نطالع بين حين وآخر على منصات التواصل الاجتماعي الكثير من المواقف التي تحدث للمسافرين والمقيمين في بعض الدول الأجنبية والذين يتعرضون لسرقة ممتلكاتهم وأمتعتهم الشخصية في المطارات أو الأماكن العامة ولا يجدون من يهتم لهم أو يتفاعل مع بلاغاتهم وهي قصص كثيرة جداً، هذه المواقف جعلتني أذكر نعمة الله علينا في بلادنا التي تنعم بالأمن والاستقرار وتعد -ولله الحمد- من أفضل الدول في مجال الضبط الأمني. وموقف السفارات السعودية المشرف حيال تلك الحوادث وتواصلهم مع المواطنين بشكل يثلج الصدر ويرفع الرأس، عندما نتحدث عن الأمن فإننا ننظر إلى الدول من حولنا والتي سبقتنا بعشرات السنين في التقدم التقني والأمني ولكنها تفتقد أقل معايير الأمن وخاصة في الأماكن العامة والتجمعات التي يفترض أن تكون متميزة في الضبط الأمني بتقنياتها الحديثة والمتطورة وخاصة في مجال كاميرات المراقبة والمتابعة الأمنية في تتبع وضبط المجرمين. وقد أوردت صحيفة «الرياض» في صفحتها الأخيرة خبراً تحت عنوان: «إسبانيا: موظفون يسرقون أمتعة المسافرين»، وقد نسب هذا الخبر إلى مصدر موثوق في مدريد من وكالة أ.ف.ب، حيث ذكر الخبر أنه تم إيقاف 14 موظفاً في مطار بجزيرة تنريفه الإسبانية للاشتباه في سرقتهم أغراضًا بقيمة نحو مليوني يورو من أمتعة الركاب على ما أفاد الحرس المدني. وأوضحت الوكالة الأمنية في بيان، أن المسروقات شملت 29 ساعة فاخرة و22 هاتفاً ذكياً و120 قطعة مجوهرات سرقت من مسافرين من جنسيات عدة في المطار الواقع جنوب جزيرة تنريفه، وذكر الخبر أن الحرس المدني يشتبه في أن الموظفين ال14 الذين أوقفوا سبق أن باعوا أغراضاً مسروقة أخرى إلى عدد من المتاجر. رغم وجود الكاميرات في جميع مطارات العالم إلا أن هذه القضية تعيدنا إلى التساؤل عن قيمة تلك الكاميرات التي وضعت في جميع زوايا وأركان المطارات هل هذه الجهات الأمنية في تلك البلد لم تستطع معرفة السارق أو تحديد هويته. سؤال يحتاج إجابة. نحن لدينا -ولله الحمد- دقة في المتابعة الأمنية وتتبع للجريمة بشتى أنواعها حتى أن السائح أو المقيم يثق في الأمن في بلادنا أكثر مما يثق في بلده، وهذا شيء مشاهد تنقله أجهزة التواصل الاجتماعي، فنرى الأجانب السائحين يتنقلون بسياراتهم بين مدن المملكة ليلًا ونهارًا ويقفون في أي مكان وينامون في أماكن بعيدة عن المدن دون خوف من أحد، وهذا -ولله الحمد والمنة- هو مضرب المثل في الأمن. عندما يتوفر الأمن بهذه الصورة الجميلة والمطمئنة فإن الإنسان يعيش قرير العين في منزله وخارج منزله وفي أي مكان يشاء، قال الله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)، هكذا منّ الله علينا بنعمة الأمن التي نعيشها في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية ورد الحقوق إلى أصحابها، ولعلي أعود إلى التقنية المتطورة التي ترتبط بأمن وسلامة أرواح المواطنين والمقيمين على أرض هذه البلاد الطاهرة من خلال تقنية حديثة متطورة دعتني للإشارة إليها فخرًا واعتزازًا. حيث حصل لابن أخي حادث في الطريق الواصل من مدينة أشيقر إلى منطقة الحمادة التابعة لمحافظة شقراء في إقليم الوشم، وارتطمت سيارته بقوة في إحدى المركبات مما أدى إلى تلفها بشكل كبير ولكنه -ولله الحمد- لم يصب بأي أذى. يقول: تفاجأت باتصال من مركز البلاغات الأمنية 911 على هاتفي المحمول فسألوني هل حصل لك حادث أو شي؟ فاستغربت ذلك وقلت: نعم، ثم وردني اتصال عاجل خلال ثوانٍ معدودة من مرور شقراء ومن الإسعاف، حيث تم تحديد موقع الحادث من خلال تلك التقنية المتطورة دون أن يعلم أحد عن هذا الحادث وما إن لبثت فترة بسيطة إلا وقد حضرت سيارة الإسعاف وسيارة المرور إلى موقع الحادث، وحمدت الله عز وجل على هذه النعمة وهذه التقنية التي سخرتها الدولة للحفاظ على سلامة الجميع. واستكمالاً لدقة تلك المعلومات قمت أنا شخصياً بالاتصال على الرقم 911 منبهراً وفرحاً بتلك الخدمة المتقدمة، وأفادوني بأن أي جهاز محمول من الأجهزة الحديثة يحصل له ارتطام قوي فإنه يكون على اتصالٍ بمركز البلاغات الأمنية 911 تلقائياً وهم يقومون بالتواصل السريع مع صاحب الهاتف المحمول وبالتالي فإن جميع الأجهزة المساندة تكون على ارتباط تام بالرقم 911 بتقنية حديثة لتصل تلك البيانات والمعلومات السريعة إليهم جميعًا وهم الدفاع المدني والإسعاف والمرور والدوريات الأمنية ودوريات أمن الطرق. هذه بلادنا وهذه قيادتنا الرشيدة، وهذا هو التقدم التقني الذي نعيشه، ولله الحمد.