أنعم الله على مملكتنا بقيادة حكيمة؛ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان؛ فخرجت إلى ضروب العمل بشتى تخصصاته، كحق كفلته لها قيادتنا الحكيمة أدامها الله. فالتمتع بالحرية وممارسة العمل، والسعي من قبل المرأة لتكون شخصية قيادية لها دور في المجتمع أمر مهم لا خلاف عليه، ولكن حق الأسرة واجب ديني وتربوي، والإهمال والتقصير فيه خطأ فادح في حق الزوج، والأبناء والنفس. فبعض التصورات الخاطئة لبعض النساء والتركيز الكامل في مجالات العمل، والرغبة في تحقيق الذات أنساها حق الأسرة عليها، وقد لوحظ مؤخرًا زيادة في نسبة الطلاق في المجتمع. لا أحد يعارض عمل المرأة فهذا حق لها؛ وكلنا معه قلبًا وقالبًا، وأنا امرأة عاملة، ولكن أتحدث عن الموازنة بين طموحات المرأة الشخصية، وحق الزوج والأسرة، فلا ضرر ولا ضرار كما قال الرسول الكريم. فما أجمل أن تصنعي ذاتك، وتحققي طموحك في مجال عملك ويكون لك كيانك، وفي الوقت نفسه تمتلكي الأسرة الناجحة، والأبناء المتفوقين الذين سيكونون فيما بعد عمادًا لهذا المجتمع وسببًا من أسباب تقدمه وازدهاره. فالمرأة كما هي نصف المجتمع ومكملة للرجل، فهو سندها، وهي هدية الله له، وكل منهما يكمل الآخر، فهي فطرة الرحمن في خلقه، فلا يمكن أن يستغني كل منهما عن الآخر، والتفكير في صناعة الأسرة الناجحة والموازنة بينها وبين تحقيق الذات من شيم النساء الفطينات. والرجل له دور في نجاح الأسرة، وهو معاونة المرأة على النجاح، والوقوف بجانبها لتصل لطموحاتها، ما دامت على القدم نفسه من المساواة بين واجباتها الأسرية وطموحاتها المهنية، فقد قال الرسول الكريم "استوصوا بالنساء خيرًا"، فكوني حكيمة أيتها المرأة! فجداتنا وأمهاتنا روي عنهن عجب العجاب لمواقف وأدوار خلدت أسماءهن في صفحات التاريخ، وعلى الرغم من ذلك كانوا زوجات وصانعي أسر فلا تنصاعي إلى التركيز الكامل في العمل وتتركي حق الأسرة عليك، فقال رسولنا الكريم "الرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها". فوازني وفوزي، اجمعي بين تحقيق أحلامك، وصناعة كيانك وذاتك، وبين أسرتك وحقها عليك، فيا لها من معادلة قادرة على صناعة الشخصيات العظيمة! نساء حكمن الشعوب، ولم يفرطوا مقدار ذرة في حق أسرهن أو أزواجهن عليهن، وهذا ما أقصده تمامًا الموازنة، فأنا مع عمل المرأة، وفي الوقت ذاته أرى أن الأسرة هي عماد المجتمع، ونجاح الأسرة يعني نجاح المجتمع ككل، فهي البنية الأساسية للمجتمعات. وأمقت للغاية هذا التفكك الذي يمكن أن يتسبب بالخلافات الأسرية والتي يمكن أن تحدث بسبب انشغال المرأة بالعمل عن أسرتها، ففيه ضرر كبير لكل من الأسرة، والزوج والزوجة والمجتمع. على المرأة أن لا تفرط في حق أسرتها، ولا تكرس وقتها للعمل فقط، الأمر الذي سيجعلها تحقق نجاحا أكبر، وتصل لمراتب أفضل للأبناء. علينا أن نبث الوعي بسلبيات انصياع المرأة وإعطاء وقتها بالكامل لعملها والإهمال في حقوقها الأسرية، من أجل القضاء على تلك الظاهرة، والتخلص من ظاهرة نسبة الطلاق المرتفعة والتي طرأت مؤخرًا على مجتمعاتنا فلكل منا دور توعوي. ووسائل الإعلام يجب أن تتبنى هذا الأمر، فللأسرة ركنان لا تستقيم بدونهما وهما: الزوج والزوجة، فحققي ذاتك، وتبني طموحاتك، وأعط أسرتك حقها، وأنا أعلم جيدًا أن المرأة السعودية قادرة، وذات إرادة ومتفهمة، وستحقق هذه المعادلة. د. نهى الوقداني