أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أن القوات المسلحة ستظل متماسكة وقوية وصمام أمان السودان، مؤكداً حرص القوات النظامية المختلفة على القضاء على ميليشيا الدعم السريع المتمردة. وقال البرهان، خلال مخاطبته ضباط منطقة البحر الأحمر العسكرية: "إن ما حدث فى مدني بولاية الجزيرة سيتم محاسبة كل متخاذل ومتهاون ولا مجاملة في ذلك "، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا). وأضاف "إننا سننتصر بعزيمة وإصرار القوات المسلحة والشعب السودانى وسنقاتل لدحر وهزيمة الميليشيا المتمردة وأعوانها من القوى السياسية، التي تسعى إلى حكم البلاد عبر أشلاء الشعب السوداني". وتابع "نقول لهم لو أردتم حكم السودان، لن يكون ذلك إلا عبر الانتخابات، وأن النصر سيكون حليفنا" مناشداً الجميع عدم الالتفات لمروجي الشائعات التي يطلقها العملاء وتستهدف التشكيك فى القوات المسلحة والشعب السودانى وبث الرعب والخوف فى نفوس المواطنين. واستطرد "نطمئن المواطنين بأن الجيش سيقاتل لآخر جندي حتي ينعم أهل السودان بالأمن والاستقرار، ولن تسقط القوات المسلحة"، مبينا أن كل من تعاون مع الميليشيا المتمردة سيدفع ثمن تعاونه. وجدد المضي قدما فى العمليه التفاوضية، وقال "لن نوقع اتفاق سلام فيه مهانة وذل للقوات المسلحة والشعب السوداني" وأنه لابد من وقف إطلاق النار وخروج المتمردين من المرافق العامة والمستشفيات ومنازل المواطنين. وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت سيطرتها على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، بعد معارك مع قوة من الجيش استمرت نحو 4 أيام. ومنذ منتصف ابريل الماضي، يخوض الجيش بقيادة البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان بيير دورب، في بيان صحافي "نخشى أن تتحول مدينة ود مدني، التي كانت تعتبر ملاذًا آمنًا للأشخاص الفارين من العنف الشديد في الخرطوم، إلى فخ آخر للموت". وأضاف "رأينا الناس اليائسين يفرون مذعورين على أصوات الانفجارات وسط الاختناقات المرورية والفوضى. وفي كل مرة يحدث فرار، ينفصل الأقارب ويُترَك الضعفاء وحدهم، مثل كبار السن وذوي الإعاقة". ونزح قرابة نصف مليون سوداني إلى ولاية الجزيرة قبل أن تبدأ قوات الدعم السريع تقدمها نحو القرى المحاذية للطريق السريع بين الخرطوم وود مدني. حتى الثلاثاء، وهو اليوم الرابع للمعارك الطاحنة في الولاية، نزح قرابة 300 ألف شخص منها. "كان العديدون منهم في حالة ذعر ولم يجدوا وسيلة للفرار سوى السير على الأقدام"، بحسب الأممالمتحدة. وحذرت المنظمة الدولية للهجرة الخميس من أن ما يشهده السودان "مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة في الأساس". ولكن بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الضعيفة أصلا، جراء الحرب بين الفريق أول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش والفريق محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع، لم يجد كثيرون مكانا يذهبون إليه. في سنار، على بعد 100 كيلومتر جنوب ود مدني، لا يستطيع ابراهيم أن يجد مكانا لتقيم فيه أسرته. ويقول "إنها التجربة نفسها التي سبق أن مررنا بها في ود مدني". توجه نازحون آخرون الى الفاو، على بعد 120 كيلومترًا من ود مدني، مثل عبد الرحيم محمد إمام (44 عاما) الذي قال إن أسرته "تقيم الآن في منزل صديق" لهم. وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 12 الف قتيل حتى مطلع ديسمبر، وفقا لحصيلة بالغة التحفظ لمنظمة أكلد المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات. كما أدت الى نزوح 7,1 مليون شخص داخل البلاد، فيما لجأ أكثر من 1,5 مليون الى الدول المجاورة، وفق ما أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، واصفا ما يجري ب"أكبر أزمة نزوح في العالم".