اقتحم عشرات المستوطنين تقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي واصلت فرض تقييدات على دخول الفلسطينيين إلى الأقصى. وهذه المرة الثانية منذ توليه منصب وزارة الأمن القومي، يقتحم بن غفير باحات المسجد الأقصى، حيث وصل في ساحات الصباح الباكر إلى ساحة البراق، وذلك بعد أن سمحت الأجهزة الأمنية باقتحام الأقصى. وذكرت مصادر مقدسية، بأن بن غفير اقتحم برفقة عدد كبير من الحرس وشرطة الاحتلال المسجد الأقصى، وذلك بالتزامن مع اقتحامه من قبل المستوطنين. وانتشر عناصر من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة في ساحات الحرم، وقاموا بإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحامات بن غفير والمستوطنين للمسجد الأقصى. وأفادت دائرة الأوقاف أن عشرات المستوطنين اقتحموا منذ الصباح، المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه وقبالة قبة الصخرة، قبل مغادرة الساحات من جهة باب السلسلة. يأتي ذلك، فيما شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها على أبواب الأقصى، وفرضت قيودا على دخول الشبان للمسجد، ودققت في هويات المصلين واحتجزتها عند الأبواب. كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، حملة مداهمات واقتحامات في الضفة الغربية، والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق، واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين. وأفادت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، بأن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية. ففي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال فجرًا الفتى منتصر حسن فؤاد أبو عياش من بلدة بيت أمر، في حين اعتقلت القوات 6 فلسطينيين من مسافر يطا، بينهم 3 أشقاء بعد ملاحقة مركبتهم أثناء تجولهم في المنطقة. واعتقلت قوات الاحتلال شابا لم تعرف هويته بعد، أثناء مروره على حاجز "دوتان" العسكري، المقام فوق أراضي يعبد قضاء جنين، فيما اقتحمت قرى جلبون، وفقوعة، وعربونة، والجلمة، ودير غزالة، وشنت حملة تفتيش واسعة، دون أن يبلغ عن اعتقالات. ومن القدسالمحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال عبدالناصر اللداوية، بعد دهم وتفتيش منزل ذويه، فيما اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة جبل المكبر تخللها رشق قوات الاحتلال بالحجارة. يأتي ذلك، فيما شهدت مدن بالضفة في ساعات متأخرة من الليل عمليتي إطلاق نار واستهداف لمركبات المستوطنين في مناطق متفرقة، أبرزها في الخليل ونابلس. ففي الخليل، أطلق مسلحون النار صوب مركبة للمستوطنين بالقرب من مفترق إلياس، بالقرب من مستوطنة "كريات أربع". وشهدت المنطقة استنفار قوات الاحتلال قرب "كريات أربع" في الخليل، عقب عملية إطلاق النار تجاه مركبة للمستوطنين. وفي نابلس، رشق شبان بالحجارة حافلة للمستوطنين قرب بلدة عينابوس، سبقها عملية إطلاق نار استهدف نقطة لجيش الاحتلال بمنطقة الطور في نابلس. وفي سياق متصل، رشق الشبان حافلة مستوطنين بالحجارة على الشارع الرئيس في بلدة حوارة جنوب نابلس، ما أدى لتضرر زجاج المركبة. واندلعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال أثناء اقتحامها قرية كفر قليل جنوب نابلس. وفي القدسالمحتلة، شهدت عدة مناطق في مدينة القدس وضواحيها مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال. تظاهرات ضد نتنياهو من جهة ثانية، تجددت الليلة الماضية، التظاهرات ضد حكومة بنيامين نتنياهو وخطتها لإضعاف جهاز القضاء، للأسبوع العشرين على التوالي. وخرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين في تظاهرة احتجاجية مركزية انطلقت من شارع "كابلان" وسط تل أبيب، وصولا إلى شارع "ديزنغوف". كما رفع المشاركون في المسيرة يافطات كتب عليها شعارات بالعبرية والإنجليزية والعربية، من ضمنها: "حياة الفلسطينيين مهمة"، "شعب يحتل شعب آخر لا يمكن أن يكون حرا"، و"لا ديمقراطية مع الاحتلال"، "نتنياهو، سموتريتش، بن غفير، تهديد للسلام في العالم"، و"ياريف ليفين عدو للديمقراطية"، و"حان وقت إسقاط الديكتاتور" و"حكومة العار"، و"بيبي (نتنياهو) فاقد للأهلية"، و"الابارتهاد لا يتوقف عند الخط الأخضر"، و"لا أحد فوق القانون"، و"إصلاحات ليفين القضائية نهاية للديمقراطية". وتظاهر الآلاف عند مفترق "حوريف" في حيفا، وعند مفترق "كركور" قرب الخضيرة، ونظمت تظاهرة احتجاجية ضد خطة إضعاف القضاء لأول مرة في الرملة، كما نظمت تظاهرات مماثلة في عدة مدن وبلدات ومفترقات طرق. وتسعى حكومة نتنياهو إلى إجراء تعديلات جذرية على الأنظمة القانونية والقضائية، لتقضي بشكل كامل تقريبًا على سلطة المحكمة العليا للمراجعة القضائية، وتعطي الحكومة أغلبية تلقائية في لجنة اختيار القضاة، الأمر الذي تراه شريحة واسعة من الإسرائيليين "استهدافا للديمقراطية وتقويضا لمنظومة القضاء". ومنذ الإعلان عن الخطة في مطلع يناير، يتظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين أسبوعيا للتنديد بالنص والحكومة التي شكّلها نتنياهو في ديسمبر. وأعلن الأخير في 27 مارس "تعليق" الخطة لإعطاء "فرصة للحوار"، بعد اشتداد الاحتجاج وبدء إضراب عام ونشوء توترات داخل الائتلاف الحاكم، إلا أن منظمي التظاهرات الاحتجاجية رأوا في هذا الإعلان محاولة من الحكومة لاحتواء الاحتجاجات، وطالبوا بإلغاء الخطة كليا.