أعلنت أوكرانيا الخميس أن أنظمة دفاعاتها الجوية أسقطت عشرات المسيّرات الإيرانية الصنع أطلقتها القوات الروسية مستهدفة مدينة أوديسا (جنوب) في هجوم ليلي جديد لموسكو. وقال سلاح الجو الأوكراني "في المجموع سُجل 42 هجوما للعدو بطائرات مسيرة" مضيفا أنه دمّر 41 من مسيرات شاهد التي أطلقت من أراض تسيطر عليها روسيا من بينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وتسبب تساقط الحطام بإلحاق أضرار ب11 مبنى في أوديسا. وأصيب 11 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال بجروح، بحسب الحاكم أوليغ كيبر. وكثيراً ما تشن موسكو هجمات على منشآت في مرافئ أوكرانية من بينها أوديسا، منذ انسحابها هذا الصيف من اتفاقية حبوب كانت تهدف لحماية صادرات الحبوب عبر البحر الأسود. وقالت المتحدثة باسم الجيش نتاليا غومنوك إن "منشآت مرافئ المنطقة الجنوبية هي إحدى أولويات العدو". من جهتها أعلنت روسيا الخميس أن دفاعاتها الجوية أسقطت تسع مسيّرات أوكرانية كانت متجهة نحو العاصمة موسكو، ويأتي الهجوم غداة هجوم صاروخي روسي أدى إلى إصابة العشرات في كييف. وقالت وزارة الدفاع في بيان إن "وحدات الدفاع الجوي العاملة دمرت واعترضت تسع مسيرات أوكرانية فوق أراضي منطقتي كالوغا وموسكو" محملة كييف مسؤولية الهجوم. وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن إحدى المسيرات أُسقطت قرب بلدة نارو فومينسك إلى جنوب غرب العاصمة الروسية. وقال سبوبيانين عبر تيليغرام "بحسب المعطيات الأولية لم تقع أضرار أو إصابات في الموقع الذي سقط فيه الحطام". وأكد أن فرق الطوارئ موجودة في المكان. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، أن القوات الروسية، دمرت مستودعات الصواريخ وأسلحة المدفعية التابعة للواء مشاة البحرية ال37 واللواء الميكانيكي 65 التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية، في مقاطعتي خيرسون وزابوريجيا، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية. من جانب آخر قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلات نشرت الأربعاء إن روسيا ترصد تراجعاً في الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا فيما تعاني كييف من انتكاسات في ساحة المعركة. جاء حديث بيسكوف إلى وسائل إعلام روسية بعد أن أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات في واشنطن لتأمين مساعدات عسكرية جديدة بأكثر من 60 مليار دولار متعثرة بسبب خلافات في الكونغرس. وقال بيسكوف لصحيفة إزفستيا اليومية "لقد وعدهم نظام كييف بأنه إذا منحتمونا 100 مليار دولار فسنحقق النصر في ساحة المعركة.. وأدرك الأميركيون الآن أنهم تعرضوا للخداع. ليس هناك نصر في ساحة المعركة، ومن المؤكد، القوات الأوكرانية تفقد مواقعها بسرعة". وتابع بيسكوف أن الأميركيين "بدأوا حقا... في طرح هذا السؤال على أنفسهم: ما الذي ينفقون عليه هذه الأموال؟". وقال بيسكوف في مقابلة مع قناة روسيا 24 التلفزيونية إن أوكرانيا وعدت "بانتصارات هائلة" في الهجوم المضاد الذي أطلقته في يونيو مع تحسن الطقس. وتابع "لكن الثلوج اختفت ولم يحدث شيء. وتساقطت الثلوج مرة أخرى ولم يحدث شيء. والأميركيون يتساءلون، هل ينبغي عليهم الاستمرار في القيام بذلك؟". وقال بايدن لزيلينسكي خلال محادثات يوم الثلاثاء إنه لن يتخلى عن أوكرانيا وكذلك لن يتخلى عنها الشعب الأميركي. وانتهت زيارة زيلينسكي لواشنطن دون أي التزام بتقديم المزيد من الدعم الأميركي لأوكرانيا. إلى ذلك قال رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، كونستانتين جافريلوف، إن إقلاع طائرات "إف 16" الأوكرانية من قواعد لدول في حلف شمال الأطلسي "ناتو" يعتبر مشاركة للحلف في الصراع. وقال جافريلوف، خلال جلسة المنتدى ال 106 لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا: "نحذر بشدة من أن استخدام هذه المقاتلات الآتية من أراضي هذه الدول الأعضاء في حلف الناتو سيعتبر مشاركة في الصراع في أوكرانيا وسيجبر روسيا على الرد"، وفقا لقناة "آر تي" الروسية. وأشار جافريلوف إلى أن "الولاياتالمتحدة وحلفاءها" يواصلون خلق تهديدات أمنية على الحدود الغربية لروسيا. وفي وقت سابق، صرح مصدر مطلع بأن صواريخ "40 إن 6" المخصصة لأنظمة "إس-400" الصاروخية التي تستخدم في منطقة العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا ستصبح من إحدى الوسائل الرئيسية لتدمير مقاتلات "إف-16". وأشار إلى أن مقاتلات "إف-16" لا تمثل أي صعوبة من حيث كشفها وتدميرها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الروسي مشددا على أن تقديم هذه المقاتلات من قبل الجانب الأوكراني كآلية هامة لرفع القدرة القتالية للقوات الأوكرانية هو "دعاية لا غير".