التحكيم العادل هو بسط القانون على الجميع نصا وروحا وإعطاء كل ذي حق حقه بعيدا عن المحاباة أو المجاملة. والحكم الناجح هو رجل القانون الواثق من نفسه والمتزود بكل ما يحتاجه في ساحة الملعب بدءا من فهم القانون وتطبيقه وإصدار الحكم الصحيح على الحدث بما يملي عليه قانون اللعبة بعيدا عن الضغوط التي يمارسها بعض رؤساء الأندية من أجل التأثير. وأن يكون الحكم مدعما بالثقة من لجنة الحكام ومن اتحاد الكرة وأن يجعل له سياجا منيعا من الحماية بعيدا عن المؤثرات والضغوط وما الحرب النفسية التي يمارسها بعض رؤساء الأندية ضد الحكام ولجنتهم الموقرة إلا محاربة للانصاف وزعزعة للثقة من حكامنا الأعزاء رجال القانون!! نعرف جيدا كما هو واضح للعيان بأن الضغوط على الحكام أثرت على عطائهم سلبا. فالضغوط لها نتائج وإن اختلفت أنماطها كما أن لها تأثيرات مباشرة على نفسية الحكام. والواقع المحزن يقول : إذا أطلق أحد رؤساء الأندية ذات النفوذ والتأثير سواء من شرق البلاد أو غربها تصريحا ناريا ضد أحد الحكام فإن هذا الحكم سيقلق نفسيا ويضطرب ثم يصبح معنيا لا إراديا بعدم هزيمة فريق هذا الرئيس أو ذاك !! لماذا؟ الاجابة تجدها واضحة على حالة الحكم «المضغوط» في المباراة التي تعقب ذلك التصريح!! تصاريح نارية من البيت النصراوي تضع التحكيم العربي على صفيح ساخن جعلت التحكيم المحلي أطرش في الساحة في مقابل ذلك جعل النصر لنفسه سياجا منيعا من أخطاء التحكيم. بل ان أخطاء فريق النصر تمر وبذهول أمام الجميع بدون استحياء كما حصل في حادثتي سامي الجابر ويوسف الثنيان أمام ناظري الحكم العقيلي دون أن يحرك ساكنا وكأنه غير معني بأخطاء الداود والجنوبي من النصر!! أضف إلى ذلك أن أكثر الحكام عربا كانوا أو محليين ينشدون السلامة بعد الإساءة للعالمي بلقولة فأصبح الحكام لا هم لهم إلا الابتعاد عن أبسط الأمور التي تثير السخط النصراوي حتى مجرد التوهم بأن الحكم سبب لهزيمتهم. وأعجبني الرد القوي من خبير التحكيم العربي العميد بوظو حينما شككوا في بطولة النخبة التي أحرز بطولتها الهلال. حينما قال بصوت مسموع «لا بطولة بالقوة مهما كلف الأمر» فهل يعي حكامنا معنى هذه المقولة ويدركون أبعادها!! ونحمد الله أنه لم ينجر الهلاليون مع منافسيهم في هذا المجال إذ نجد الأمر عند الهلاليين مختلفاً تماماً حيث الطيبة والتسامح حتى لو وقع عليهم الضرر!! وقد أدرك حكامنا الأعزاء ذلك ولسان حالهم يقول: لان أخطئ في حق الهلال عمدا. أحب إليَّ من أن أخطئ في حق النصر عفويا وفي وقفة تشخيصية لواقع التحكيم نجد أن هناك انهزاماً نفسياً للتحكيم اختزله الحكام بسبب ضغوط متنوعة كتشكيك في نزاهة الحكم أو رفضه كشخص غير مرغوب أو وصفه بالجهل أو مطاردته في الملعب أو مقولة انه بوجود العالمي الزيد لن يتطور التحكيم!! لذا أصبح الحكم لدينا حبيس التصرف اللاإرادي وفي مواجهة غريبة ضد الفريق الخصم لأصحاب التصاريح الجارحة كما حصل من الحكم العقيلي تجاه الهلال