حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الخطر الذي يمكن أن ينجم عن مزيد من التأخير في تقديم الغرب مساعدات لبلاده، التي تتصدى لهجوم أطلقته روسيا على أراضيها قبل أكثر من عامين. وقال زيلينسكي للصحفيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس السويسري، امس، إن أزمة كبرى ستحدث في أوروبا كلها نتيجة التأخير. وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا ستواصل القتال، لكن من دون مساعدة مالية ستكون روسيا قادرة على الانتصار على روسيا، وبمجرد انتصار موسكو على أوكرانيا، سوف تندلع حرب بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. وقال زيلينسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضع في اعتباره مثل هذا الهجوم على حلف شمال الأطلسي. وتابع الرئيس الأوكراني بالقول إنه سيكون من النتائج المباشرة لغياب الدعم الغربي لبلاده حدوث إنهاك في ساحة المعركة في ظل نقص كبير في المدفعية. وحذر من أن الدفاع الجوي سيكون أكثر ضعفا نتيجة نقص الصواريخ، وسوف يسقط عدد كبير من القتلى والمصابين. وحذر زيلينسكي من أنه في حالة هزيمة أوكرانيا، فإن أوروبا لن تكون فقط مهددة بتدفقات جديدة من اللاجئين، بل ستتوقف أيضا إمدادات الحبوب والكهرباء. وتتصدى أوكرانيا، بدعم غربي، لغزو روسي لأراضيها منذ ما يقرب من عامين. ووفقا لتقديرات معهد كايل للاقتصاد العالمي، فإن إجمالي المساعدات المقدمة لكييف تصل بالفعل إلي نحو 240 مليار يورو (260 مليار دولار). لكن إرسال مساعدات جديدة بمليارات الدولارات من الولاياتالمتحدة، الداعم الأكثر أهمية لأوكرانيا، متوقف حاليا بسبب خلاف سياسي داخلي، وضعف التأييد من جانب بعض المحافظين الجمهوريين. ولم يتمكن الاتحاد الأوروبي كذلك من إطلاق برنامج مساعدات مقرر لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو على مدى السنوات الأربع القادمة وعلى صعيد ساحة المعركة أعلنت أوكرانياوروسيا مرة أخرى عن وقوع العديد من الهجمات الجوية المتبادلة خلال الليل وفي الساعات الأولى من صباح امس الخميس. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن نظام الدفاع الجوي الأوكراني أسقط 22 من أصل 33 طائرة مسيرة خلال الليل، وأن بعض الطائرات المسيرة لم تبلغ أهدافها. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن الهجمات الروسية ركزت بشكل رئيسي على المناطق الشرقية والجنوبية من البلاد، بما في ذلك خاركيف. ومن جانبها، قالت السلطات الروسية إن أوكرانيا شنت هجمات باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ. وقال حاكم منطقة بيلجورود الروسية، فياتشيسلاف جلادكوف، صباح اليوم الخميس، إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 10 صواريخ أوكرانية. وأضاف جلادكوف أن امرأة أصيبت بجروح في محاولة هجوم وتحطمت نوافذ أحد المنازل. وقال جلادكوف أيضا إن العديد من الأشخاص ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى بعد الهجمات التي وقعت في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وأعلن عمدة موسكو سيرجي سوبيانين، في وقت سابق، عن إحباط هجوم بطائرة مسيرة على العاصمة الروسية موسكو، قائلا إنه تم إسقاط الطائرة المسيرة في منطقة موسكو. وقال سوبيانين، عبر تطبيق تليجرام، «تصدت قوات الدفاع الجوي اليوم في مدينة بودولسك لهجوم بطائرة مسيرة كانت تحلق باتجاه موسكو. وفي موقع سقوط الحطام، وفقا للبيانات الأولية، لا يوجد أي دمار أو إصابات. وتعمل خدمات الطوارئ في الموقع». وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، تم إحباط محاولة قام بها نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام طائرات مسيرة ضد أهداف على أراضي روسيا»، حسبما نقل الموقع الإلكتروني لقناة آر تي. وأضافت الوزارة «أسقطت منظومات الدفاع الجوي المناوبة طائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة موسكو واعترضت أخرى فوق أراضي مقاطعة لينينجراد». وبدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في شباط / فبراير 2022. وتقصف أوكرانيا، في إطار حملتها الدفاعية، الأراضي الروسية بشكل متكرر سواء في المنطقة الحدودية أو في المناطق النائية. الى ذلك أعلن الجيش الأوكراني، امس الخميس، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 شباط /فبراير 2022، إلى نحو 373 ألفا و600 جندي، من بينهم 780 جنديا لقوا حتفهم خلال الأربعاء فقط. جاء ذلك وفقا لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم» اليوم الخميس. وقال البيان إن القوات الأوكرانية دمرت 6147 دبابة، منها 21 دبابة خلال أمس الأربعاء فقط، و11410 مركبات قتالية مدرعة و8835 نظام مدفعية و966 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و653 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 331 طائرة، و324 مروحية، و6925 طائرة مسيرة، و1818 صاروخ كروز، و23 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و11794 من المركبات وخزانات الوقود، و1380 من وحدات المعدات الخاصة. ويتعذر التحقق من هذه الأرقام من مصدر مستقل.