دمج الذكاء الاصطناعي في أقسام العلاقات العامة بات أمرًا بالغ الأهمية، خاصة بالنظر إلى أن إنشاء المحتوى يعد جزءًا مهمًا من أنشطتهم اليومية. تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على تغيير كيفية قيام إدارات التواصل بتطوير المحتوى وإدارته وتوزيعه، مما يؤدي إلى تحسين جودة المحتوى. أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على أتمتة المهام المتكررة، والتي يمكن أن تبسط بشكل كبير عملية تطوير المحتوى. على سبيل المثال، يمكن لأدوات توليد المحتوى المدعومة بالذكاء الاصطناعي إنشاء المسودات الأولى للبيانات الصحفية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي مما يتيح لفرق التواصل التركيز بشكل أكبر على جوانب أكثر استراتيجية وإبداعياً. تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي في قدرته العالية في إنتاج المحتوى بشكل لحظي. وفقا لتقرير صادر عن جارتنر يمكن للتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي زيادة إنتاج المحتوى بنسبة تصل إلى 30 % وهو ما يرفع الكفاءة التشغيلية، وهو أحد استخدامات التقنية وربما من أهمها فضلاً عن عامل الوقت الذي يكون حاسماً في حالات عدة. ومن جانب آخر قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على تحليل بيانات ضخمة عالية حيث يمكن لإدارات التواصل من إعداد محتوى يناسب جماهير محددة بشكل أكثر فعالية، من خلال تحليل بيانات العملاء والشرائح المستهدفة واهتماماتهم عبر الإنترنت، وبالتالي إنشاء محتوى مخصص ودقيق لكل شريحة. هذا المستوى من التخصيص لا يزيد من مشاركة المحتوى فحسب، بل يعزز أيضًا الفعالية الشاملة لاستراتيجيات التواصل. وعلى سبيل المثال، استخدمت صحيفة نيويورك تايمز الذكاء الاصطناعي لمساعدة فريق التحرير من خلال تقديم نظرة دقيقة حول أنواع المقالات التي تؤدي إلى زيادة الاشتراكات في الصحيفة، وبالتالي تطوير استراتيجية المحتوى والقرارات التحريرية الخاصة بهم بناء على تقييم تقنيات الذكاء الاصطناعي. ختاماً يغير الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة، وخاصة في تطوير المحتوى. فهو يرفع الكفاءة ويعزز من تطوير محتوى مخصص بجودة أعلى، وهي أمور ضرورية في المشهد الرقمي اليوم. ومع ذلك، فإن تحقيق التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري يظل أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق المستهدفات، ومع استمرار تطور أقسام التواصل، وسرعة التغيير في اهتمامات الشرائح المستهدفة وطريقة استهلاكهم للمحتوى، سيلعب الذكاء الاصطناعي بلا شك دورًا محورياً في تشكيل مستقبل المحتوى ومشاركته وانتشاره.