المهم أننا فزنا وضمنا التأهل إلى الدور الثاني، مع أن العشم كان أكبر في النتيجة وعدد الأهداف بحكم الفوارق الفنية الشاسعة بيننا وبين منتخب قيرغيزستان، ولكن ظروف المباراة حتمت تسجيل لاعبينا أهدافًا أقل مع ضمان النتيجة وسلامتهم من الإصابات البليغة التي من الممكن أن تنهي مسيرتهم الكروية. حقيقة لم يقابل منتخبنا منتخباً كرة قدم بل قابل عصابة وجزارين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ما شاهدناه منهم شيء فظيع ومريع ويفطر القلب، لدرجة أننا توقعنا أكثر من لاعب يغادر ويطرد من ملعب المباراة نتيجة الخشونة المفرطة التي رأيناها على أقدام لاعبينا. البعض من الجماهير أخذوا الأمور بسلبية كبيرة عندما انصدموا من اللاعبين من عدم استطاعتهم تسجيل نتيجة كبيرة في مرمى منتخب ضعيف وقليل حيلة بحد زعمهم، ولكن ظروف المباراة اختلفت على اللاعبين نفسياً خاصةً مع التدخل القوي على قدم سامي النجعي بطريقة وحشية منذ بداية المباراة مما أخافهم وأرعبهم وأجبرهم على اللعب على المضمون وبأداء بعيد عن الاستعراض والمغامرات الفنية. بالتالي جعلتنا هذه الملاحظات السلبية من ناحية الخطة والطريقة الخاصة للمدرب روبرتو مانشيني، التي لم يألفها اللاعب السعودي، ولكن لا نستطيع أن ننكر على الرغم من الأمور السلبية أن لاعبينا أصبحت عليهم علامات واضحة بالتضحية والتأقلم التدريجي، وهذه من ضمن الإيجابيات التي يحملها نجومنا على عاتقهم ويضطلعون بمسؤوليتها. لا نمحي إيجابيات المدرب الذي يجب أن ننصفه ولا نبخسه حقه، خاصة في تدخلاته عبر اللاعبين البدلاء عندما تستعصي الحلول الفنية، فيلعب بلاعب يغير لك مجرى الأمور مثلما حصل في مباراة عمان عندما نزل عبدالرحمن غريب، وحينها فك الشيفرة بهدف التعديل حتى سجلنا الهدف الثاني، وكذلك في مباراة قيرغيزستان، كنا نبحث عن هدف الاطمئنان كي نعلن عن تأهلنا باكراً إلى الدور الثاني فزج بالشاب الموهوب فيصل الغامدي، كي يستغل سلاح التسديد وسجل الهدف الثاني. التصريح الذي أطلقه مدرب منتخبنا بعد المباراة أثار حفيظة الإعلام والجماهير بترشيحه منتخبات غير منتخبنا في كسب البطولة، هذا التصريح مضمونه إبعاد الضغط الإعلامي عن اللاعبين، وهذه الأساليب قديمة ومعروفة ومرت علينا مثلها الكثير. إن كان يوجد جمهور مؤثر على مستوى آسيا كلها فهو بلا شك سيكون الجمهور السعودي، تحية كبيرة لجماهيرنا الوفية الذين سلكوا الكثير من الدروب والمسافات لكي يكونوا في دولة قطر متضامنين في صف منتخبهم الوطني، وبإذن الله نجومنا يهدوهم البطولة التي تفرحهم وتفرحنا جميعاً. حسين البراهيم