تعد المرأة مفتاحًا للعطاء داخل الأسرة وخارجها، فهي كزوجة رفيقة الزوج وشريكته وتساعده للتخفيف عن ضغوطات الحياة، وهي كأم أساس في قيادة الأسرة للوصول بها إلى أعلى درجات القمة والفخر، وأخيرًا أصبحت ذات شأن وتأثير لا غنى عنه في تنمية المجتمع وتطوره. ولعب مجلس شؤون الأسرة دورًا مهمًا في دعم المرأة السعودية للتمكين من حقوقها وتعزيز مكانتها وبناء قدرتها في مواجهة التحديات بما يضمن استدامة استقرارها الأسري ونموها الاقتصادي والمعرفي للارتقاء بجودة الحياة، كما نشر الوعي بحقوق المرأة ودورها التنموي في المجتمع من خلال مبادرات داعمة لتمكينها وتمثيل المرأة السعودية بالمحافل الدولية والإقليمية. في ظل التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، استطاعت المرأة السعودية أن تثبت قدرتها على القيادة في العمل وتحمل المسؤوليات بنجاح كبير، وذلك بجانب قيامها بدورها الأساسي كأم لأسرتها مما جعلها قادرة على تحقيق أصعب معادلات الحياة وهي التوازن الفعال بين الأدوار. كونكِ امرأة يجعل دور القيادة يسري في عروقك، مما يجعل لكِ كامل الحق في التمتع بالحرية وممارسة العمل وتكوين شخصيتك القيادية للتأثير بشكل إيجابي على المجتمع، وذلك لا خلاف عليه مطلقًا، ولكن من الضروري عدم إهمال واجبكِ في حق الأسرة ودوركِ في قيادتِها، حيث إن التقصير فيه خطأ فادح في حق الزوج والأبناء. المرأة والرجل وشريكان في بناء الحاضر والمستقبل، وكل منهما يكمل الآخر، وذلك لأنها تمثل نصف المجتمع. فلا يمكن أن يستغني كل منهما عن دور الآخر في تكوين أسرة ناجحة من خلال العقد الشرعي التراحمي والتكاملي. حيث إن الرجل دوره في الأسرة كأب داعم وحامي وموفر للمادة لبناء الاستقرار، لكن دور المرأة كأم هو السبب الأساسي لوجود الأسرة من حيث تربية الأبناء وإنجاز المهام والواجبات. فكوني حكيمةً أيتها المرأة، واجمعي بين تحقيق أحلامكِ والتزاماتكِ تجاه أسرتكِ، ولا تغفلي عن حقوقها عليكِ. حتى تحققي معادلة التوازن العادلة وتتجنبي حدوث التفكك الأسري الشائع هذه الأيام بسبب انشغالك كامرأة بالعمل وبما يؤثر على أسرتك واحلامك في تحقيق الذات، مما سبب ضررًا كبيرًا جدًّا على الزوج والأبناء وأيضًا على المجتمع. حيث إن الأسرة عماد المجتمع وبنيته الأساسية، ولتحقيق النجاح في تنمية المجتمع يجب بناء أسرة ناضجة ناجحة. لذا، لا يشغلك العمل عن حق الأسرة عليك. وعلينا مهمة نشر الوعي وتنبيه بعضنا البعض عن الأثر السلبي لانشغال الزوج أو الزوجة في شؤون الحياة وإعفال أو التقصير تجاه أسرنا، على المرأة أن لا تهمل واجباتها الأسرية؛ فمثل هذا التقصير قد يفضي إلى خلافات ومشكلات أسرية ربما تكون سبباً في تشتيت الأسرة وارتفاع نسب الطلاق والخلع في المجتمع. أقول هذا مع إيماني وقناعتي بأهمية أن تحظى كل امرأة بحقوقها وممارسة أعمالها ودخولها سوق العمل، ولكن بما لا يتعارض أبدًا مع حقوق أسرتها عليها. همسة: أختي المرأة؛ حققي ذاتك واصنعي مستقبلًا لطموحاتك، ولكن لا تغفلي واجباتك الأسرية؛ فكونك امرأة قوية يمنحك القدرة والإرادة الملهمة لتحقيق هذه المعادلة.