نمضي قُدمًا في الحياة. بكلمات القوة نشرح للناس حقيقة الضُعف. اتكئ علي يا ابن آدم. قد لا أعرفك! لكننّا من سلاسة واحدة. اعرف معنى هذا الألم في عينيك، أستطيع قراءتهُ كما يقرأ الإنسان كتابًا بلغتهِ الأم، هذه الضحِكات ليست إلا ستائر مُخمليّة تواري ما خلفها من كدحٍ وأسيّة! أعلم أنك منهك، صقلتنا الحياة حتى بتنا نميزكُم، ونشعر بتعبكم، وبكائكم في الخلوات. أعرفُ جيدًا قوّة هذا الكف ومتانته، كان يشد آزرًا كل من يتزعزع، يُربِّتُ مُعاونًا كُل من يتعثر، وفي مشهد مُبهمٍ وغريب. في سقوطٍ مفاجئ. أنكرته الكفوف، وغادرته الأيادي، بل أدهى من ذلك! لم ينتبه لسقوطه أحد، وهذا لم تستطع عليه صبرًا ولا تأويلًا. أنت الان تدفع ثمن الصورة القويّة التي أخذها الناس عنك (دون أن تعطيهم هي)، انتزعوها منك انتزاعًا، وعاملوكَ بناءً عليها، صارفين النظر - كُل النظر- عن بديهية بشريّتك، في حين أنّه قد لايزال يكسرك مشهد من الذاكرة، ويؤرق منامك ظلمٌ دفين، ويقطع يقينك شكوكٌ مريرة، وتبكيكَ دعوة قلت فيها: " يا الله .. إنك ترى مكاني، وتسمع كلامي ولا أحد يعلم من عبادك بحالي". اتكئ علي يا ابن آدم، وإن لم أكن أعرفك. لكننا من سُلالة واحدة.