ومن الانصاف فإنه يجب الإشادة برئيس الهلال الأمير سعود بن تركي المتزن الذي لم يعرف عنه يوما أنه هاجم التحكيم أو نقّص الحكام رغم ما حصل للهلال من أخطاء تحكيمية جسيمة راح ضحيتها أكثر من نجم هلالي بمباركة من تساهل الحكام واستجابة للتصاريح بدءا من الحكم البشري وتطنيشاته وما حصل من الدخيل حينما تساهل مع الضربات الموجهة للنجم نواف التمياط وتمرير المخاشنات وكما حصل من الحكم العقيلي من أخطاء في حق الهلال أثرت على نتيجة المباراة حينما أصيب يوسف الثنيان أمام ناظريه ولم يحرك ساكنا حتى الفاول لم يحتسبه ليوسف الثنيان. مع أن المباراة أوقفت لاسعافه فضيحة!! واعجباه!! حكم يدير المباراة بعقلية مشجع!! يؤكد ذلك ما فعله العقيلي مع تركي الصويلح وتغاضيه عما فعله الداود في إعاقة سامي الجابر الانفرادية في منطقة الجزاء النصراوية يتضح ذلك أنه لم يعامل النصر كمعاملته للهلال في دقة متابعته للأخطاء وتسرعه في إخراج الكروت ويتضح ذلك جليا حين تجاوب سريعا مع تمثيل البيشي تطمينا للنصراويين بأنه الحكم الأروع في نظرهم !! وللأسف لا يهم ما يحصل للطرف الثاني أعني ما يحصل للهلال من أضرار جسيمة وإهدار للحقوق الهلالية يحصل مثل ذلك لأن الهلاليين طيبون لا يجيدون الضغوط على الحكام كما أنهم لا يحبذون إطلاق التصاريح النارية الجارحة والمسيئة للحكام، هذه المثالية - اكتوى بها الهلاليون في وقت طفح فيه الكيل وأصبح الهلال الكيان يترنح بسبب المجاملات التحكيمية التي نالت من هذا العملاق الصابر.! ونتوقع أن تضعه لقمة سائغة في بطولة العالم فإلى متى تستقيم الأمور؟! فالإجابة على مثل هذا السؤال تحتاج الى وقفة واستقراء لواقع الحكام مع لهيب التصاريح. نعرف أن الحكام جعلوا شماعة للاخفاقات المتكررة من أندية معينة يهمها عدم تفوق الهلال وهيمنته على البطولات فأطلقت التصاريح وأجزلت الاساءات للحكام. كذلك تطلق التصريحات من رؤساء بعض الأندية لتغطية خطط خطيرة من مدربين يأتي في أولويات خططهم إعاقة النجوم والإجهاز عليهم كما كان يفعل ديمتري ضد الهلال وما يفعله آرثر في مجابهة نجوم الهلال وانتهاء بخطة «أوسكار» الخطيرة! التي أفقدت الكرة السعودية أفضل لاعب عربي وآسيوي. حينما أوعز الى اللاعب محمد نور واللاعب الأجنبي «جليسي» بالضرب المزدوج والضرب المتعاقب حتى تمت إعاقة التمياط كل ذلك يحصل بتساهل الحكم الذي هو في نظر الاتحاديين غير مرغوب ولا يصلح لتحكيم مباراة طرفها الاتحاد وأوهموه بذلك لتمرير خطة مدربهم وهي حصد النجوم لضمان عدم تفوق الهلال لذا تساهل الحكم حتى سقط النجم التمياط!! وللأسف يتواطأ الإعلام ويمرر مقولة.. ان أرضية الملعب هي سبب إصابة التمياط. ثم يتم التشخيص على الإصابة بأن كدمة قوية تعاقبت على ركبة الشاب النحيل النجم نواف التمياط من نور وجليسي تحامل عليها التمياط حتى سقط على الأرض. والحكم شاهد ما شاف حاجة! عفوا أيها الهلاليون فالأخطاء ستتوالى على فريقكم والضرب على الأرجل وتمرير المخاشنات