نشرت صحيفة «الرياض» في عددها 20308 يوم الثلاثاء 18 رجب 1445 للهجرة الموافق 30 يناير 2024 للميلاد وفي صفحتها الأخيرة خبراً تحت عنوان (إطلاق الرصد الآلي لمخالفات الشاحنات والحافلات.. أبريل المقبل)، وقد استوقفني هذا العنوان لأعود للكتابة بعد أن كتبت مقالين حول هذا الموضوع؛ الأول تحت عنوان (الشاحنات تفتك بطرقنا)؛ والثاني (أنقذوا طرقنا يا وزارة النقل)، وقد جاء هذا الخبر في وقت نحن فعلاً بحاجة إلى تطبيقه على أرض الواقع واستغلال التقنية الحديثة وتسخيرها للمحافظة على مكتسبات بلادنا الغالية والتي تعد شريان الحياة في وقتنا الحاضر ألا وهي الطرق. من يشاهد التلف الذي لحق ومازال يلحق بما تبقى من الطرق الجديدة التي نفذتها وتنفذها وزارة النقل يعلم أن هذا الأمر مهم جداً للحد من تجاوز أصحاب الشاحنات الذين لا يهمهم إلا الكسب المادي، فهم يقومون بزيادة الأحمال فوق الحد المسموح به ووزارة النقل في شغل مستمر وبشكل متسارع في إصلاح وصيانة الطرق التي أتت عليها الشاحنات ودمرت كل ما تم عمله خلال سنوات قليلة ناهيك عن تجاوزاتهم للأنظمة المرورية في زيادة حجم صندوق الشاحنة بوضع الزيادة الحديدية لتكبير حجم الصندوق الذي تحمله تلك الشاحنة، وكذلك الهروب من محطات وزن الشاحنات، وهناك جانب آخر هو أعظم من ذلك وهو السرعة الجنونية التي يقوم بها بعض أصحاب تلك الشاحنات معرضين أنفسهم والآخرين للموت المحقق أو الحوادث المفزعة متذرعين بأن التأمين على المركبة يجعل منهم هذا السلوك اللاأخلاقي والذي لا يمت بالتعامل الإنساني السوي بأي صلة. في الآونة الأخيرة نشهد تلفاً للطرق بشكل غير مسبوق؛ وسهل ذلك حينما قامت وزارة الصناعة والثروة المعدنية ببيع المحاجر إلى المستثمرين لنقل الرمال من مواقعها إلى مدينة الرياض أو إلى غيرها من المدن، وقد وقفت شخصياً على أحد المحاجر القريبة من محافظة شقراء ولم أجد ميزاناً يتم مرور تلك الشاحنات عليه مع العلم أن وزارة النقل وضعت لوحات كبيرة جداً لمنع مرور الشاحنات كتب عليها في كلا الاتجاهين في الطريق: (يمنع دخول الشاحنات منعاً باتاً) ولكن دون جدوى بل وصل بهم الحد إلى السرعة الجنونية على تلك الطرق الزراعية التي لا يمكن تجاوز السرعة فيها إلى 70 كيلومتراً في الساعة، وهم يتجاوزون السرعة إلى 120 كم في الساعة. ولقد شهدنا منع المخالفات المرورية بل والقضاء عليها بشكل قوي بعد وضع أجهزة الرصد الآلي داخل المدن وخارجها. والرجاء يمتد في أن نرى قريباً هذه التقنية تقوم بالدور المنتظر للمحافظة على مقدرات بلادنا وسلامة أرواح سالكي الطرق لننعم بحياة كريمة وهانئة، فكلنا في هذا الوطن يجب أن نكون يداً واحدة للمحافظة على مكتسبات ومقدرات هذا الوطن العزيز. حفظ الله الجميع وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.