شنّت القوّات الأميركيّة فجر السبت ضربات استهدفت موقعا للحوثيّين في اليمن بعد أن هاجم المتمرّدون اليمنيّون سفينة نفطيّة بريطانيّة "اشتعلت فيها النيران" في خليج عدن، في أحدث حلقات حملتهم لاستهداف حركة الملاحة البحريّة الدوليّة "تضامنا" منهم مع قطاع غزّة. وقالت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) على منصّة إكس إنّه "عند نحو الساعة 3,45 بالتوقيت المحلّي (00,45 بتوقيت غرينتش)، شنّت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط ضربة استهدفت صاروخا حوثيّا مضادّا للسفن كان على وشك الانطلاق في البحر الأحمر"، مضيفة أنّ هذا الصاروخ شكّل "تهديدا وشيكا" للمُدمّرات الأميركيّة والسفن التجاريّة في المنطقة. وأعلن المتمرّدون الحوثيّون من جهتهم استهداف سفينة نفطيّة بريطانيّة في خليج عدن. وذكرت شركة تجارة السلع ترافيجورا والجيش الأميركي أن النيران اشتعلت في الناقلة مارلين لواندا لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين. وقالت ترافيجورا في بيان "تستخدم معدات مكافحة الحرائق على متن الناقلة لإخماد الحريق الذي اندلع في صهريج شحن على الجانب الأيمن والسيطرة عليه" مضيفة أنها على اتصال بناقلة المنتجات البترولية. وقال الجيش الأميركي في وقت سابق إن سفينة تابعة للبحرية الأميركية وسفنا أخرى تقدم المساعدة بعد أن أصيبت الناقلة مارلين لواندا بصاروخ. وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس، المعروفة سابقا باسم تويتر، إن الناقلة مارلين لواندا التي ترفع علم جزر مارشال أصدرت نداء استغاثة وأبلغت عن وقوع أضرار. وأضافت أن السفينة كارني وسفن التحالف الأخرى تقدم المساعدة للناقلة. وأفادت القيادة المركزية بأنه بعد مرور نحو ثماني ساعات، دمر الجيش الأميركي صاروخا للحوثيين مضادا للسفن كان يستهدف البحر الأحمر ومعدا للإطلاق. وأضافت أن الصاروخ "شكل تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة". وفي وقت سابق الجمعة، أسقطت الولاياتالمتحدة صاروخاً بالستيّاً مضادّاً للسفن أُطلق من "المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن" باتجاه سفينة عسكرية أميركية في خليج عدن، بحسب "سنتكوم". وقالت "سنتكوم" في بيان عبر منصة إكس: إن الحوثيين أطلقوا صاروخاً بالستياً مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه المدمرة يو إس إس كارني من طراز آرلي بيرك في خليج عدن". وأضافت "أسقطت السفينة الأميركية يو إس إس كارني الصاروخ بنجاح. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار". من جهتها، أفادت وكالة "أمبري" البريطانية للأمن البحري بأن "صاروخاً" أصاب سفينة تجارية قبالة سواحل عدن. وأوضحت "أمبري" أن الحادث وقع على بعد 55 ميلاً بحرياً إلى جنوب شرق عدن في اليمن وأدى إلى إصابة "سفينة تجارية بصاروخ أدى إلى نشوب حريق"، مشيرة إلى "الإبلاغ عن سلامة الطاقم". وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن استهداف "سفينة نفطية بريطانية (مارلين لواندا) في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة مباشرة ما أدى إلى احتراقها". وكانت وكالة "أمبري" قالت في وقت سابق إن ناقلة نفط ترفع علم بنما "أبلغت عن رؤية انفجارين" في خليج عدن، وهو ما أكدته وكالة "يو كاي إم تي أو" التابعة للبحرية البريطانية. وإذ لفتت "يو كي أم تي أو" إلى أن الصاروخين انفجرا في المياه، أشارت "أمبري" إلى أن الصاروخين انفجرا على بعد نحو ميل بحري من ناقلة النفط التابعة للهند وعلى ارتفاع 200 - 300 متر فوق مستوى المياه. وأضافت "أمبري" أن "الهدف لم يكن واضحاً في وقت التقرير. ولم ترد أنباء عن وقوع أضرار"، مضيفة أن سفناً كانت تطلب المساعدة العسكرية في ذلك الوقت. ولمحاولة ردع الحوثيين وحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12 % من التجارة العالمية، شنّت القوّات الأميركيّة والبريطانيّة في 12 و22 كانون الثاني / يناير سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق. وبالإضافة إلى العمل العسكري، تسعى واشنطن إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية ومالية على الحوثيين، إذ أعادت تصنيفهم منظمة إرهابية الأسبوع الماضي بعدما أسقطت التصنيف إثر تولي الرئيس جو بايدن منصبه. وتعوق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر، وقد تسبّبت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا الذي يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريبًا.