تفاعل المجتمع الثقافي بالمملكة مع خبر تدشين وزارة الثقافة بشراكةٍ استراتيجية مع جامعة الملك سعود لكلية الفنون، التي تعد الأولى من نوعها من حيث ارتفاع وتنوع المجالات الثقافية المقدمة على مستوى المملكة، وتشمل ثلاثة أقسام علمية ثقافية هي: «قسم التصميم» ويعنى بتدريس علوم التصميم الجرافيكي والأزياء والمجوهرات، و»قسم الفنون الأدائية» الذي يقدم برامج دراسية في علوم المسرح والسينما والموسيقى، و»قسم الفنون البصرية» الذي يركز على تدريس علوم الطباعة والرسم والنحت والخط العربي. وتأتي كلية الفنون نتاجاً للشراكة الاستراتيجية الموقعة بين وزارة الثقافة وجامعة الملك سعود في عام 2021 بهدف تمكين افتتاح التخصصات الثقافية في التعليم العالي، حيث يساهم ذلك في زيادة أعداد المتخصصين في المجالات الثقافية وتلبية احتياج سوق العمل من المهن الثقافية بكفاءات عالية متمكنة، وصناعة قيادات وطنية مؤهلة. وتستعد الكلية لتقديم برامج أكاديمية متخصصة عالية الجودة وفقاً للمعايير الوطنية والدولية، وتهيئة بيئة تعليمية وفنية داعمة للبحث والابتكار، لاستقطاب الطلبة المتميزين والموهوبين وفقاً لمعايير قبول محددة، وإعداد خريجين مؤهلين فنياً، وعلمياً، ومهنياً، إلى جانب إجراء بحوث ودراسات علمية متخصصة في مجالات الفنون. فيما تدعم وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها كلية الفنون عبر تزويد أقسامها العلمية بالخبراء في هذه المجالات، ودعم إعداد الخطط الدراسية، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية للطلاب والطالبات في هذه الأقسام، وتوفير الاحتياجات الممكنة، التي تحتاجها الكلية لتحقيق الفائدة المرجوة. حيث تُشارك كل من (هيئة الأزياء، وهيئة التراث، وهيئة الموسيقى، وهيئة الأفلام، وهيئة الفنون البصرية، وهيئة المسرح والفنون الأدائية)، كجهات متخصصة مع جامعة الملك سعود ضمن إطار شراكات وزارة الثقافة في مسار التعليم العالي في تسع محاور للتعاون هي: التخصصات والمناهج، وشؤون الطالب، والأبحاث والمنشورات، وأعضاء هيئة التدريس، والفعاليات والملتقيات، والمهن الثقافية، والبرامج الثقافية، وحاضنات ومسرعات الأعمال، وتفعيل الأصول الثقافية. حيث تقوم هيئة الأزياء في محور «التخصصات والمناهج» بمراجعة برنامج الأزياء المستحدث، وتقيم احتياجات المعامل؛ لدعم مسار قسم التصميم في إنشاء برنامج أكاديمي مستحدث بالأزياء، وفي محور «تفعيل الأصول الثقافية» تتولى هيئة الموسيقى دعم تجهيز المرافق التي تخدم مجالات الموسيقى عبر تقديم الدعم الاستشاري فيما يخص أنواع الآلات الموسيقية المناسبة للمناهج والمراحل المقدمة، ومعايير تجهيز الاستوديوهات. بينما في محور «أعضاء هيئة التدريس» توفر هيئة الفنون البصرية الدعم التدريبي الإلكتروني لتطوير المهارات والقدرات الخاصة بهم، كما تقام دورات تدريبية في قطاع الأفلام لمنسوبي الجامعة في عددٍ من التخصصات السينمائية مثل: كتابة السيناريو السينمائي (القصير، والطويل)، والإنتاج السينمائي. كما تعمل هيئة التراث على تطوير عدة مشروعات مرتبطة بقطاع التراث لدعم جامعة الملك سعود، مثل تقديم الاستشارات العلمية، وتطوير المنتجات للمشاركة في المعارض الدولية التي تقيمها الهيئة، وتوثيق عناصر التراث غير المادي مثل الفنون الأدائية التقليدية. وتعد كلية الفنون نتاج استراتيجية تنمية القدرات الثقافية المنبثقة من الاستراتيجية الوطنية للثقافة تحت مظلة رؤية السعودية 2030، حيث تعمل استراتيجية تنمية القدرات الثقافية على تمكين القطاع الثقافي من خلال إدراج الثقافة والفنون في كافة مراحل التعليم والتدريب وتطوير البيئة التعليمية، بما يضمن منح المواهب المحلية الأساس المعرفي والتأهيل الأكاديمي اللازم في مجالات الإبداع الثقافي، بالاعتماد على ثلاث ركائز استراتيجية هي: خريجون مؤهلون في قطاع الثقافة، وظائف مستدامة في قطاع الثقافة، وتصورات إيجابية عن تعليم الفنون والثقافة. ومن أهم أهداف استراتيجية تنمية القدرات الثقافية تزويد طلاب التعليم العالي والتدريب التقني والمهني ببرامج تعليمية وتدريبية ذات جودة عالية في الفنون والثقافة لتلبية احتياجات سوق العمل، بالإضافة لتطوير مهني مستدام لممارسي الفنون والثقافة من الموظفين وأصحاب العمل الحر وروّاد الأعمال.