قالت شركة الشحن الدنمركية ميرسك أمس إن انفجارات قرب مضيق باب المندب أجبرت سفينتين تشغلهما وحدتها الأميركية وتحملان إمدادات للجيش الأميركي على العودة أدراجهما حينما كانتا تعبران المضيق صوب الشمال وسط حراسة البحرية الأميركية. وذكرت ميرسك في بيان "أُبلغت السفينتان عن رؤية انفجارات قريبة واعترضت البحرية الأميركية المصاحبة لهما عدة مقذوفات أيضا"، مضيفة أنها ستعلق عبور السفن التابعة لوحدتها الأميركية من البحر الأحمر. وقالت الميليشيات الحوثية إنها استهدفت عدداً من السفن الحربية الأميركية بصواريخ بالستية في خليج عدن ومضيق باب المندب في أثناء حمايتها سفينتين تجاريتين أمريكيتين. وتشغل الوحدة الأميركية ميرسك لاين ليمتد السفينتين، وتنقل الوحدة شحنات تابعة لوزارة الدفاع ووزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وهيئات حكومية أخرى. وقالت ميرسك إن السفينتين مدرجتان في برنامج الأمن البحري والجسر البحري الطوعي مع الحكومة الأميركية الذي يوفر حماية البحرية الأميركية خلال العبور بالمضيق. وتدير وزارة الدفاع برنامج الأمن البحري والجسر البحري الطوعي لنقل القوات والإمدادات والعتاد خلال أوقات الحرب أو حالات الطوارئ الوطنية. وذكرت ميرسك أن السفينتين لم تتعرضا لأضرار ولم يُصب طاقمهما بأذى وأن البحرية الأميركية رافقتهما خلال عودتهما إلى خليج عدن. وقالت القيادة المركزية الأميركية إن جماعة الحوثي أطلقت ثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن صوب سفينة شحن الحاويات (ميرسك ديترويت) خلال عبورها خليج عدن. وأضافت القيادة في بيان أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو تعرض السفينة لأضرار. وقالت ميرسك في الخامس من يناير كانون الثاني إنها ستحوّل مسار سفن الحاويات التابعة لها عن البحر الأحمر في المستقبل القريب. وذكرت ميرسك أن سفن ميرسك لاين ليمتد كانت مستثناة حتى اليوم الأربعاء، لكن ذلك لن يستمر. وأضافت "عقب تصاعد المخاطر، ستعلق ميرسك لاين ليمتد العبور من المنطقة حتى إشعار آخر". ويظل البحارة في مرمى النيران، ووقعوا اتفاقات لتلقي مثلَي أجورهم عند العبور من مناطق عالية الخطورة. وقال ستيف كوتن الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل، وهي النقابة الأبرز للبحارة، لرويترز "ثمة شعور بالتعرض للخطر". وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي يمر عبره 12% من التجارة العالمية. وقد تسبّبت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا الذي يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريبًا. في الدوحة، أعلنت شركة "قطر للطاقة" الأربعاء أن الهجمات في منطقة البحر الأحمر "قد تؤثّر" على جدولة شحنات الغاز الطبيعي المُسال، على عكس الإنتاج الذي طمأنت أنه "مستمرّ دون انقطاع". والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن شحنات الغاز الطبيعي المُسال ستتأثر بالهجمات معتبرا الأزمة في البحر الأحمر "التصعيد الأخطر في الوقت الحالي لأنه لا يؤثر على المنطقة فحسب، بل يؤثر على التجارة العالمية أيضاً". وجاءت تصريحاته عقب تقارير أفادت عن توقف خمس سفن على الأقل للغاز الطبيعي المُسال تديرها قطر أثناء توجهها إلى البحر الأحمر.