ألقى قرار استبعاد قائد المنتخب السوري عمر السومة عن التشكيلة الرسمية المستدعاة إلى نهائيات كأس آسيا لكرة القدم التي تحتضنها قطر من 12 الجاري وحتّى العاشر من فبراير، بظلاله الرمادية على مشاركة "نسور قاسيون" المرتقبة. وانشغل الشارع الرياضي السوري بأطيافه المختلفة بقضية الاستبعاد لواحد من أبرز لاعبي سوريا والمنطقة العربية، لكن المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر كان مصرّاً على استبعاد مهاجم العربي القطري، كما محمود المواس مهاجم الشرطة العراقي، وسط استغراب الجمهور، كما تردّد أنه هدّد بالاستقالة في حال الضغط عليه لتغيير رأيه وضمّ اللاعبَين. هي ليست المرة الأولى التي يغيب فيها السومة (34 عاماً) عن استحقاقاتٍ مهمّة للمنتخب السوري، إذ غاب عن المباريات الدولية من 2013 حتّى 2017، بعد استبعاده عقب الفوز بلقب غرب آسيا للمرة الأولى في تاريخ المنتخب (1-0 على العراق) في 20 ديسمبر 2012. وعاد المهاجم الذي بدأ مسيرته في الملاعب مع الفتوّة، إلى الساحة الدولية في أغسطس 2017 ليشارك في تصفيات كأس العالم روسيا 2018، حيث كان قريباً من قيادة النسور إلى التأهّل الموندياليّ لأوّل مرة بعد الوصول إلى الملحق الآسيوي (خسروا أمام أستراليا 2-3). وعقب قرار الاستبعاد، أعلن السومة اعتزاله الدولي، وقال في حديثٍ لقناة الكأس القطرية إنه "مستغرب. لم يتواصل معي أحد ولا يوجد سبب لاستبعادي غير السبب الفنّي وأنا أحترم قرار المدرب". وأضاف "ليس هناك مشكلات بيني وبين المدرب وما قيل عن +طوشة+ بيننا بعد مباراة اليابان (خسر 0-5 في تصفيات كأس العالم 2026) غير صحيح. قبل المباراة قال لي إنه سيُشركني لشوط واحد وقلت له افعل ما تراه مناسباً، ولكن ربما (استبعدني) لأنني لم أجلس على مقاعد الاحتياط بعد الشوط الأول". وأردف "لا أخفي أنني حزنت. أنا التزمت معك (كوبر) سنة كاملة ولم أتعذر عن (اللعب مع) المنتخب إلا بسبب ولمرة واحدة. إذا لم تستدعني إلى بطولة مثل هذه فمتى تستدعيني؟ من هنا أنا أعلن اعتزالي دولياً. قرار لا رجوع عنه". واعتبر السومة أن هناك "عدم تقدير واحترام. لمَ تعاملونني بهذه الطريقة؟ وقبلي الكثير (من اللاعبين، مثل) فراس الخطيب (استبعد عن كأس آسيا 2019 واعتزل مباشرةً) تعاملوا معه بهذه الطريقة، والكابتن زياد شعبو في (كأس آسيا) 2010 أيضاً. العقلية الاحترافية في الإدارة ضعيفة جداً". من جانبه قال شعبو عبر حسابه على فيسبوك إن هناك سببين لاستبعاد لاعبٍ من المنتخب "الأوّل فني والثاني أخلاقي". وأضاف "فنياً لا أحد يمكنه أن يقول كلمة واحدة عن عمر السومة وهو من أعظم الهدّافين في آسيا". وأردف "أخلاقياً عمر معروفٌ بتهذيبه وأخلاقه العالية، وفي حال تجاوز الخطوط الحمراء مع المدرب، وهو أمر مستبعد عندي، كان يُمكن أن تُحلّ القضية باعتذار عمر في حال خرج عن النص، بحيث لا تهتزّ صورة المدرب أمام اللاعبين". وأشار شعبو إلى أنه لا ينسى استبعاده عن كأس آسيا قبل أسبوعٍ على انطلاقتها "من دون أي سبب". وبرّر كوبر في مؤتمر صحافي قرار استبعاد السومة بأنه اختار التشكيلة من اللاعبين "الذين يفيدون المنتخب"، موضحاً أن كل اللاعبين عنده "سواسية". ويُعدّ السومة هدّاف الدوري السعودي التاريخي (144)، وسادس الهدّافين التاريخيين لمنتخب بلده (21 في 39 مباراة) مشاركة مع عمر خريبين، وبفارق هدفٍ واحدٍ عن شعبو الخامس. وعلى الرغم من الغضب الشعبي على استبعاد "أيقونة" كما يُطلق عليه في سورية، فإن كوبر يراهن على تشكيلته ومعظمها من اللاعبين المحترفين في الخارج، الجدد والقدامى، "للذهاب بعيداً في البطولة. أثق بقدرات اللاعبين وعندنا حماس وتفاؤل في البطولة وسنقاتل للذهاب بعيدا". ويأمل المنتخب السوري في تخطّي دور المجموعات لأوّل مرة بعد ست مشاركات (لعب 21 مباراة، فاز في 7، تعادل 3 مرات وخسر 11 مرّة)، معوّلاً على مجموعةٍ كبيرة من المحترفين في الخارج الذين بدأ الاعتماد عليهم في السنوات الماضية بعدما تراجع مستوى الدوري المحليّ، خاصةً عقب اندلاع احتجاجات مناهضة للنظام في البلد عام 2011 وفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حظراً على الملاعب بسبب الوضع الأمني. ولم تكن نتائج "نسور قاسيون" الأخيرة مشجّعةً مع المخضرم كوبر الذي قاد 8 مباريات، فاز في 3 منها وخسر 4 مرات، وهو الذي حلّ وصيفاً في كأس أمم إفريقيا عام 2017 مع مصر. وتلعب سورية ضمن المجموعة الثانية إلى جانب أستراليا، أوزبكستان والهند.