كثيرة من القضايا محفزة لي على الكتابة عنها كتحقيقنا عددا من المكتسبات الوطنية الرياضية خلال الفترة القصيرة الأخيرة (مقعد بالوكالة الدولية لمكافحة المنشطات-مقعد تنفيذي بالاتحاد الدولي للكاراتيه- استضافة نهائي دوري ابطال اسيا- استضافة منتدى الاستثمار الرياضي بحضور بلاتر وسلمان الخليفة - استضافة دورة الخليج- تدشين مشروع الهدف بالرياض..) كل ذلك حصل خلال أقل من عشرين يوما تقريبا وهو بلاشك محفز رائع للكتابة، فبمثل تلك المسارات تؤكد الرياضة السعودية نبضها بكل مكان .. تصريح الأمير عبدالله بن مساعد حول اتحاد الكرة أيضا من الأمور المحفزة للكتابة لكني لا أجد أن الوقت مناسب لذلك، فنحن داخل رحى بطولة خليجية والحديث عن الشئون الداخلية أراه سلبيا وغير مجد أبدا فلاحاجة لفتح قضايانا امام الاشقاء الخليجيين وفي معترك مهمة وطنية خليجية ..!! لذلك سأختار موضوع (لوبيز) وهو مدرب المنتخب السعودي والذي يتعرض لنقد اعلامي ورسمي ايضا (من تحت الحزام) لأن الأمر متعلق بدورة الخليج التي تعتبر (مقبرة المدربين)..!! هذا المدرب الذي يعتبر أول اسباني يقود الأخضر من أصل ( 44) مدربا قبله أكمل عامه الأول مع الأخضر (فبراير 2013) دون أي خسارة متصدرا مجموعة الاخضر الاسيوية (التصفيات النهائية المؤهلة لبطولة آسيا 2015) وكل الانتقادات التي تطاله كانت نتاج مباريات ودية يخسر فيها الأخضر ..!! الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد يؤكد (قلت رأيي بلوبيز لأحمد عيد والقرار بيد اتحاد الكرة )..!! الكثير سيفهم أن ابن مساعد لايرغب باستمرار المدرب والتصريح الاعلامي اعلان رسمي بتلك الرغبة لكنها بشكل مؤدب كما هي عادة الأمير واخلاقياته..!! أحمد عيد بعد مباراة قطر ( المدرب لوبيز لايرقى لطموحات السعوديين)..!! طبعا لاتعليق ..!! مدير المنتخبات عبدالرزاق ابوداود (جلست مع المدرب ثلاث ساعات وأبديت له ملاحظاتي على التغييرات وإذا اخطأ مستقبلاً بشكل فادح فلكل حادث حديث)!! كأنه يتكلم مع أصغر ابنائه وليس مدرباً للمنتخب السعودي الاول، وسبق أن قال ابود داود بأن الوقت لا يسعفهم لتغيير المدرب..!! إن كان هؤلاء الثلاثة الرسميين يبصمون على اخفاق لوبيز فلم هو جالس بالرياض اليوم يقود المنتخب السعودي؟ وإن كان لديهم مبررات وجوده الان فلماذا ينتقدونه ويعلنون اراءهم حوله بتلك الصراحة التي لو قرأها مدرب يحترم نفسه لما جلس دقيقة واحدة بمكانه ..!! أتأسف لوصول تعاملنا مع المدربين لهذا المستوى من عدم الاحترافية والسطحية فكل التصريحات لاتحمل نفسا احترافيا (احترم مضامينها) فقد جاءت في الزمن والمكان غير المناسب ..!! التعامل مع اي مدرب لا يكون بهذا الشكل، وإن كنا لانلوم الاعلام لأن هذا دوره لكن الشخصيات الرسمية كان يجب أن تتوقف عن الانتقادات العلنية، فهي ليست من اخلاقيات العلاقة بين الجهة الرياضية ومن تتعاقد