كرّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية المتبرعين والداعمين له خلال العام 2023 في احتفاء أقيم مساء أمس بالرياض. وأكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة في كلمة له خلال الحفل سعي المركز لترجمة تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - في تقديم رسالة إنسانية سامية تواكب المكانة اللائقة بالمملكة العربية السعودية وتضافرها الدائم مع الشعوب المكلومة في مشارق الأرض ومغاربها، حيث يرمي لأداء تلك الرسالة النبيلة على أكمل وجه، مقدماً نموذجاً يحتذى في تقديم العطاء، وتطور آليات الاستجابة. وأشار معاليه إلى التحدي الأكبر الذي نواجهه لا سيما بعد ما نشهده من توسع في نطاق الاحتياج وهو وجود فجوة تمويلية في ظل الظروف والمستجدات الإقليمية والدولية، وما تبعها من نداءات إغاثية من الدول الشقيقة والصديقة المتضررة، حيث لا يخفى على الجميع أن الدعم الحكومي المخصص للجانب الإنساني مهما بلغ حجمه لن يفي بالنداءات الواردة لدولة بحجم المملكة العربية السعودية وثقة الشعوب بامتداد عطائها إليهم. وأشاد الدكتور عبدالله الربيعة بالمؤسسات الوطنية ورواد الأعمال من ذوي البر والإحسان وأياديهم البيضاء الذين رسموا ملاحم خالدة تجسدت فيها معاني الشراكة والمسؤولية المجتمعية؛ مؤكدين أن ذلك ضمن مسؤولياتهم تجاه القضايا الإنسانية التي تتبناها المملكة في الخارج، ومنها عطاؤهم في مواساة المكلومين في اليمن، وكفكفة دموع المتضررين من سيولباكستان، وموجات جفاف الصومال، وزلزال تركيا وسورية، وقد عاين الجميع تضامنهم الفريد مع حملة التبرعات الشعبية للشعب السوداني، والشعب الفلسطيني في غزة. وقدم معاليه في ختام كلمته خالص شكره وتقديره على جهود المتبرعين، مسجلا فخره واعتزازه بكونهم تبياناً لكل تميز، وعنواناً لكل إنجاز، سائلاً المولى العلي القدير أن يجعل ما قدموه في موازين أعمالهم. بعد ذلك ألقى معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد بن ناصر الشثري كلمة أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لما يوليانه من رعاية واهتمام بالعمل الخيري والإنساني في المملكة، مواصلا الشكر للقائمين على مركز الملك سلمان للإغاثة هذه المؤسسة الخيرية المباركة، مبينًا أهمية فضل الصدقة في الدنيا والآخرة وأثرها الحسَن بوصفها أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى. وأضاف أن التبرع بالمال سبب في رفعة الدرجات ورضا الله عز وجل، كونه يسهم في تفريج الكربة ورفع الضرر عن المحتاج، حاثا أهل الخير والإحسان إلى المشاركة في الإسهام في مشاريع وبرامج المركز والتبرع عبر منصة «ساهم»، سائلاً الله العلي القدير أن يكتب لكل من تبرع بماله ودعم أعمال المركز الإنسانية والإغاثية الأجر والمثوبة من الله تعالى وأن يجعل ذلك في موازين حسناتهم. إثر ذلك شاهد الحضور فيلماً وثائقياً بعنوان «أثر دعم العمل الإنساني» اُستعرض فيها مجالات العمل الإنساني التي ينشط فيها المركز ليغير حياة المجتمعات المحتاجة والمتضررة حول العالم، وأهمية التكاتف والتعاون بين المركز وداعميه لتقديم الخدمات الإنسانية. أعقبها تدشين معالي الدكتور عبدالله الربيعة حساب منصة «ساهم» على منصة (X) وتطبيق «ساهم» المطور. ثم ألقى رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة الغويري الخيرية مطلق بن داموك الغويري كلمة المكرمين أعرب فيها عن تشرفه بإلقاء هذه الكلمة نيابة عن زملائه المتبرعين والمانحين المشاركين في مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مبينا أنه من فضل الله علينا ورحمته أن أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ومنّ علينا بنعم لا تحصى عددا؛ من سلامة عقيدة، وأمن وأمان في البلاد، ورزق للعباد، وفعل البر والخير وبذله، ومبادرة ولاة أمر هذه البلاد لفعل الخير ومد العون لكل محتاج وإغاثة الملهوف في عموم البلاد ودول العالم، وفتحهم أبواب الخير للناس وتشجعيهم على فعله. وأبان مطلق الغويري أن مركز الملك سلمان للإغاثة أثبت وجوده وأثره حتى بات من أهم مراكز الإغاثة والأعمال الإنسانية في العالم، وصار أنموذجا فعالا لجمع التبرعات وإيصالها لمستحقيها بكل موثوقية وشفافية، حتى تيسرت السبل للأعمال الخيرية والإنسانية؛ في جو محفز ومشجع لكل متبرع من خلال المواقع والمنصات الإلكترونية ، وفي أعمال متنوعة طبية وإغاثية وإسكانية وغيرها. وأشار إلى أن المركز عكس عطاءات هذا الوطن المبارك وولاة أمره وأهل البذل فيه بما يقوم به من مشاريع وجهود خيرية وإنسانية، سائلا الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - ويوفقهما لكل خير ويبارك في جهودهما، وأن يبارك في هذا المركز العالمي ويجزي القائمين عليه خير الجزاء. ثم شاهد الحضور عرضا مرئيا بعنوان «شكر وامتنان» قدم فيه المستفيدون حول العالم للمملكة حكومة وشعبا ولداعمي المركز شكرهم الجزيل على المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة لهم في جميع المجالات الحيوية. بعدها قام الدكتور عبدالله الربيعة بتوقيع اتفاقية مشتركة مع مؤسسة عبدالله العثيم وأولاده الخيرية لتخصيص محفظة استثمارية وقفية باسم الشيخ صالح بن علي العثيم - رحمه الله - بقيمة 100 مليون ريال سعودي؛ يعود ريعها لمشاريع وبرامج مركز الملك سلمان للإغاثة. ثم أعلن عن تقديم تبرع من مؤسسة الغويري الخيرية بقيمة 10 ملايين ريال سعودي، وتبرع من أوقاف صالح الراجحي بقيمة 10 ملايين ريال سعودي، وتبرع من مؤسسة سليمان أبانمي الأهلية بقيمة 3 ملايين ريال سعودي، وتبرع من فاعل خير بقيمة 25 مليون ريال سعودي، وتبرع من أوقاف عبدالله بن تركي الضحيان بقيمة 7 ملايين ريال سعودي، وتبرع من مؤسسة سالم بن محفوظ الأهلية بقيمة 5 ملايين ريال سعودي، وتبرع من رجل الأعمال عبدالعزيز باغلف بقيمة 300 ألف ريال سعودي. عقب ذلك قام الدكتور عبدالله الربيعة بتكريم شركاء النجاح من المتبرعين من الفئات البلاتينية والماسية والذهبية والفضية، فضلا عن تكريم فئة التبرع العيني، وفئة مقدمي الخدمات الإعلانية، وفئة التطوع، وفئة المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي، وفئة الوزارات والهيئات الداعمة والمتعاونة مع المركز. د. الربيعة والشيخ الشثري خلال التكريم د. الربيعة يكرم العثيم الربيعة يكرم عدداً من المتطوعين والمؤثرين جانب من حضور حفل التكريم