قُبيل مشاركة منتخبنا الأول لكرة القدم في نهائيات كأس آسيا خرج علينا أحد المنتسبين للوسط الإعلامي عبر برنامج رياضي مستضيفاً مدرباً سابقاً للمنتخب الوطني، ومن خلال متابعتي الرياضية فإن ذلك المدرب يعد الأسوأ على الإطلاق من بين جميع المدربين الذين مروا على منتخبنا الوطني، وكان اللاعبون في تلك الفترة هم المنقذون لنتائج ذلك المدرب، فلم يكن لديه الحلول التكتيكية المناسبة، وصبر عليه مسيرو الرياضة في ذلك الوقت، ولكن تمت إقالته بعد طول صبر وعدم وجود جدوى من تواجده في الدفة التدريبية لمنتخبنا الوطني، فخروجه بافتراءات على أحد أبرز الرموز الرياضية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، بعد أن تمت إقالة المدرب بأن سموه كان يتدخل في عمل المدرب فهذا غير صحيح، ونفي ذلك في حينه، ويأتي من يعيده إلى الواجهة بعد ما يقارب 27 عاما، وفي هذا التوقيت تحديداً قبل خوض منتخبنا للمعترك الآسيوي، وإعادة اللقب الغائب للوطن، فحتى لو صدقنا ما قاله المدرب بأن سمو الأمير سلطان بن فهد يتدخل بعمله، فنقول لسموه شكراً لأن نظرته الفنية أدق من ذلك المدرب المغمور، وأنقذ نتائج المنتخب وهذا أمر لا يمكن تصديقه عن سموه، وكذلك هذا أمر لو سلمنا بما قاله المدرب فإن ذلك يدل على عدم وجود شخصية للمدرب، وأنه وجوده صوري، ونربأ بسمو الأمير بأن يتدخل بعمل المدرب بأي شكل من الأشكال.. نعم سموه يناقش المدرب ويجتمع معه بحكم أنه الرجل الثاني المسؤول عن الرياضة، ثم هو المسؤول الأول عن رياضة وطننا، ولكن لا يفرض سموه على المدرب اسما محددا أو يتدخل في عمله. فهل يستحق منتخبنا الوطني مثل هذا الطرح بهذا التوقيت الذي ربما أنه يخلق زعزعة بين صفوف اللاعبين، والمدرب الجديد على المنطقة الذي ربما يأتي في باله أن العمل في الرياضة السعودية ليس احترافيا وأن المسؤولين يتدخلون في عمل المدربين ويفرضون عليهم ما يريدون. نحترم الطرح الإعلامي والشفافية، وهذا العمل الصحفي المهني الذي دوره كشف الحقائق مهما كانت، ولكن لا يكون العمل احترافياً إذا كان لخلق البلبلة والزعزعة في الوسط الرياضي وصرف الأنظار من التوجه نحو دعم المنتخب لإثارة الشارع الرياضي وتأجيج التعصب وخلق القضايا والفتنة في الوسط الرياضي، ومنتخبنا مقبل على منعطف مهم وداخل على معترك شرس، ويقابل فرقا ليست بالسهلة، فالمنتخبات الآسيوية لم تعد كسابقها فالمنافسة اشتدت واللقب ليس بالسهل تحقيقه في الأحوال المستقرة، فكيف بالحال وقد وجدت البلبلة وعدم ثقة المشجع بمنتخب بلاده بعد هذا الظهور بأن منتخبنا الوطني منتخب محسوبيات، وأنه منتخب يدار عن بعد من قبل المسؤولين، وهذا أمر لربما ينعكس سلباً على اتحادنا الرياضي بعد هذا الطرح غير الموفق والتوقيت غير المناسب.