ضد نجومكم سيستمر. وهو ما يحصل الآن أمام أنظار الجميع وسيظل الحكم مع خصومكم وديعا حريصا على إرضائهم ويقف بالجانب الآخر صارما مع لاعبيكم يحاسبهم حسابا حازما! فلا تستغربوا انفعالات المهنا ضد نجومكم أو تمرير المخاشنة من الدخيل أو العقيل أو تطنيشات الحمدان، وما ذلك إلا لإرضاء أصحاب التصاريح المزعجة للحكام. ما يحصل للهلال أمر «محير» يدرك ذلك من تابع تاريخ بعض الحكام مع الهلال كما أن الهلاليين قبل غيرهم يدركون أن أخطاء بعض الحكام تجاه فريقهم وإهدار حقوقه لم تكن عفوية أبدا بل هي استجابة لانفعال باطني تشكل وهيمن على وضعية الحكم النفسية بسبب ضغوط احترفها بعض رؤساء الأندية متبعين في ذلك مقولة «ضربني وبكى سبقني واشتكى» وبعد هذا الوضع المتردي لبعض حكامنا الأعزاء واستجابتهم المكشوفة لنداءات بعض رؤساء الأندية الذين أساؤوا للحكام بل أساؤوا للجنة الحكام برمتها ووصفوا أعضاءها بأدقع الأوصاف. وأن في اللجنة من طالته الاتهامات بالعمل ضد فرق معينة وازاحتها عن البطولات فمتى توقف هذه المهازل ومتى تعاد للتحكيم هيبته. ومتى توقف هذه التطاولات التي شوهت وجه الكرة السعودية وسلبت بريقها وفتحت المجال للآخرين للقال والقيل وإثارة كل ما يمس سمعتنا الكروية. فالأمل كل الأمل بسلطان الرياضة والشخصية الرياضية الأولى في قارة آسيا ورجل عام 2001م صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد العربي والاتحاد السعودي لكرة القدم أن يصحح المسار ويقضي على هذه الزوبعة ويحمي حكامنا من الإساءات وأن يكون لهم الجانب الأقوى بمنع التطاول عليهم وإعطاؤهم الثقة كاملة وإنقاذهم من الوضع النفسي المتأزم بسبب ما يلاقونه من تجنٍ واتهامات.. فكلنا أمل أن تقام جميع المباريات السعودية بأجواء طبيعية تكفل إعطاء كل ذي حق حقه وفق منظور قانوني متزن يكيل بمعيار واحد يرضى به الجميع. فالحكام بحاجة ماسة الى وقفة جادة. وأعني بها الوقفة المعنوية التي تعيد للتحكيم هيبته كما تضمن للأندية جميعها حقوقها وتضمن الانصاف في هذا المجال الهام مجرد اقتراح قد يكون التحكيم بحاجة الى لجنة خاصة مساندة للجنة الرئيسية، تتكون من ثلاثة حكام استشاريين مهمتها: 1- الوقوف على أخطاء الحكم وقياس عطائه وفق منظور اللجنة. 2- رعاية الحكام في تنقلاتهم بين المناطق لتعزيز جانبهم. 3- الوقوف في وجه كل من يمس الحكام والتحكيم أو يتطاول عليهم كائنا من كان بعد تبرئتهم من اللجنة المذكورة. 4- أن تكون اللجنة بدعم مباشر من الاتحاد السعودي لكرة القدم لنضمن تطور التحكيم وحماية الحكام واستقرارهم ليساير التحكيم تقدم الكرة السعودية بصفة خاصة والرياضة السعودية بصفة عامة. وهذا ما تعودناه من صاحب القلب الكبير والرأي السديد والعطاء المتجدد والعمل الناجح وجه السعد على الكرة السعودية وربانها الماهر صاحب السمو الملكي الرئيس العام لرعاية الشباب أميرنا المحبوب سلطان بن فهد بن عبدالعزيز مع تمنياتي للرياضة السعودية بالتقدم والرقي.