تتواصل الإبادة الجماعية التي تمارسها "إسرائيل" بكامل بشاعتها وفظاعة تفاصيلها لليوم ال107 على التوالي، مخلفة مشاهد لم تسجلها أفظع حروب العصر الحديث. ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، لم تعد الأيام تختلف بتفاصيلها في ظل استمرار عدّاد الشهداء بالارتفاع بانضمام المئات منهم يوميًا لقافلة الراحلين عن الحياة، ومع تفاقم معاناة النازحين في الخيام التي تؤويهم لا من برد الشتاء ولا من أمطاره. 25 ألف إنسان لم تكن إبادتهم عابرة وحتى أمس، فقد بلغ عدد الشهداء 24 ألفًا و927 شهيدًا بالإضافة ل62 ألفًا و388 جريحاً بإصابات متفاوتة، وفق آخر إحصائية فلسطينية رسمية صادرة عن وزارة الصحة في غزة. حيث ارتكبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال ال 24 ساعة الماضية، 14 مجزرة جديدة ضد العائلات الفلسطينية والنازحين في قطاع غزة، راح ضحيتها 165 شهيدًا و280 جريحًا. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات "لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم". أقوى اختبار للبشرية في العصر الحديث وقصفت زوارق الاحتلال الحربية سواحل مدينتي دير البلح وخانيونس جنوب القطاع صباح الأحد، في حين شنت طائرات الاحتلال غارات على مخيم الشاطئ شمالًا. وأفادت مصادر محلية باستشهاد وإصابة عدد من المواطنين في قصف إسرائيلي على منزل بحي الزيتون جنوب مدينة غزة. حتى جثث الشهداء لم تسلم من السرقة وتواصل القصف المدفعي الإسرائيلي على منطقة السكة في مخيم جباليا شمالي قطاع، فيما أطلق جيش الاحتلال وابلًا كثيفًا من قنابل الإضاءة في سماء قطاع غزة. وشنّت قوات الاحتلال غارات جوية "مُكثّفة" بطائرات حربية ومسيرة على منازل وشقق سكنية، تزامنًا مع قصف مدفعي واستهدافات بالقذائف وإطلاق النار الثقيل من قبل الزوارق الحربية، لكافة مناطق القطاع. وشهدت مناطق شمال قطاع غزة، والمناطق الشرقية من مخيم جباليا، وحي المنارة جنوبي شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة قصفًا مدفعيًا عنيفًا. واستشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على حي الأمل غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية باستشهاد مواطنين في قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب مدينة غزة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمه تعاملت مع 4 شهداء، وعدد من الإصابات خلال استهداف الاحتلال لسيارة مدنية بالقرب من شارع النجمة في رفح. وأفادت مصادر محلية، بتواصل القصف المدفعي طيلة الليلة الماضية في محيط مستشفى ناصر بخانيونس. مظاهرات لإعادة الرهائن تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين، في عدة مواقع بما في ذلك أمام منزل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في قيسارية، لمطالبته بالعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح ب"إعادة الرهائن" الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر. وأفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن المظاهرات نظمت في تل أبيب والقدس وقيسارية، بدعوة من ذوي الأسرى الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في غزة، تحت عنوان "136 نعشا ليست صورة نصر"، في إشارة لإمكانية فشل الحكومة الإسرائيلية في تحقيق هدف الحرب ب"إعادة الرهائن على قيد الحياة". وتأتي تصاعد الاحتجاجات للمطالبة بالعمل على "تحرير الرهائن" بالتزامن مع التقرير الذي أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن أربعة مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، إن