أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تشكيل تحالف دولي يضمّ عشرة بلدان للتصدّي لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن يعتبرونها "مرتبطة" بإسرائيل في البحر الأحمر. وجاء في بيان لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن "البلدان التي تسعى إلى ترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة عليها أن تتكاتف لمواجهة التحدّي الذي تشكّله هذه الجهة". وصعّدت الميلشيات الحوثية هجماتها على ناقلات النفط وسفن الشحن وغيرها في البحر الأحمر. وقال أوستن إن التحالف الأمني سيعمل "بهدف ضمان حرية الملاحة لكل البلدان ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين". ويضم التحالف الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنروج والسيشل وإسبانيا. وكان الحوثيون أعلنوا الإثنين أنهم نفذوا عملية ضد سفينتين، الأولى سفينة سوان اتلانتيك محملة بالنفط والأخرى سفينة إم إس سي كلارا تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين". وأصيبت السفينة النروجية "إم/في سوان أتلانتيك" الاثنين "بجسم غير محدد" في البحر الأحمر، وفقاً للشركة المالكة "انفينتور كيميكال تانكرز" Inventor Chemical Tankers التي قالت في بيان "لحسن الحظ لم يصب أفراد الطاقم الهندي بأذى، وتعرضت السفينة، وفقًا لهم، لأضرار محدودة"، مشيرة إلى أن الناقلة التي انطلقت من فرنسا باتجاه جزيرة ريونيون، لا تربطها أي علاقة بإسرائيل. والسفينة "إم/في سوان أتلانتيك" هي الآن تحت حماية البحرية الأميركية. ولا تتوفر في الوقت الحالي معلومات حول السفينة الثانية التي ورد اسمها في البيان الصادر من صنعاء. وأثارت الهجمات التي وقعت في الأيام الماضية على السفن في طريق الشحن الرئيسي في البحر الأحمر مخاوف من تعطل التجارة الدولية مجددا على غرار ما حدث في أعقاب الاضطرابات الناجمة عن جائحة كوفيد-19. كما دفعت لتشكيل قوة دولية بقيادة الولاياتالمتحدة للقيام بدوريات في المياه بالقرب من اليمن. ويرتبط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عن طريق قناة السويس، التي تشكل أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا. ويمر نحو 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية عبر القناة. وقالت شركات شحن كبرى، منها هاباج لويد وإم.إس.سي وميرسك، وشركة النفط الكبرى بي.بي ومجموعة ناقلات النفط (فرونت لاين) إنها ستتجنب طريق البحر الأحمر وستغير مسار رحلاتها عبر رأس الرجاء الصالح الذي يمر بالجزء الجنوبي من أفريقيا. لكن العديد من السفن لا تزال تبحر في الممر المائي. وأظهرت بيانات من (إل.إس.إي.جي) وجود حراس مسلحين على متن عدد من السفن التي تبحر حاليا. وجاء في البيانات أن ما لا يقل عن 11 من سفن الحاويات التي مرت عبر قناة السويس وتقترب من اليمن حاملة سلعا استهلاكية وحبوبا لدول مثل سنغافورة وماليزيا والإمارات، ترسو الآن في البحر الأحمر. وأظهرت البيانات أن أربع سفن حاويات تابعة لشركة (إم.إس.سي) في البحر الأحمر أوقفت تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال لديها منذ يوم الأحد، حتى لا يرصد أحد مكان وجودها على الأرجح. وقال إيوانيس باباديميتريو، كبير محللي الشحن في فورتيكسا، إن بعض السفن تحاول إخفاء مواقعها عن طريق إرسال إشارات تظهر أنها في مواقع أخرى كإجراء احترازي عند دخول الساحل اليمني. وأوقفت شركة ميرسك الدنمركية يوم الجمعة عبور جميع شحنات الحاويات من البحر الأحمر بعد "حادث وشيك" تعرضت له سفينتها (ميرسك جبل طارق) يوم الخميس. وأظهرت بيانات (إل.إس.إي.جي) أن عددا من السفن الراسية في البحر الأحمر تابعة لشركة ميرسك. وقالت الشركة أمس الثلاثاء إن السفن التي أوقفت رحلاتها في وقت سابق وكانت من المقرر أن تبحر عبر جنوبالبحر الأحمر وخليج عدن ستغير مسارها حول أفريقيا. وقال باباديميتريو من فورتيكسا امس الثلاثاء إن تكلفة نقل النفط الخام من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر إحدى ناقلات (سويزماكس) ارتفعت 25 بالمئة خلال أسبوع. وقال بنك جولدمان ساكس إنه من غير المرجح أن يكون لتعطل تدفقات الطاقة في البحر الأحمر آثار كبيرة على أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، لأنه يمكن إعادة توجيه السفن. وأضاف البنك "تشير تقديراتنا إلى أن عملية إعادة توجيه افتراضية طويلة الأمد لجميع تدفقات النفط (المتجهة شمالا وجنوبا) البالغة سبعة ملايين برميل يوميا سترفع أسعار النفط الخام الفورية مقارنة بالأسعار طويلة الأجل بمقدار ثلاثة إلى أربعة دولارات للبرميل". وقال مشتر آسيوي لمادة النفتا البتروكيماوية التي تصدرها أوروبا إن السفن التي تنقلها لا تزال تستخدم طريق البحر الأحمر، مشيرا إلى أن عملية إعادة توجيه السفن عبر رأس الرجاء الصالح ستستغرق ما بين سبعة و14 يوما إضافية. وقال سماسرة بحريون إن بعض مالكي ناقلات النفط يدخلون بندا جديدا لإدراج خيار رأس الرجاء الصالح في عقود الشحن التي يبرمونها كإجراء احترازي. وقال مصدر مطلع بشركة ساينياو اللوجستية التابعة لشركة علي بابا إن أوقات تسليم الشحنات ورسوم الشحن قد تزيد قليلا، ولكن بشكل عام فإن عملية إعادة توجيه السفن لن يكون لها تأثير يذكر على الأعمال.