تعهّدت ميليشيا الحوثي بالردّ على الضربات التي شنّتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، على عشرات من مواقعهم في اليمن، وذلك ردًا على تواصل هجمات المتمردين، على سفن في البحر الأحمر. تأتي هذه الغارات غداة شنّ الجيش الأميركي ضربات استهدفت قوات إيرانية ومجموعات موالية لطهران في العراقوسوريا، وأسفرت عن 45 قتيلًا على الأقل، ردًا على مقتل ثلاثة جنود أميركيين بهجوم بمسيرة على قاعدة في الأردن نهاية يناير. وكتب المتحدث العسكري باسم ميليشيا الحوثيين يحيى سريع، على منصّة "إكس": "هذه الاعتداءات لن تثنينا عن موقفنا ولن تمر بدون رد وعقاب". وأوضح أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا شنّتا "48 غارة " على ستّ محافظات، بينها 13 على العاصمة ومحيطها، وتسع في محافظة الحديدة الساحلية، بدون أن يذكر ما إذا تسببت الغارات بسقوط ضحايا. والضربات المشتركة هي الثالثة من نوعها ضدّ المتمردين الحوثيين في اليمن منذ 12 يناير، لمحاولة ردعهم وحماية الملاحة الدولية. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على مواقع للمتمردين، الذين يسيطرون على مساحات في شمال اليمن، منذ اندلاع النزاع في بلادهم عام 2014. لكنّ رغم ذلك، يواصل الانقلابين هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لغزة، الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر. وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة". التصعيد بالتصعيد جاء في بيان مشترك للولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، قدمت دعما للعملية، أن الضربات أصابت "36 هدفًا للحوثيين في 13 موقعًا في اليمن، ردًا على هجمات الحوثيين المستمرة ضد الشحن الدولي والتجاري، وكذلك السفن الحربية التي تعبر البحر الأحمر". وأضاف البيان أن "هذه الضربات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات، التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية وحياة البحارة الأبرياء". من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن الضربات "هدفها أن تعطل وتُضعف بشكل أكبر قدرات ميليشيا الحوثي الانقلابية، على شن هجماتهم المتهورة والمزعزعة للاستقرار". فجر أمس، شنّت الولاياتالمتحدة منفردةً ضربة أخرى ضد صاروخ مضاد للسفن تابع للحوثيين "معدّ للإطلاق ضد سفن في البحر الأحمر". وقبل الضربات المشتركة ليلًا، نفّذت القوات الأميركية بشكل منفصل ضربات تسببت بتدمير ستة صواريخ مضادة للسفن تابعة للحوثيين "كانت معدة لإطلاقها". وأعلن الجيش الأميركي أنه أسقط ثماني طائرات مسيّرة قبالة اليمن، ودمر أربع مسيّرات أخرى قبل إطلاقها. في 28 يناير، أدى هجوم بمسيّرة على قاعدة في الأردن، إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40، في عملية نسبتها واشنطن إلى مجموعات موالية لإيران. وردّت الولاياتالمتحدة بشنّ ضربات على قوات إيرانية، ومجموعات موالية لطهران في العراقوسوريا. ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا اليوم حول الضربات الأميركية في سورياوالعراق، وذلك بناء على طلب موسكو، التي اتّهمت واشنطن السبت ب"زرع الفوضى والدمار" في الشرق الاوسط. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون لصحيفة صنداي تايمز "نحن بحاجة إلى إرسال أوضح إشارة ممكنة إلى إيران، مفادها أن ما يفعلونه عبر وكلائهم غير مقبول". اشتعال النيران في ناقلة النفط البريطانية «مارلين لواندا» بعد استهدافها (رويترز)