لا تقتصر فائدة الكاميرات المُثبتة في داخل السيارات على توثيق الحوادث المرورية لأصحاب السيارات وحدهم وتسهيل مهمة رجال المرور في الإحاطة بملابسات الحادث المروري وإنهاء الإجراءات في وقتٍ وجيز. الأمر أبعد من ذلك بكثير وأكثر فائدة مما نظن فوجود كاميرات داخل السيارة يعني توثيق كل ما يحدث في نطاقها سواء أكان حادثاً مرورياً لصاحب السيارة أم كانت حوادث أخرى على الطريق. والحوادث هنا ليست مرورية فحسب؛ بل إن هناك أحداثاً جنائية مُتعمدة وغير متعمدة يتم توثيقها صدفة بواسطة كاميرات الداش كام ساعدت السلطات في تكفيك خيوط الجناية والوصول إلى الجُناة. إن وجود الكاميرات في مكانٍ ما؛ يعني التسجيل والتوثيق لكل ما يحدث فيه وهذا يدعم الجهات المسؤولة عن الأمن ويختصر عليها الجهد والوقت. ولأن من يكتب عن فوائد كاميرات الداش كام لا يصح أن يغيب عن ذهنه الحديثُ عن كاميرات المراقبة المثبتة على جدران المنازل وعلى واجهات الدكاكين، فواجب عليه القول بأن كاميرات المراقبة هذه قد أثبتت كفاءتها الأمنية حين صوّرت الأحداث الجنائية التي ارتكبت في محيطها، وساعدت رجال الأمن في القيام بواجبهم لإنهاء الحوادث الجنائية والمرورية أسرع وقت. إن وجود كاميرات المراقبة في داخل السيارة لا تقل أهميته عن وثيقة التأمين السارية المفعول فَلَئِن كانت وثيقة التأمين تُشعرُ قائد المركبة بالطمأنينة حِيالَ الحوادث المُحتملة والحماية من الغُرمِ المترتب على وقوعها، فإنّ كاميرا المراقبة في السيارة سوف تشعره هي أيضاً بأن حقه محفوظ بتوثيق ملابسات الحادث. إن كاميرات المراقبة هي الشاهد الذي لا يكذب في شهادته على الأحداث، وهي الوازع الرادع لكل من ينوي الاستهانة بالأمن والنظام. وسلّم الله البلاد والعباد من كل كارثة وحادثة.