من المعروف أن غرابة المفردة وغموضها لدى المتلقي يعني غياب المعنى وانقطاع فهم القصيدة ومراد شاعرها، ولهذا فالغالبية من الشعراء لا يقدمون قصائد ذات غموض وغرابة في مفرداتها ولا مضامينها، بل يحرصون على اختيار قريبة الفهم واضحة الدلالة ، يتعرف عليها المتلقي بسهولة ، معتبرين القصيدة رسالة تحمل مضمونا يفترض فهمه بأيسر وأقرب طريق . وأما اختيار بعض الشعراء الأصعب من المفردات والأغرب فهو ناتج عن أسباب وظروف يخوضها الشاعر بعدما يكون الغموض هدفا له ويرى أنه تجاوز مرحلة ما في نظره، أو من أجل استعراض قدراته أو التحدي كما في ساحة الرد والقلطة ، حيث الغموض مطلب أساس مع وجود الأسهل.. إن كل كاتب وشاعر لديه مفردات يبني من مجموع ما يختار منها تراكيب مقالته أو أبيات قصيدته ، ومعيار الاختيار هو ما يناسب تذوقه وذائقته أولا ، ثم الحصول على مشاركة المتلقي له مشاعره وأحاسيسه ووصول رسالته وانتشارها ، فالشاعر غالبا لا يقول القصيدة لنفسه فقط. ولهذا فالشاعر مخير وفي جانب آخر هو أسير مجبر ، اضطرته قافية أو وزن على ما لا يريد ، وليس لديه رصيد من البدائل والمفردات ، وتختلف هذه من شاعر عن شاعر يحكم رصيد كل منهم ثقافيا ومفردات وتجارب وخبرات. وفي الغالب لدى كل شاعر خيارات كثيرة ، فلديه المفردة وعدة مرادفات لها سهل وصعب ، واضح وغامض ، ومن هذه المفردات تبنى المعاني وتصل الرسالة. ومما يلاحظ أن بعض الشعراء يقدم قصائد ضمن مجموعة ما يقدمه، لكنها تكون صعبة المفردات غامضة المعاني، وهذه القصائد لا مناسبة لها بالتحديد ولكنها توحي بنوع من التحدي لشعراء آخرين في عصره ، أو أنها عنوان يعبر عن شعور لديه بأنه يستطيع تقديم شيء مختلف ، وهذا المختلف يرى أنه تميز وقدرة. وعلى العموم فإن الغموض المتكلف مدعاة لانصراف المتلقي لما يسهل عليه ويناسبه فيموت الغامض في مهده. ومن القصائد القريبة للفهم وواضحة المعاني وتمتاز بسهولة والسلاسة قول الشاعر رشيد الزلامي رحمه الله: اليا جهلت انشد ترى مابها عيب لا تنخدع للجهل وأنت السبايب عيب الفتى مافيه شك ولاريب ترك الفروض وقطع وصل القرايب والعيب ترك ملازمات المواجيب وتبع الردى ومجالسة كل خايب فالتجربة برهان ما فيه تكذيب واليا جهلت انشد من القوم شايب ولا قول يوجد شايبٍ يعلم الغيب الغيب يعلم به مدير الهبايب لاشك يوجد شايبٍ له تجاريب ومن الدهر شاف الفكر والعجايب بيض النواصي جبهته كلها شيب من كثر ما مرت عليه المصايب قد صارع الدنيا على الخبث والطيب فالغوص وإلا فوق روس النجايب ويقول الشاعر أحمد عبد الرحمن العريفي (نديم المجرة) ياخوك ياكثر البلا والمصايب سود الليالي بالغثا مستتمة أن عشت ورتك العجب والعجايب عزي لمن سود الليالي تخمه إلى اقبلت ترقيك متن السحايب وإلى ادبرت ترديك في غب جمة باقبالها تفك عسر النشايب وبادبارها ترمي عليك المطمة عيت تطاوعني عساها الذهايب قلبتها في كل صوبٍ ويمة لابد ما يومٍ تهب الهبايب وتجلي همومٍ بالحشا مدلهمة وياحظ من حطوا عليه النصايب والرب راضي عنه وابوه وامه ويقول الشاعر حجرف الذويبي رحمه الله: أنا ليا ضاقت عليه تفرجت يفرج لي اللي ماتعدد فضايله يرزقني رزاق الحيايا بجحرها لاطالعت برقٍ ولاهي مخايلة ماحدرت زملٍ نصي صوب قرية ولا وردت عد قراحٍ ثمايله ارزاق غيري ياملا ماتنولني ورزقي يجي لو كل حيٍ يحايله جميع ماحشنا ندور به الثنا وماراح منا عاضنا الله بدايله وعن الشعر وهمومه يقول الشاعر عيضة الثبيتي: معشر الشّعار والشعر ميراث الجدود واحدٍ مايرحم الشعر خدّه لا رحم أكرموه وجعله بهيبته يرقى سنود وأكتبوا ندّره بالحبر و ألاّ بالفحم ثم حبّوا فوق رأسه بعد ماصار عود لا يقولون العرب هانوا العود القحم ياكثر ذرّيته جعل زايدهم يزود مير يا قُل المحافظ على صلة الرحم ساحة الابداع لاهي ودود ولا ولود وساحة التهريج ماتشتكي غير الوحم مع طريق أحلام الأيام وإثبات الوجود وقفت الركبان فالدرب والدرب ازدحم و القصيد إبداع ماهو مداحم بالعضود وأنت ياللّي تدحم جنوب خلق الله دحم لا تجيب مكسّر الشعر جعلك ماتعود المكسّر مايجمّل وهو رز و لحم خل عاد بيوتك اللي تغث بها الكبود والله إن أطيب ماينقال لك على شحم ويقول الشاعر محمد جبار القت : اعذب الأبيات منظوم يجيك بلاكلافة من ضميرالناصح اللي من تجاريب ومحبة فيه شيء من العذوبة والنصيحة باللطافة والنصائح عند بيضان النوايامستحبة عكس شينين النوياوالتصيدواللقافة كل من يبني هياكل قبة من ساس حبة جعل تبعددار من قلبه مريض وكل تافه ولايجيب الحظ غير من اخلاقه نحبه عيضة الثبيتي رشيد الزلامي أحمد العريفي