بعث إليّ أحد الإخوة والذي سبق أن طرح في الأسواق إصدارا توثيقيا خاصا يفتقد إلى المنهجية العلمية والمصداقية وعدم توخي الحذر من محاذير كان الأجدى تبصير نفسه بها، فقد بعث إلي بمسودة كتاب ينوي إصداره وكنت قد تحفّظت على إصدار سابق له في الشأن نفسه والتمست العذر له، بأنه جديد عهد في ميدان تأليف الكتب وإصدارها ولابد من التغاضي عن بعض الأخطاء وافتراض حسن النية إلى أن يثبت خلاف ذلك وهو ما لم أكن أتمنى حدوثه كأمر مؤسف. حين اطلعت على مسودة تحمل نفس الأخطاء الماضية المشار إليها التي فيها من غمط حق الآخرين، والابتعاد عن الحقائق الدامغة، والاستخفاف بالتاريخ الثابت.. مما يدين صاحب الإصدار في موقفه الذي لم يذكر ما عليه.. ولم يوثّق في المقابل ما يزعم أنه يحسب له!!.. وفي اتصال هاتفي أخبرته بأن ما ينوي الإقدام عليه (وهو ما أتمنى إحجامه عنه) فيه تجاوز سيكون بمقدور كل من يهمهم الأمر من المتضررين من اصداره البحث عن حقوقهم المعنوية وفق الأنظمة وعبر القنوات الرسمية المتاحة للجميع، وبيّنت له أن أبيات الشعر التي استشهد بها (مختلقة) وهناك في المقابل ما يدحض صحتها في أبيات مشهورة لشعراء معروفين في الشأن نفسه - زامنت - كل ما أشار إليه (ثم احترمت فيه تراجعه)، حيث أفضى إليّ مستدركاً أن هناك من يؤلف ويبيع لمن لديه الكفاءة المادية ولايود أن يكون في الصورة بعد أن (يتنصل) بفعلته المؤسفة هذه من كل التبعات وهو ما يتوهمه لأن الدولة - أعزها الله - في ظل الله ثم ظل ولاة الأمر - أطال الله عمرهم وأدام عزهم - تنصف الجميع بلا استثناء، لهذا حري بمن لا ينأى بنفسه عن التجاوزات أن يدفع ثمن تبعاتها. وقفة: للشاعر رشيد الزلامي: إذا جهلت انشد ترا ما بها عيب لا تنخدع للجهل وانت السبايب عيب الفتى ما فيه شكٍ ولا ريب ترك الفروض وقطع وصل القرايب والعيب ترك ملزمات المواجيب وتبع الردى ومجالسة كل خايب والتجربه برهان ما فيه تكذيب إذا جهلت انشد من القوم شايب بيض النواصي حجته كلها شيب من كثر ما مرّت عليه المصايب ولا قول يوجد شايبٍ يعلم الغيب الغيب يعلم به مدير الهبايب لا شك يوجد شايبٍ له تجاريب ومن الفكر شاف الدهر والعجايب