سواء فاز المنتخب أو خسر البارحة أمام المنتخب الكويتي هو في النهاية مشكور إن فاز ومعذور إن خسر، فقد لعب وفق إمكاناته الحالية ووسط (شوشرة) إعلاميَّة قدَّمته بصورة المنتخب الوحيد الذي يلعب البعْض من مواطنيه ضده ويهاجمونه بضراوة في الفضائيات ومن كل نافذة يطلون منها على الآخرين ويثيرون المشكلات من حوله! وفي الحملات الإعلاميَّة الانفراديَّة يتَّضح أكثر أن الهدف منها ليس هو مصلحة المنتخب بدليل تركيزها وتمركزها حول لاعب واحد وتجاهل بقية اللاعبين مهما كانت مستوياتهم مما يعكس مواقف شخصيَّة ضد هذا اللاعب ربَّما لكونه يشكِّل عقدة نفسية لمنتقديه أو ربَّما لأنّه صانع معاناتهم في المنافسات المحليَّة! وإن كنَّا ندرك أسباب الهجوم على ياسر فيبدو أيْضًا أن هناك من هم حريصون على أن يبقى منتخبنا مقبرة للمدرِّبين، فهم يطالبون بعد كل مباراة بإقالة ريكارد وهي نفس المطالبات التي كانت تتردَّد في وجود غالبية المدرِّبين الذين سبقوا ريكارد في تدريب المنتخب لكننا لا نستفيد من التجارب العديدة السابقة بالرغم من أنهَّا أكَّدت لنا أن إقالة المدرِّب لم تكن هي الحلُّ وأن المنتخب لا يتطوّر ولا يستقر في ظلِّ مثل هذه المُتغيِّرات المتلاحقة وأن المطالبين بإقالة المدرِّب هم جزءٌ من المشكلة! وفي تصوري وبعد كل دروس التجارب الماضية للمنتخب مع العشرات من المدرِّبين العالميين أن التَّعامل الأجدى بالتجريب ولو لمرة واحدة هو الإبقاء على المدرِّب والتحاور معه باحترافية حول ما يطرح من آراء متخصصة تنتقد بعض تدخلاته الفنيَّة في المباريات وتستمع لوجهة نظره ومِنْ ثمَّ العمل على التوفيق فيما بين وجهتي النَّظر لإحداث نقلة نوعية في مستوى المنتخب بمشاركاته القادمة وخصوصًا أن الفوز ببطولة دورة الخليج لم تعد منتهى طموح الفريق الذي يبحث عن استعادة أمجاده آسيويًا والعودة للمشاركة العالميَّة الكبرى. ومن هنا أقول: إن المنطق يفرض مزيدًا من الصبر على ريكارد والإبقاء عليه مهما كانت النتائج، فيكفي أنّه بدأ يؤسس لمنتخب شاب افتقدنا بعض رموزه في دورة الخليج بسبب الإصابة وحضر معه في الدورة وجوه شابة بدأت في تثبيت أقدامها وتحتاج لمزيد من الوقت مثلما أن ريكارد يحتاج لأن يكمِّل مشروعه التطويري خلال ما تبقى من سني عقده وهو ينتهج حاليًّا سياسة الإحلال التدريجي في طاقم المنتخب والأكيد أنّه سيستغني قريبًا متى ما منح فرصة الاستمرار في مشواره لبناء منتخب المستقبل عن أصحاب العقود السنوية التي هي بين السبعة والعشرة ملايين ممن تورموا فنيًّا، فالمبالغ خادعة ومعها يظن اللاعب أن قيمة عقده هي من قيمته الفنيَّة فيما الواقع يؤكِّد أن قيمة العقد المتضخّم هي نتيجة سباق يشارك فيه الإداريون ويكتفي فيه الفنيون بالفرجة! الخوف هو من تواصل التعاملات غير الاحترافية مع المنتخب ومعها توقع أيّ شيء فربما يقال المدرِّب وربما تجد في يوم من الأيام من يقنعك بأن فهد الهريفي هو المدرِّب الأنسب للمنتخب؛ لأنّه لن يجد من يقوم بدوره الحالي ويتبنى تعكير وتوتير أجواء المنتخب إعلاميًّا وجماهيريًّا ولن يجد من يتقن دوره في تشتيت ذهنية قائد المنتخب! ماذا يحدث في الهلال؟! أجمل ما حفلت به مباراة اعتزال عبد الله الشريدة هو الجمهور المصري الذي انتشل المباراة من سوء توقيت إقامتها وتألق أبو تريكة في الوسط الهلالي وعودة الشلهوب الذي يعمل مدرِّب الهلال على فرض اعتزاله المبكر بتهميشه من منطلق قناعته بأن صانع اللعب الذي يكتفي بالوجود في منتصف الملعب ولا دور له سوى تمرير الكرات للمهاجمين على طريقة (أنت وضميرك) قد انتهى زمنه ولذلك بحث عن أجنبي آخر في المحور مع هرماش! وطريقة معالجة وضع اللاعبين الأجانب في الهلال لا تدعو كثيرًا للتفاؤل خاصة عندما ترى قناعات المدرِّب وتستمع لمثل حديث الرئيس عن اللاعبين الأجانب في برنامج (أكشن يا دوري) الذي قال فيه: (اللاعب الكوري باقٍ في الهلال إلا إذا استجدَّ جديدٌ)، (من الصَّعب الاستغناء عن ويسلي إلا في حالة جلب لاعب أفضل منه)، (بقاء هرماش واردٌ إلا إذا قرَّر المدرِّب غير هذا)، (ما نقان وصل له عرض لكن لا استطيع أن اؤكد حتَّى يتم التوقيع)، (المدرِّب لا يريد صانع لعب لأنّه يَرَى أن صانع اللعب انتهى دوره)! وكم كنت أتمنَّى لو أجل الرئيس الهلالي ظهوره في البرنامج حتَّى تتضح الصورة لكن يبدو أنّه يناور إعلاميًّا وأن لديه ما يخفيه؛ لأنّه لا يمكن لرجل بمثل عقليته أن يتعامل مع واقع فريقه بالتخمين ولهذا سننتظر حتَّى نهاية فترة الانتقالات الشتوية لنرى حقيقة ما نشاهده في الهلال اليوم وهل هي مناورات أم هي قناعات ربَّما تضع الفريق في خبر كان؟! وسع صدرك! ** عدنان حمد يقبض عشرات الآلاف من قناتنا الرياضيَّة ويخرج بقناة دبي ليقود الحملة ضد منتخبنا الوطني! ** 44 مدرِّبا درِّبوا المنتخب خلال 44 عامًا ومع ذلك لا نزال نصرّ على أن العلَّة هي في هؤلاء المدرِّبين! ** تجربة منتخب الإمارات مع المدرِّب المواطن مهدي علي لا تعني بالضرورة نجاح المدرِّب الوطني بقدر ما نجاح لخطة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم الذي منح الفرصة لمهدي لتدريب المنتخب الأولمبي والصعود معه كمنتخب أول في خلال السنوات الثلاث الماضية. ** فهد الهريفي مبدعٌ في مفردات اللُّغة العربيَّة (عرق جبوننا) يعني جبن سايل! ** يقول فهد: (إحنا الآن نحاول نبعد ونحسبها على كلِّ واحد علشان لا نأتي فيما هو، هو اللي يريده)! ** قراءتها أصعب من ترديد (خشب الحبس خمس خشبات)! ** عنده ثقة بنفسه لكنَّها ثقة (مدرعمة)! ** لجنة الانضباط تجاهلت حركة إمبامبي غير الأخلاقيَّة مع الزيلعي وبعد أن اشتكاه النصر عاقبته بقرار ضعيف يشجَّع على عدم الانضباط!