يحتفل العالم كل عام في الخامس من ديسمبر باليوم العالمي للتطوع وتقوم المنظمات الدولية التي تعنى بالعمل الإنساني وتقدم أعمال تطوعية بالاحتفال بهذه المناسبة كامتنان للكل من ينتمي للعمل التطوعي ويقدم جزءا من وقته في تقديم خدمة بشكل مجاني. نحن في المملكة العربية السعودية جميعنا متطوعون بإذن الله من خلال ممارساتنا اليومية مع أسرنا وجيراننا ومجتمعنا فنحن نقدم المساعدة والمبادرة لكل من يحتاجها في كل مكان نكون متواجدين فيه ولنا أمثلة كثيرة في العمل التطوعي. فالبعض يتطوع من خلال تقديم المساعدة لجيرانه بالمشاركة بتنظيم المناسبات التي يقيمونها ومشاركتهم فيها بالإضافة إلى نقل أبناء جيرانه للمدرسة مع أبنائه، والأمثلة كثيرة في التطوع إذا أحسنت النية وطلبت الأجر من الله فإن الله يتقبله ويشكرك عليه. قبل أن يكون التطوع فطرة إنسانية فهو مطلب رباني على مر الأزمان وفي كل الأديان يقول الله تعالى في محكم تنزيله(وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)، وقوله: (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ). فقد أخبر تعالى في الآية الأولى أنّه شاكرٌ لفعل المتطوع عالمٌ بالقائم به حتى يتيقّن كلّ من عمل خيرًا أنّ الله تعالى يعلمه ويشكره على عمله. فالتطوع يساهم في بناء المجتمع ويعزز من الإحساس بمسؤولية تجاه هذا الوطن من خلال المشاركة في المبادرات التطوعية التي تطلقها عدد من الجهات الرسمية (كوزارة العمل، ووزارة الصحة، مركز الملك سلمان للإغاثة، هيئة الهلال الأحمر السعودي وعدد من الجمعيات الخيرية الرسمية التي تعنى بتقديم العمل التطوعي) لتنظيم العمل التطوعي ولكي يحقق الأهداف المرجوة منها لاسيما وأن العمل التطوعي أصبح هدف من أهداف رؤية المملكة 2030 لما له من إسهام في التنمية والازدهار. ولا يقف العمل التطوعي على الجهات الرسمية فلنستشعر مسؤوليتنا تجاه مجتمعنا بتقديم العديد من الأعمال والمبادرات التطوعية التي من شأنها أن تكون صدقة جارية لنا بعد مماتنا فالإحسان بالعمل هو غاية لكل مسلم لأنه المنزلة العظمى في الدين. وهنا بعض المقترحات بيننا كمواطنين لعلها تكون مفيدة؛ وهي إذا كان لديكم جيران أو معارف مسنين بادر بزيارتهم وخذهم لمكان يتناسب مع اهتمامهم أو قم بإقامة مناسبة تفرحهم في منزلهم وأجعل من هذا اليوم يوم عبادة وتقرب لله فذلك لا يتعارض مع الدين إن شاء الله. إذا كان هناك أطفال لا يلقون الاهتمام بأهلهم فيما يخص التعليم فبادر بإعطائهم دروسا خصوصية، إذا كان لك تميز أو معرفة بمجال معين فبادر بتقديم دورة أو محاضرة توعوية في هذا الشأن واجعل هذا العمل زكاة لعلمك، إذا كان الحي الذي تسكن به في تشوه بصري وتلوث فبادر أنت وأبناء الحي بتنظيف ذلك الحي. بادر أنت ومن تراه مناسباً في تنظيف المسجد وملحقاته. هذا بعض الأفكار التي أرى أنها بسيطة ويستطيع الإنسان فعلها مهما كان عمره أو وضعه الاجتماعي والمادي لأن ليس بها تكلفة مالية. اليوم نحن نسعى إلى تحقيق هدف رؤية المملكة وهو الوصول لمليون متطوع والجهات الحكومية والقطاع الخيري يسعى نحو تحقيق هذا الهدف وكلنا أمل في الله ثم في أبناء وبنات هذا الوطن في تحقيق هذا الرقم. محمد المناع