معهم..!! الذين يظنون ان لوبيز لاينفع للمنتخب السعودي يجب أن يرجعوا لسلسلة ال (44) مدربا للأخضر ويتعمقوا بقراءة الاسماء العالمية وكذلك الوطنية وأيضا المغمورة والمجهولة..!! ستجدون مفارقات عجيبة وغريبة قد تعطي الجانب النفسي الكثير من ركائز الانجازات الخضراء وليست الجوانب الفنية فقط..!! حصدنا الانجاز الوطني الاول بقيادة ابن الوطن خليل الزياني وحصدنا أول ألقاب الخليج بقيادة ابن الوطن محمد الخراشي وحصدنا ذهبية دورة العاب التضامن الاسلامي بقيادة الجوهر وكذلك الخليج 2002 والغريب ان كل المدربين الاجانب (ماعدا الهولندي فاندرليم) عجزوا عن تحقيق كأس الخليج فيما نجح وطنيان بتحقيقها بجدارة (الخراشي والجوهر)..!! بوشكاش ..ماريوو زاجالو.. كارلوس البرتو.. ليوبنهاكر.. سولاري..مانيللي.. كندينيو..ماتشلا.. اتوفيستر.. فينغادا.. كالديرون.. انجوس.. الخراشي.. الجوهر.. الزياني.. وغيرهم العشرات ..!! مدارس مختلفة.. طرق فنية متعددة.. تفكير متغير .. المحصلة كانت واحدة: الهزيمة تعني الاقالة دون رجعة (سوى طوارئ الوطنيين)..!! لوبيز ليس شاذا عن القاعدة وسيكون مصيره مصيرهم مادمنا نفكر بذات الطريقة التي اطلقناها عام (1961) بعد اقالة اول مدرب (عبدالرحمن فوزي) بحسب (موقع المنتخب السعودي)..!! الخضوع للضغوطات ليس حلا والمسؤولية يجب ان تتوزع على الكل واللاعبون يصنفون الرقم الثاني بالمسؤولية بعد المدرب، فماذا عملنا معهم؟ لا شيء..!! عندما لا يقدم اللاعبون مستويات جيدة فما ذنب المدرب او اتحاد الكرة او ادارة المنتخبات؟ اثبت الواقع ان اللاعب السعودي يلعب جيداً بقيادة مدرب واداري جيد متحمس ومحبوب ولديه هيبة بنفس الوقت. اللاعب السعودي لا يلعب جيداً إذا تكررت الوجوه معه فهو عاشق للتغيير وملول جدا ولذلك فإن أي تغيير يطرأ على واقعه يعطيه القوة لتقديم الافضل، وحدث ذلك تاريخيا في اكثر من مناسبة اشهرها الوصول لنهائي اسيا 2000 بلبنان بعد الاستعانة بالجوهر مكان ماتشلا والوصول لنهائيات كأس العالم 1994 بأمريكا بعد اقالة كندينيو والاستعانة بالخراشي..!! الأمر الاخر وهو ما يتحاشى الكثيرون التعمق فيه يتضمن عدم اكتراث بعض اللاعبين باللعب للمنتخب إذ يحصلون داخل انديتهم على الشهرة والمال والدلال ويتم الدفاع عنهم فيما لو اخطأوا لذلك يفتقدون التوازن النفسي عند ارتدائهم شعار الاخضر، بل لايذرفون ولو نصف دمعة فيما لو خسر الاخضر..!! أكتب هذا المقال صبيحة لقاء منتخبنا بشقيقه البحرين (خليجي22) لذلك سأكون متحررا من العاطفة التي ربما يعتقد أحد تأثرنا بها ككتاب فلا الفوز ولا الخسارة ستغير من رؤيتي للأمر مع الاحترام الكامل والحضاري لكل رؤية قد تخالفني وبالادلة ايضا فالبحث عن علاج لصداع التغييرات الفنية يجب ان يصل لنقطة النهاية.. كفى..!! قبل الطبع: "الخبرة ليست ما يحدث لك، بل ما تفعله بما يحدث لك." ألدوس هكسلي