بعيدا عن تصنيفات بعض القبائل فالشاوي في اللغة العربية هو المنسوب إلى الشاه أي من يرعاها ويربيها والشوايا مصطلح واسع حديث يطلق على البدو الذين يقتنون الأغنام بنسبة كبيرة أكثر من اقتنائهم للإبل بخلاف البدو الرحل وتكون بذلك نجعتهم في الترحال قصيرة كما يعتبرونه المرحلة الوسطى من مراحل تحضر البدو لكن الشوايا أو الشويان يبقون مثل البدو أهل وابل وترحال وطعن وهم المقصودين في قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: الفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم. عندما كان المستشرق والدبلوماسي الهولندي مارسيل يتجول بوادي غرب منطقة نجد التقى اثنان من البدو فسألهم هل تربون الإبل قالا "لا" فقط الأغنام ثم ذكرا أنهما كانوا يملكون الكثير من الأغنام في السابق تجاوزت 200 رأس لكنهم لم يعد لديهم حاليا سوى 50 رأسا بسبب ارتفاع أسعار الشعير وفي الصحراء عمليا لم يعد هناك شيء يؤكل بسبب الجفاف. وهنا قال مارسيل: الآن عرفت مع من أتعامل. فالاثنان كانا من الشاوية أو رعاة الأغنام أقل درجات سلم البدو الاجتماعي في نظر بعض القبائل والأغنام حسب قوله قد تكون مربحة لكنها أكثر اعتمادا على الماء أكثر من الإبل لذا كان على الرعاة في الماضي أن يبقوا قرب الآبار على حافة الصحراء خصوصا بوادي الشمال ويبقى الشاوية أو الشويان أو الشوايا على اتصال مباشر مع السكان المتوطنين والفلاحين وبذلك اكتسبوا عادات السكان وخضعوا لسلطات الحكومة في مناطقهم. ثم يذكر أن بعض البدو الأقحاح وهم بدو الإبل خصوصا في شمال الجزيرة العربية يجوبون الصحراء بحرية وكبرياء وينظرون إلى الشاوي كبدوي بلا هوية ويصفونهم بأنهم الزبد الذي لفظته الصحراء على شاطئ الحضر من قرويين وفلاحين الهلال الخصيب على الحدود الشمالية لجزيرة العرب وسخر بدو الإبل في قصائدهم من المحاولات العقيمة حسب وصفهم التي يبذلها الشاوي للحاق بقوافل الجمال حين تشد الرحال من مضاربها التي تقيمها صيفا حول الآبار وتختفي بلمح البصر وراء الأفق. يذكر أيضا أن مرافقه خالد كاد يختنق في ضحكته الساخرة حين روى له قصة شاوي كان يرغب بقوة في المشاركة في إحدى غزوات أحد شيوخ القبائل وكان يدعى الشاوي ساير والذي لم يكن لديه أبناء بل ابنة واحدة اسمها "قويلة" كان ساير هذا شاويا لا يملك سوى الأغنام والماعز وفرس بلا قيمة ويسرد بقية القصة ملونة ببعض لهجة خالد: كانت (فريسة خبله قاصر ما فيها عدي) قال أبو قويلة "ياقويلة أنا وأنا ابوك أبا اغزي مع بخيت فاستبد القلق بقويلة وقالت "يابوي" فرسك قاصر وبخيت وربعه يبون يغزون على خيل أصايل وسبّق. فرسك يابوي تبا تقعد في المهمهية ثم يذبحونك القوم قال ساير لا أبا أغزي مع بخيت وأبا أظهر وجهي مع جماعتي أظن الله يرزقني ب"أباعر". وأصر ساير على الغزو فقامت الابنة قويلة وذبحت جديا ثم طبخته وقطعته ووضعت اللحم في الخرج "في قلص عندها" وفي اليوم التالي بحثت حتى عثرت على قائد الغزو بخيت ورمت الخرج على ظهر بعيره وقالت هاك القلص واللي فيه يا بخيت وتراها علاقتك علاقتي علاك (عليك) في أبوي تراها أمانة الله ثم أمانتك لين ترده لي. نفذت الغزوة حسب الخطة المرسومة ونهب رجال بخيت جمال القوم ولاذوا بالفرار. ساير وحده فقط انهارت فرسه من الإعياء وهب بخيت لإنقاذه وحاول وخز الفرس بباطن رمحه الحاد كي تنهض" بخيت قعد عند القوم يعتق الفرس المنهارة وينغزها بالقنطار يباها تمشي ويبا الماخوذة تدرج وعثر عليهما في هذا الوضع قائد القبيلة المنهوبة الذي حاول بلا جدوى اللحاق بالغزاة وكان الآن عائدا يجر أذيال الهزيمة فقال يا بخيت راع الفرس هذا والله ما يخاويك قال بخيت لقائد القبيلة المنهوبة والله إن الفرس وراعيها أمانتي أمانة الله الممدودة المردودة والله إنك ما ترده وراسي يشم الهوى فاشتبك الرجلان وفي غمار المعركة غرز بخيت رمحه في فخذ قائد القبيلة المنهوبة ثم في قلب فرسه. سقط الخيال وفرسه وترك قائد القبيلة المنهوبة يلاقي مصيره وفي اليوم التالي استعادت قويله والدها.. الأغنام أكثر اعتمادًا على الماء سعود المطيري