في الآونة الأخيرة ومع الطفرة التي يعيشها معظم المجتمعات العربية ومنها المجتمع السعودي، خاصة النساء عصفت بالمجتمع جملة من المشاكل العائلية.. الرجال يقولون ان سببها كسل النساء الذي يصيب الحياة الزوجية بالملل، وان الأعمال الوظيفية سبب آخر في تأخير الأعمال المنزلية. كما توجد عدة عوامل مثل وفرة المال ودخول الخدم والمربيات. يقول أحد الخبراء: ان الحياة أصبحت رتيبة مما جعل من بعضهن تترك شؤون المنزل والاعتماد الكلي على الأيادي الوافدة من الخدم في جميع الظروف اضافة للأجهزة الالكترونية والتقنية التي جعلت النساء يستخدمن (الرموت) في كل مناسبة وفي كل الأوقات، مما جعل هذه الاشياء تلحق بالحياة الزوجية الملل والكسل, والهروب من المسؤولية وراء ما يحدث من مشاكل عائلية. ويضيف هذا الخبير: ان التأخير عمل شيء معين الى المستقبل مع القدرة على عمله في وقته.. وتلك الوعود فارغة والشخص الذي يدعيه لا يؤمن بالواجب وهو في النهاية كسول. والرجل والمرأة هما على السواء. إلا أن المرأة هي العامل الرئيسي في التعامل بالكسل الذي لا يخلف الا الملل الذي تعقبه المشاكل العائلية التي قد يكون الطلاق أو الضياع على أقل تقدير أحدها. الحقوق والواجبات الدكتور خليل الرشيد أخصائي في شؤون الأسرة يقول: من وجهة نظري ان للمشاكل العائلية عدة عوامل تسببت في خلو المشاكل وربما بيوت وضياع أسر وتشتت أفرادها مشيراش الى ان أهمها الحقوق والواجبات التي يحملها كل طرف تجاه الآخر فالمرأة على سبيل المثال لم تعد تلك المرأة المربية العارفة بحقوق زوجها وأبنائها.. المرأة القديمة التي كان تؤدي ما عليها برضا تام، أما اليوم وبسبب وفرة المال والتفاخر بالخدم فقد جعلت من المرأة تتخلى عن مسؤوليتها وتعتمد على الغير. لا وقت لديها! أما (حليمة) فتقول: لا يوجد عند المرأة العاملة وقت من يومها!! فهي تعمل كما الرجل وتخرج من بيتها في ساعات مبكرة من الصباح ولا ترجع إلا بعد الظهر متعبة بعد عناء وعمل شاق! وهي بحاجة للراحة لإعادة حيويتها كامرأة.. لذلك من حقها أن تتوفر لها خادمة تقوم على شؤون المنزل في غيابها. وتسأل حليمة: أليس من حق المرأة أن تأخذ نصيبها في هذه الحياة وأن تكون امرأة عاملة منتجة؟! وتضيف: لماذا تنعت المرأة بمجتمعنا بالكسل؟ فنجاح الحياة لا تكتمل بالمرأة. بعد هذا التساؤل فضلت حليمة السكوت وترك الاجابة لمن يرضيها، سواء الرجل أو المرأة.. تفاقم المشاكل (أحمد) يقول: ان كسل المرأة غير المبرر لا يخلف الا المشاكل العائلية التي تؤدي الى تفاقم الأمور بين الطرفين.. ومن الواجب على المرأة أن تهتم بشؤون حياتهاالزوجية وما عليها من واجبات وحقوق منزلية تجاه الأولاد وتدبر شؤونهم.. وأن تكون المرأة هي الحكم في ادارة شؤونها وما هو مفروض عليها. أما اذا كانت المرأة عاجزة لأسباب صحية وغير قادرة على اداء واجبها فإن على الرجل مراعاتها والوقوف بجانبها وتحمل عبء من المسؤولية. مظاهر اجتماعية ويتهم (عبدالله) المرأة بأنها أصبحت ذات علاقة اجتماعية خارج منزل الأسرة.. فهي كثيرة الاهتمام في حضور وتلبية الدعوات لكل مناسبة