سؤال ينبغي أن يكون عنواناً رئيسياً وأن نبدأ به هذا المقال، هل فعلاً أخفقنا في روسيا؟ وقبل أن نجيب على هذا السؤال ولكي نكون منطقيين في إيجاباتنا، ضروري أن نعود للخلف وتحديداً في منتصف عام 2016 لنراجع آراءنا وكتاباتنا وتحليلاتنا وكل ما قلناه بحق منتخبنا سواءً عن المدرب أم اللاعبين، وبعدها نستطيع الإجابة على هذا السؤال! ومتأكد أن الإجابات إذا ابتعدت عن الميول والشخصنة والمصالح الخاصة، ستكون منطيقة وهي أننا لم نخفق في روسيا، بل حققنا منجز التواجد ببداية سلبية ومتعثرة تلاها نهوض قوي ومميز. أذكر جيداً الحملات الإعلامية الممنهجة ضد منتخبنا الوطني ومدربه الهولندي مارفيك، وكيف كانت حدتها وعدم منطقيتها رغم فوزنا في أول مباراتين في التصفيات النهائية، ومع ذلك تم التشكيك في المدرب وبقدرات اللاعبين، وأن المنتخب لن يتأهل لكأس العالم وإذا تأهل فسيكون إعجازاً وإنجازاً كبيراً جداً. شخصياً كتبت أكثر من مقال امتدحت فيها منتخبنا وراهنت على تأهلنا، وذكرت أن لاعبينا مميزون ولكن الأخطاء الإدارية المتكررة طوال السنوات الماضية أثرت سلبياً على منتخبنا الذي افتقد لهويته الفنية، التي عادت له مؤخراً بفضل الله ثم بفضل نجوم منتخبنا الذين تناغموا مع الجهازين الإداري والفني ليتحقق إنجاز الصعود لكأس العالم. ولأننا نهوى الاصطياد في الماء العكر، تفنن أغلبنا في الاستهزاء والتندر بمنتخبنا قبل وأثناء وبعد مباراة الافتتاح أمام روسيا، حيث جرد اللاعبون من وطنيتهم وأنهم يلعبون للمال وأنهم لا يملكون المهارة التي تسمح لهم بالمشاركة في المونديال!! وللأسف الشديد إن من يتابع مباراة الافتتاح يدرك أن منتخبنا لم يكن بذاك السوء، حيث قدم مستوى لا بأس به لكنه لم يمنعنا من التأخر بهدفين، نتيجة ضغوط مباراة الافتتاح والهالة الإعلامية المصاحبة للأخضر، ناهيك عن المدرب الذي لعب بأسلوب غير مناسب، حيث حرص على الاستحواذ والمبادرة وأكملها بفتح اللعب عندما أخرج محور الارتكاز في منتصف الشوط الثاني مما أتاح للروس تسجيل الهدف الثالث ثم اتبعه بهدفين في آخر دقيقتين!!. ولأن لدينا نجوماً كنت ومازلت وسأظل أراهن عليهم، لعبنا أمام الأرغواي الند للند وكدنا نسجل أكثر من هدف، لكن الخبرة وغلطة الحارس سرقت منا حتى التعادل ولكننا قدمنا مستوى لافتاً. وأكمل نجومنا إبداعاتهم في المباراة الأخيرة أمام المنتخب المصري بمحترفيه ونجومه، حيث قلب نجوم الأخضر تأخرهم بهدف لفوز بهدفين، متغلبين بذلك على أنفسهم وعلى كل المتصيدين لأخطائهم وعثراتهم، وهذا يعني الشيء الكثير. أختم بأن منتخبنا لم يخفق في روسيا بل أبدع، وعاد للواجهة العالمية مجدداً بالوجود في مثل هذا المحفل الذي تتمناه كثير من المنتخبات. وللأمانة إن لنجوم الأخضر فضلاً علينا كسعوديين حيث تأهلوا للمونديال وأتاحوا لكثير من الجماهير والإعلاميين فرصة الوجود في روسيا. ورغم تعثر منتخبنا في مباراة الافتتاح إلا أن نجوم الأخضر لم يستسلموا لعثرة البداية بل نهضوا وقاتلوا حتى انتصروا ومسحوا الصورة الباهته، وأهدونا فرحة الختام الجميلة بفوز رائع ومستحق.