مداهمة المستشفى. تجويع وتعطيش ويُواصل الاحتلال منع وصول المساعدات إلى مدينة غزة والمحافظات الشمالية من القطاع، مستمرًا في حرب التجويع والتعطيش، التي ينتهجها بحق مئات الآلاف من المواطنين الذين صمدوا في الشمال و رفضوا التهجير. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن سرعة تدهور الوضع في غزة غير مسبوقة. وأوضحت أن ما يقارب 3 من كل 4 أشخاص في غزة يشربون من مصادر المياه الملوثة، وأن الأمراض المعدية آخذة في الارتفاع. وصرح المتحدث باسم "الأونروا" عدنان أبو حسنة، بأن "حجم ما يدخل من مساعدات إنسانية تراجع بصورة كبيرة بسبب إغلاق متظاهرين إسرائيليين لمعبر كرم أبو سالم". وأشار "أبو حسنة" في تصريحات صحفية، إلى أن "المنظومة الإنسانية على وشك الانهيار إن لم يتم اتخاذ إجراءات دراماتيكية أو إجراءات حقيقية على الأرض". قيود على دخول الأقصى نددت فصائل فلسطينية، بقرار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي فرض تقييدات على الفلسطينيين لدخول المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، وسط ترجيحات بأن القرار الذي استند إلى توصيات الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير؛ قد يشعل القدسالمحتلة والمنطقة. وقد نبهت لجنة المتابعة للجماهير العربية والفعاليات السياسية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، من أن الشروط التي يطلبها بن غفير، ويوافق عليها رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، هي إعلان حرب شاملة علينا، وهي مقدمة لتفريغ الحرم القدسي الشريف من أجل سيطرة المستوطنين على المسجد الأقصى تمهيداً لهدمه. وحذرت "المتابعة العليا" في تصريحات إعلامية من نية حكومة الحرب، القبول بطلبات الوزير المستوطن إيتمار بن غفير، لفرض قيود على دخول المسلمين من فلسطينيي الداخل، وفلسطينيي القدس، إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بعد فرض قيود مشددة على فلسطينيي الضفة، وحظر فلسطينيي قطاع غزة بطبيعة الحال، في ظل حرب الإبادة المستمرة ضدهم. وقالت إن "شهر رمضان الفضيل هو شهر عبادة وتقوى، إلا أن العقلية العنصرية التي تهيمن على الحكومة الإسرائيلية جعلته شهر استفزازات وتهديدات وقمع وحرمان لحرية العبادة لأصحاب الوطن والمقدسات وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين". وأكدت أن "المسجد الأقصى بكامل مساحته، هو مكان مقدس للمسلمين وحدهم، ولا حق لغيرهم في الدخول إليه وإدارة شؤونه، ولن نتنازل عن حرية الدخول إلى المسجد الأقصى، في هذا الشهر الفضيل، وفي كل يوم وساعة. من جانبها، أصدرت "العربية للتغيير" برئاسة النائب أحمد الطيبي، بيانا قالت فيه إن "القرار عنصري من مدرسة كهانا يتخذه رئيس حكومة متطرف"، وأوضحت أن "نتنياهو أصبح مكبّلا وخاضعا لإملاءات المجرم المدان بن غفير بعد إخفاقاتهم في السابع من أكتوبر". وشددت على أن "قرار منع المصلين المسلمين من شقّي الخط الأخضر من الصلاة في المسجد الأقصى، وفي شهر رمضان تحديدا، هو قرار مرفوض وخطير وعلى الأممالمتحدة بحثه". وتابعت: "خاب أمل بن غفير ونتنياهو من عدم تمكنهم من إطلاق الرصاص ضد المتظاهرين العرب في البلدات العربية، والآن يضغطون باتجاه التحريض والتمييز والاضطهاد، من أجل إشعال المنطقة والتهرب من مسؤولياتهم وإخفاقاتهم". وتأتي قيود الاحتلال على دخول الفلسطينيين للصلاة في الأقصى بشهر رمضان المقبل، في ظل عدوانه المتواصل على قطاع غزة لليوم 137 على التوالي، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج، ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. انتزاع توقيعات مقدسيين لإبعادهم نفذت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة في الضفة الغربية شملت أحياء في رام الله ونابلس، كما دهمت بلدة جبل المكبر جنوبيالقدس وأجبرت بعض الشبان على توقيع أوراق بعدم دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وداهم جنود الاحتلال منازل في حي المصايف بمدينة رام الله وسط الضفة. كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس من عدة محاور ودفعت بآليات عسكرية في شوارع المدينة. وكذلك اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة قلقيلية شمالي الضفة، حيث سيّرت دورياتها رفقة آليات عسكرية وداهمت عدة أحياء. كما اقتحمت قريتي حجة وكفر قدوم شرق قلقيلية، ودهمت أحياء للبحث عمن تصفهم بالمطلوبين. وفي بلدة قباطية غربي جنين في شمال الضفة، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة، وحاصرت مباني سكنية وأطلقت قنابل دخانية في الشوارع. وفي جنوب الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أُمّر شمال الخليل معززة بعدد من الآليات العسكرية ترافقها جرافة. وداهمت القوات منطقة الظهر، وقامت بتفتيش منازل ومحلات تجارية وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة. كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية باقتحام قوات الاحتلال مدينة دورا جنوب الخليل. وتتواصل الاقتحامات والاعتقالات في مدن الضفة ومخيماتها، في إطار تصعيد إسرائيلي واسع منذ إطلاق المقاومة معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي. كما نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشبان الفلسطينيين، بعد استجوابهم وإجبار عدد منهم على التوقيع على أوراق بعدم دخول المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان. وزير خارجية أيرلندا يحذر صرح وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن، في بروكسل بأنه يجب على الاتحاد الأوروبي "فعل كل ما في استطاعته" للضغط على الحكومة الإسرائيلية لعدم مهاجمة رفح. وقال مارتن إن "مستوى اللاإنسانية الذي يحدث حاليا في غزة" صدم العالم، مشيرا إلى العملية البرية والجوية الإسرائيلية لهزيمة حماس، ردا على هجوم السابع من أكتوبر. وتجهز الحكومة الإسرائيلية لإطلاق هجوم بري شامل في رفح، التي تقع في أقصى جنوبغزة بالقرب من الحدود مع مصر، رغم مخاوف دولية من أن هذا سوف يؤدي إلى خسائر هائلة بين المدنيين. وقال وزير خارجية لوكسمبورج كزافييه بيتل، إنه حذر إسرائيل من أن البلاد في خطر خسارة "آخر دعم لديها في العالم" في حال نفذوا الهجوم. ودعا وزير الخارجية الأيرلندي أيضا إلى فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية. وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن الإجماع في الآراء المطلوب بين الدول الأعضاء لفرض تدابير عقابية لم يتحقق بعد. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن التوترات تتزايد في الضفة الغربية، وأن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تتصدى للتصرفات العنيفة، التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون ضد الفلسطينيين. وأعربت بيربوك عن دعمها لفرض عقوبات، وقالت "يجب أن يوضح (الاتحاد الأوروبي) للمستوطنين المتطرفين" إن خرق القانون لن يمر مرور الكرام.