كالأفراح، ومناسبة الزواج.. وأصبحت المرأة لا تهتم إلا بأناقتها أمام المجتمعات والمناسبات النسائية وعدم المبالاة بحقوق الزوج والأسرة وهذه عوامل لا يترتب عليهاالا تفاقم المشاكل التي قدتسبب تفكك أركان الاسرة وانهيار قاعدتها من الأساس. فالأتكيت تغلب على العادات والتقاليد الموروثة. ويضيف أبو صالح: ان المرأة اصبحت تطالب بما يسمى بحقوقها كامرأة!! وراحت تقلد غيرهابعيون عمياء. في الوقت الذي تبقى أمور الاسرة كلها مجمدة في ظل الكسل والخمول بعد عناء السهر والركض وراء المظاهر. شقائق الرجال أما راشد فبدا أقل حدة على المرأة، بل قد يكون مناصرا لها فهو يقدم لها بعض الأعذار ان لم تكن تؤثر على مسيرة حياتها الزوجية ومسؤوليتها تجاه أولادها وما عليها من حقوق. ويقول: ان للمرأة حقوقا وواجبات وعليهامثلها وهذه الحقوق فرضها الاسلام وحفظ لها كرامتها.. فلماذا نجحفها حقها؟ ولا أظن ذلك يحدث في مجتمعاتنا فنحن مسلمون ورثنا القرآن والسنة النبوية من رسول كريم. علمنا التواضع وحسن المعاملة مع المرأة فإنهن شقائق الرجال الى أن يرث الله الأرض وما عليها. للدين رأي يقول الداعية وخطيب جامع الرافعي الشيخ عادل العبدالقادر: ان الحياة الزوجية مليئة بأشكال متعددة من العوامل التي تساعد على نجاحها قبل فشلها فالحياة الزوجية بنيت على المودة والمحبة وتأسست على كلمات من كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم. والمرأة مكرمة وعلى الرجال أن يتعاملوا مع النساء بما لهن من حقوق.. انهن (قوارير) يحملن ويربين ويقمن بتدبير شؤون الحياة الزوجية بما لديهن من طاقة.. المرأة بطبيعتها ضعيفة، ليس لأنها لا تملك القوة العقلية أو البدنية.. بل انها عطوفة يتملكها الحنان والحب فتجدها لينة الجانب.. حنونة على الزوج والولد.. عوامل طارئة إلا أن هناك عدة عوامل طرأت على حياتنا فأخذت من المرأة الكثيرمن وقتها وشغلتها عن أمور حياتها الزوجية.. مثل تلبية الدعوات. نهج العمل والظروف.. ما على المرأة إلا تداركها حتى تمسك بيدها عامل التوازن حتى لا تتسبب في ضياع أسرتها. وأن تكون اكثر تفهما فيما عليها من واجبات. وأن تترك التقليد بما عليه المرأة الغربية وأن تتمسك بثقافتها الاسلامية حتى تحافظ على علاقتها في أفراد أسرتها وزوجها وأن تكون في مظهر الزوجة المسؤولة.. فالمرأة في حياة الزوج لها حضور ويجب أن يكون ذلك كما يجب أن تكون طموحاتها تربية وتخريج أبناء صالحين قادرين على تحقيق أهدافها كأم صالحة ولا تهتم فيما تطالب به المرأة الغربية. فالمحافظة على العادات والتقاليد والتمسك بالثقافة الاسلامية أمر مهم في نجاح الحياة الزوجية وان تربية الأبناء أكبر واجب مسؤولة عنه المرأة بالدرجة الأولى ولا أنكر دور الرجل وحضوره في بناء بيت سعيد. خاتمة ومهما تكن المسؤولية ملقاة على أحد الطرفين فإنه من الضروري التذكير بأن بناء الأسرة يعتمد على الرجل والمرأة، وان اختلال الميزان من قبل أحدهما يعني اختلال ميزان الاسرة، لذا فإن الاهمال والكسل حالة غير صحية، وعلى الزوجين تجنب ما يؤدي الى مثل هذه الأمور من أجل حياة زوجية هانئة.