بداية لنتفق أن النقد الصحيح هو الذي نبحث من خلاله عن الإصلاح والإرشاد والتوجه السديد، وفي نظري المتواضع أنه لا بد أن يكون حوارنا بعيداً عن العبارات الفظة القاسية، وإذا نحن أردنا أن ننتقد فلاناً من الناس فلا بد أن يكون ذلك بهدوء وفهم ودراية، قريباً من الإقناع المبني على أساس من الفهم، بعيداً عن التسرع أو استفزاز الآخرين. وفي نظري الشخصي إن النقد يعتبر ظاهرة صحية، وهذا الذي نبحث من خلاله عن الحقيقة التي قد تكون في معظم الأحيان مفقودة، والنقد الصحيح هو الذي يتسم بالعقلانية وعدم التسرع في إصدار الأحكام على الآخرين بدون وجه حق. قال علي بن أبي طالب: (تكلموا تعرفوا، فإن المرء مخبوء تحت لسانه فإن تكلم ظهر). نعم، ما أجمل هذا البيان وما أصدقه في هذا التصوير! وكما يعرف الجميع إن الكلمة نوعان؛ كلمة منطوقة وكلمة مكتوبة، وكلاهما تحكمان صاحبها، إن الذي دعاني إلى طرح مثل هذا التساؤل مع عدة علامات استفهام أخرى، من هنا أتساءل، أين هؤلاء وأولئك عن الأسس الحوارية؟ أين النقد الهادف، والحوار أو المحاورة بعيداً عن المشاحنات..؟ لماذا ينسى أو يتناسى بعضهم مع حرارة المعركة الحوارية بينهم تلك الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المتحاورون؟! فالشواهد العلمية أثبتت أن الحقائق التي تعرض بهدوء أشد أثراً في إقناع الآخرين مما يفعله التهديد والانفعال، ومن هذا المنطلق يسعدني أن أدلي ببعض النصائح في هذا السياق مما قرأته لكم: تجنب الأشخاص السلبيين مهما كلفك الأمر لأنهم أكبر مدمر للثقة بالنفس وتقديرها. إذا أردت استحضار دليل على وجهة نظرك فلا تذكر رأيك الخاص ولكن حاول ذكر رأي أشخاص آخرين لأن الطرف الآخر سيتضايق ويشكك في مصداقية كلامك ولو كان كله عن رأيك وتجاربك الشخصية، على عكس لو ذكرت له آراء وتجارب بعض الأشخاص المتهورين وغيرهم، وبعض ما ورد في الكتب والإحصاءات لأنها أدلة أقوى بكثير.