الحرب الإسرائيلية على غزة الهادفة لتدمير حماس "ستكلف على الأرجح حياة المحتجزين في غزة". وخلال الفعاليات الاحتجاجية في تل أبيب والقدس وقيسارية للمطالبة بالعمل على التوصل إلى اتفاق يفضي للإفراج عن المحتجزين في غزة، انتقدت عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية، وقالت والدة أحد القتلى الإسرائيليين في 7 أكتوبر الماضي، إن "إعادة الرهائن" يتطلب "حكومة تعمل لصالح المواطنين، وليس حكومة منشغلة بنجاتها سياسيا". وفي ميدان "هبيما" في تل أبيب، طالب الآلاف من المتظاهرين بحل الكنيست فورا، والإعلان عن انتخابات عامة في إسرائيل. كما تظاهر المئات في منطقة الكرمل في حيفا، للمطالبة بحل الحكومة والدعوة إلى الانتخابات، وطالبوا غادي آيزنكوت وبيني غانتس من "المعسكر الوطني" بالانسحاب من الحكومة. وانتقد المتظاهرون "عدم وجود هدف واضح" للحرب على غزة، والتعارض بين الأهداف المعلنة، المتمثلة ب"القضاء على حركة حماس، وإزالة أي تهديد مستقبلي لإسرائيل من قطاع غزة"، بالإضافة إلى "إعادة الرهائن على قيد الحياة". تساءل أحد المتظاهرين، وهو طبيب خدم في قوات الاحتياط خلال الحرب على غزة: "هل تعتقدون أن هدف الجنود والحكومة هو نفس الهدف؟ الجنود اليوم يقاتلون ويصابون دون أن يعرفوا ما هو الهدف، لأنه ببساطة لا يوجد هدف واضح". وسار المتظاهرون في ميدان "هبيما"، وحمل بعضهم لافتات تنتقد نتنياهو مع شعارات مثل "وجه الشر" و"انتخابات الآن"؛ وقال والد أحد الأسرى الذين قتلوا في غزة: "على النحو الذي تسير به الأمور الآن، سيموت جميع الرهائن. لم يفت الأوان بعد لتحريرهم"، وقال آخر "الجميع يعلم أن قراراته لا تتخذ من أجل مصلحة البلاد، وأنه يحاول فقط البقاء في السلطة، نطالبه بالاستقالة". كما نظمت مظاهرة حاشدة في ميدان متحف تل أبيب للفنون، الذي بات يعرف إسرائيليا ب"ميدان المختطفين" للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن، بمشاركة أسرى إسرائيليين تم الإفراج عنهم بموجب صفقة تبادل توصل إليه الوسطاء بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، في نهاية نوفمبر الماضي. وفي حيفا، طالب مئات الإسرائيليين، بوقف الحرب والإبادة الجماعية في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين بالقطاع، وذلك في نشاط احتجاجي نظم بمشاركة المئات من الناشطين العرب واليهود، في ساحة الحناطير بالمدينة، مرددين "الكل مقابل الكل" في إشارة إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين. تفجير منازل في الخليل فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلي الشهيدين نصر وعبد القادر القواسمي في مدينة الخليل، جنوبيالضفة الغربية. وقالت مصادر محلية، إن "قوات الاحتلال اقتحمت بعدد كبير من آلياتها العسكرية ومعداتها الثقيلة منطقة رأس الجورة وبئر المحجر في مدينة الخليل، وفرضت طوقا عسكريا في المنطقة وأغلقت الطرق الرئيسية ومنعت تنقل المواطنين". وتابعت: "هدمت قوات الاحتلال منزل الشهيد عبد القادر بالجرافات والمعدات الثقيلة في منطقة دائرة السير، كما فجرت منزل الشهيد نصر القواسمي في بئر المحجر، بعد أن أجبرت السكان في المنطقة على مغادرة منازلهم". وكانت قوات الاحتلال قد أخذت قياسات، منزلي الشهيدين عبد القادر ونصر القواسمي، إضافة الى منزل الشهيد حسن قفيشة في أواخر الشهر الماضي. يشار إلى أن الشهداء الثلاثة المذكورين ارتقوا برصاص الاحتلال عند حاجز النفق العسكري جنوب مدينة القدس في 16 نوفمبر الماضي. فلسطينية عند قبر ابنها الذي استشهد في خان يونس (رويترز) (أ ف ب)