الصمت في الاتحاد لا ينبئ بالعمل، بل هو ردة فعل على الفشل والعجز عن تجاوز الأزمات، وخلق أزمات جديدة، وهذا ما يبدو حتى اللحظة، كانت إدارة أنمار وكعكي هي المتسبب الأكبر في هذه الكوارث، ورغم إبعادها عن اتخاذ القرار «مع استمرارها الشكلي في المنصب» إلا أن الفوضى والعبث في الاتحاد مستمران. بنزيما يتسكع في موريشيوس ويداعب الإعصار، وزيكو لم يلحق بطائرة المعسكر بسبب زحمة الحلاق، والجهاز الفني لم يفرض أي برنامج تدريبي انفرادي للاعبين لأنه مشغول بتنظيم أقماع المرور، والمعسكر يضم محترفين الأقرب مغادرتهم وعدم إكمال الموسم مع الفريق، وجوتا لم يلتحق بالمعسكر وقد تتعطل صفقة إعارته للاتفاق وينضم للفريق بعد انتهاء المعسكر، وحجازي مازال ينتظر إسقاط أحد الأسماء ليتم تسجيله، والمدير الرياضي الجديد يتغزل بكوريا وبمبلغ يتراوح بين 30-50 مليون يورو «يورو ينطح يورو» وكأنه ينوي استنزاف كل موارد النادي، ومع كل هذا لم تتم مخالصة غروهي رغبة منهم في تنازله عن مستحقاته! كل هذه العشوائية تحدث بمباركة أصحاب التجارب والشهادات المهنية الاحترافية بقيادة دومينغو الذي نصب نفسه لكل شيء لكنه مازال عاجزاً عن التخاطب مع الجماهير، وبمجرد أن تقرأ خبر اتفاقه مع المدير الرياضي على خطف أنخيل كوريا الذي أجرى عملية قلب مفتوح بمبلغ بتجاوز 30 مليوناً تدرك جيداً أن النادي يدور في حلقة مفرغة. انقضى من الفترة الشتوية النصف ومازالت الأهداف غير واضحة والفريق بلا تدعيمات فنية تساعد المدرب على العمل، واللاعب المدلل لا يواجه أي ردة فعل ممن أحضروه رغم أن طلبه لإشارة القيادة وإقالة المدرب الانضباطي ونجم الموسم الماضي لم تكلفهم سوى اجتماع سريع مع اللاعب المتضجر! لا نملك تفسيراً لكل هذا العبث سوى غياب الرقابة وعدم التعامل مع النادي، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار غض الطرف عن تسيب القائد المفروض على الفريق ومحاولة الإيحاء بسوء وعشوائية النادي رغم أن الأصل هو الارتقاء بالأندية لا تدميرها. ما يحدث في الاتحاد هو تجاهل وتعمد إسقاط، ودعم فكرة العمل من أجل «أكل العيش» وطلب الستر وليس العمل من أجل الإنتاجية، فكل من في النادي اليوم يعمل بلا نتائج ويرتكب الأخطاء بلا محاسبة، والكثير من هذه الأخطاء هي نتاج عمل عشوائي وقرارات ارتجالية لا يمكن أن يتم تمريرها في أندية الصندوق الأخرى. ما نشاهده اليوم، هو أقرب لتقييد عودة النادي واستنزاف ميزانيته المفروضة على لاعبين مستهلكين، ونزع هيبته وشخصيته بزرع الشللية داخله قبل تفكيكه والاستيلاء على نجومه المحليين وحرمانه من كوادر وهامات رياضية كانت قادرة على الارتقاء له! المشروع الرياضي لدينا عظيم، والهدف أكبر من مجرد استقطاب نجوم، والارتقاء بالعمل في الأندية عامة هو نتاج ومحصلة للاهتمام والدعم، وهذا يعني أن المحاسبة واجبة، والفشل له أب، والنجاح للجميع.