منذ أن عرفت النصر منذ أكثر من 50 سنة وهي بداية إدراكي لعالم الكرة، وهو يدعي مظلومية التحكيم، وأن بطولاته حرة نقية، وبطولات غيره كانت بمساعدة التحكيم المحلي، والمؤامرات التي تحاك ضده، ولولا أخطاء التحكيم لاحتكر جميع البطولات بلا منافس. كان في البداية يشتكي من التحكيم المحلي ويطالب بحكام أجانب، ولم يقصر المسؤولون في الاستجابة لطلبه، فمنذ عام 2019 كان هناك وجود مكثف للحكام الأجانب ودخول لتقنية الفار، وخلال هذه الفترة لم يحقق أي بطولة دوري، بينما حقق الهلال 3 بطولات، والاتحاد بطولة واحدة، وما زالت الشكوى مستمرة، مما يؤكد أن سبب إخفاقاته ليس التحكيم المحلي، بل زادت التعثرات سوءاً مع التحكيم الأجنبي. وهنا حاول البحث عن مخرج آخر، فأرجع أسباب الأخطاء التحكيمية ضده لضعف حكام أمريكا اللاتينية، مع العلم أن فيهم من أدار نهائيات في بطولة أوروبا وكوبا أمريكا. وأيضاً في كأس العالم. وبدأ بمطالباته بحكام من أوروبا، ومع ذلك ما زال بعيداً عن البطولات ذات النفس الطويل، مما جعله يدور في حلقة مفرغة ويعود مجدداً للمطالبة بالحكم المحلي، الذي سبق أن نسب إخفاقاته إليه! وعندما رأيت عدم قناعتهم بأي حكم في العالم كتبت مقالاً في إحدى الصحف بعنوان "ابحثوا لهم عن حكام من كوكب المريخ أو المشتري!". الآن خطابي موجه لرؤساء النادي ومسيريه: هناك أندية سعودية حققت دوي أبطال آسيا مرتين وبعضها أربع مرات، بينما أنتم أكثر من مرة لم تستطيعوا أن تتجاوزوا دور المجموعات، هل هذا يعني أن جميع حكام العالم ضدكم، سواء كان المنافس محلياً أو خارجياً ( أرجو أن تجيبوا). ومما لا شك فيه أن التحكيم عمل بشري له أخطاؤه، ولكن من يتضرر منه اليوم قد يستفيد منه غداً، والعقلاء المنصفون يرونه جزءاً من اللعبة ولا يحورونه إلى مقاصد أخرى، أما الجهلاء والمتعصبون والعاجزون عن مجاراة الآخرين، فيذكرون ما حصل لهم ويتجاهلون ما حصل لغيرهم، وأصحاب هذا الفكر ليسوا من المنطق في شيء، والخوض في الأخطاء التي حصلت لكل فريق ستدخل الجميع في جدل عقيم لا يبحث عن الحقيقة، بل عن الانتصار للذات. لذا أشكر اتحاد كرة القدم الذي لبى جميع رغباتهم في البحث عن الحكم العادل الذي يريدونه، ولكن للأسف لم يجدوه في جميع قارات العالم، لذا أعتقد والله أعلم أن الحكم العادل الذي يريدونه من وجهة نظري هو من يقف في صفهم ضد منافسيهم، وهذا مستحيل أن يجدوه في بلد ينظر مسؤولوه إلى جميع الأندية بعين واحدة. ومما زاد الطين بلة ففي الوقت الذي كنا ننتظر منهم الكف عن هذا الادعاء الذي أصبح ممجوجاً عند جميع العقلاء في الوسط الرياضي، ويلتفتون إلى مواطن الخلل في فريقهم ومحاولة إصلاحها، أصبحوا بعد مقالي المشار إليه آنفاً، والذي ذكرت فيه أن الحكم الجيد في نظرهم هو عندما يفوزون، أصبحوا الآن ينتقدون التحكيم، سواء كانوا فائزين أو مهزومين، ليثبتوا أن ما ذكره هذا الكاتب غير صحيح، فها نحن ننتقد التحكيم، سواء كنا فائزين أو مهزومين. ومن وجهة نظري أن الإعلام النصراوي شريك أساسي في تعثرات ناديه، بالابتعاد عن النقد البناء، وتبني هذه الوجهات كأخطاء التحكيم والمؤامرة ودعم المنافسين، وآخرها ما ذكره أحد إعلامييهم المشهورين في أحد البرامج الرياضية: بالمطالبة بالتحقيق في إراحة مدرب الطائي 4 من لاعبيه الأجانب ضد الهلال، وعندما وجه له المذيع سؤالاً: ولماذا لا تطالب بالتحقيق في إراحة مدرب نادي الرياض 4 من لاعبيه الأجانب ضد ناديكم! تلعثم وحاول تغيير الموضوع. وفي الختام بودي أن أوجه رسالتين: الرسالة الأولى: لمسيري نادي النصر، ما مواصفات الحكم الذي تريدونه حتى ننهي هذا الادعاء وتشعرون بالأمان؟ وأين نجده؟ فقد تعبنا في محاولة إرضائكم بجلب حكام نخبة من جميع قارات العالم. الرسالة الثانية: إلى كل نادٍ يثق في قدراته أن يفعل كما فعل الهلال بطلب طاقم تحكيم بالكامل لقطع دابر أي تهمة تلصق به، فإذا كان مسيرو النصر ينشدون العدالة في الديربي المقبل، فليفعلوا مثلما فعل، وذلك مصداق ما بيني وبينهم. وأخيراً: أنا كتبت عنوان هذا المقال على صيغة سؤال وبينت وجهة نظري فيه، وهو قابل للنقاش ووجهات النظر المتباينة، فيا ليت نسمع وجهة نظر مسؤولي النادي ومحبيه في ما ذكر. همسة: أسعد لاعب في العالم هو اللاعب النصراوي، لأن تبريرات خسارته جاهزة، فلماذا يبذل قصارى جهده؟ د. عباس العصيمي - الرياض