أظهر إحصاء رويترز للنتائج الأولية أن أحزاب الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق حصلت معا على أكبر كتلة من الأصوات في بغداد ومعظم المحافظاتالجنوبية في البلاد في انتخابات مجالس المحافظات. ويُنظر إلى الانتخابات على أنها مؤشر على توازن القوى في بلد تكتسب فيه الجماعات القريبة من إيران نفوذا بشكل مطرد، وتأتي قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها عام 2025. وتظهر النتائج الصادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي تضمنت الأصوات الأولية فقط وليس التخصيص النهائي للمقاعد، تقدم ثلاث قوائم انتخابية مدعومة من الإطار التنسيقي الشيعي في معظم المحافظات. ويدعم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إحدى هذه القوائم. وتقود منظمة بدر التابعة لهادي العامري وفصائل أخرى مدعومة القائمة الثانية. وتضم القائمة الثالثة عمار الحكيم ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي. وفي ظل مقاطعة مقتدى الصدر، وهو المنافس الرئيسي للتحالف الحاكم، تنافست الأحزاب المنقسمة التي تشكل الإطار التنسيقي على عدة قوائم لكنها قالت إنها ستحكم معا بعد الانتخابات. وتقدمت هذه الأحزاب ومؤيدو الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة، والتي بدأت في أكتوبر 2019، في معاقل الصدر التي تشمل محافظتي ذي قار وميسان. وشهدت محافظة البصرة الغنية بالنفط في جنوب البلاد استثناء ملحوظا مع فوز القائمة المدعومة من المحافظ أسعد العيداني بأغلبية ساحقة بعد حصولها على أكثر من 250 ألف صوت، أي أكثر من كل القوائم المدعومة من الإطار التنسيقي مجتمعة. ويشكل الإطار التنسيقي بالفعل أكبر كتلة في البرلمان ويعد الداعم الرئيسي لحكومة محمد شياع السوداني الحالية. ومع مكاسبه في الانتخابات المحلية، عزز الإطار التنسيقي قبضته على السلطة في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 43 مليون نسمة.وفي مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، حصل الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو حزب كردي متحالف مع الإطار التنسيقي، على أكبر عدد من الأصوات تلته قائمة للعرب السنة وقائمة للتركمان. وفاز حزب رئيس البرلمان المقال من منصبه مؤخرا محمد الحلبوسي بالمركز الأول في محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية، وحصل أيضا على أكبر عدد من الأصوات في العاصمة بغداد. وفي محافظة الموصل الشمالية، حصلت قائمة عربية سنية يدعمها المحافظ السابق نجم الجبوري على أكبر عدد من الأصوات، يليها الحزب الديمقراطي الكردستاني. وقال رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق إن النتائج المعلنة أولية وتمثل 94 بالمئة من الإجمالي النهائي. وصوّت العراقيون الإثنين لاختيار أعضاء مجالس المحافظات، في انتخابات هي الأولى منذ عقد ومن شأنها تعزيز سلطة الأحزاب والتيارات الشيعية المتحالفة مع إيران وتوطيد قاعدتها الشعبية، مع نسبة مشاركة بلغت 41%. وحتى إغلاق مكاتب الاقتراع، لاحظ صحافيون في فرانس برس إقبالاً قليلاً في ثلاثة مكاتب في العاصمة بغداد، وكذلك في مدينة الناصرية في الجنوب. وقالت لمياء محمود البالغة 59 عاما إنها انتخبت من أجل "أن نبني الوطن". وأضافت من أحد مراكز الاقتراع في بغداد فيما مسحت الحبر الأزرق الخاص بالبصمة بواسطة منديل "نريد أن نبني بلدنا ولا نريده أن يبقى متراجعاً". وتعدّ الانتخابات المحلية استحقاقاً سياسياً هاماً لحكومة محمد شياع السوداني، الذي يعد بإصلاحات خدمية وتطوير للبنى التحتية المدمرة جراء عقود من النزاعات، مذ تسلّم الحكم بدعم من غالبية برلمانية لأحزاب وتيارات موالية لإيران قبل نحو عام. وشرح ريناد منصور الباحث في مركز أبحاث "شاتام هاوس أن "نسبة المشاركة هي المقياس النهائي حول مدى الرضى وإذا ما كانت سياسة السوداني الشعبوية الاقتصادية وسياسته في منح فرص العمل ناجحة وقادرة على جذب الجيل الجديد أو لا". وتتمتع مجالس المحافظات التي أنشئت بعد إسقاط نظام صدام حسين في العام 2003 بصلاحيات واسعة على رأسها انتخاب المحافظ ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم من خلال تمويلات مخصصة لها في الموازنة العامة التي تعتمد بنسبة 90% من إيراداتها على النفط. وبنسبة مشاركة بلغت 41%، يكون الإقبال على انتخابات مجالس المحافظات قد شهد تراجعا بعدما بلغ 51% في انتخابات مجالس المحافظات السابقة التي جرت في العام 2013. وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت في العام 2021، بلغت هذه النسبة 44%. 6000 مرشح يتنافسون على 285 مقعداً في جميع المحافظات