الكتابة الثقافية هي عملية الكتابة التي تركز على التعبير عن الثقافة والهوية الثقافية لفرد أو مجموعة أو مجتمع معين، وتعتبر وسيلة لنقل المفاهيم والأفكار والتجارب الثقافية بشكل مبتكر وإبداعي، تتنوع أشكالها بما في ذلك الأدب، والشعر، والمقالات، والمذكرات، والروايات، والسير الذاتية، وغيرها، ويقوم الكتّاب الثقافيون بتسليط الضوء على قضايا الهوية والتراث والقيم والتقاليد والمعتقدات الثقافية للمجتمعات، وتهدف الكتابة الثقافية إلى توثيق ونقل المعرفة والتاريخ والتجارب الثقافية والتأثير في القراء من خلال إلقاء الضوء على الثقافات المختلفة وتحقيق التواصل والتفاهم العابر للثقافات، كما تساهم في تعزيز الوعي الثقافي والتنوع الثقافي والتفاعل الإنساني. وسيكولوجية الكتابة الثقافية تدرس العوامل النفسية والثقافية التي تؤثر على عملية الكتابة والإبداع الثقافي؛ حيث تعتبر الكتابة الثقافية تجربة شخصية واجتماعية، ويتأثر الكتّاب بتشكيلهم الثقافي والتجارب والقيم الثقافية التي يحملونها، فتؤثر الهوية الثقافية للكاتب على عملية الكتابة ومضمونها، ويمكن أن تكون وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية والانتماء الثقافي للكاتب، وقد يستخدم الكتّاب الأساليب والموضوعات التي تعكس خلفيتهم الثقافية. وتؤثر البيئة الثقافية التي ينشأ فيها الكاتب على عملية الكتابة، فتتأثر اهتمامات الكاتب وموضوعاته وأسلوبه بالقيم والمعتقدات والتقاليد الثقافية للمجتمع الذي يعيش فيه. الكتابة الثقافية تعتبر وسيلة للتواصل مع الجمهور ومشاركة الثقافة والمعرفة، ويحاول الكتّاب توصيل رسائلهم الثقافية والاجتماعية من خلال أعمالهم، وقد يستخدمون الأساليب الأدبية والرموز الثقافية لتحقيق ذلك، وتتطلب الكتابة الثقافية وعيًا عميقًا للثقافة والتاريخ والتراث الثقافي، ويكون للكتّاب معرفة جيدة بالسياق الثقافي الذي يكتبون فيه، وأن يكونوا قادرين على تحليل التأثيرات الثقافية على النصوص الأدبية، ويمكن للكتاب الثقافي أن يحمل طبقات متعددة من المعنى والتأويل، ويتطلب قدرة على التحليل الثقافي وفهم المفاهيم والرموز الثقافية المستخدمة في النصوص الأدبية. هناك العديد من النظريات السيكولوجية التي يمكن تطبيقها على مجال الكتابة الثقافية؛ فنظرية الأعمال الفنية الثقافية تركز على العوامل النفسية والثقافية التي تؤثر في الكتابة الثقافية، وتشير إلى أن الكتّاب يقومون بإنتاج أعمالهم الثقافية كجزء من تجربتهم الشخصية والثقافية، ويمكن أن تكون تجاربهم وذكرياتهم وقيمهم ومعتقداتهم الثقافية الفردية مصدر إلهام للكتابة. ونظرية الأصوات المتعددة تشير إلى أن الكتابة الثقافية تعكس تعدد الأصوات والمنظورات الموجودة في المجتمع، ويمكن للكتاب الثقافيين في السعودية أن يكونوا ممثلين لأصوات مختلفة في المجتمع، ويعكسون تجارب وآراء وقضايا متنوعة من خلال كتاباتهم. ونظرية الانتماء الثقافي تركز على الارتباط العاطفي والانتماء الذي يشعر به الكتّاب الثقافيون تجاه ثقافتهم، ويمكن أن يؤثر الانتماء الثقافي على مضمون وأسلوب الكتابة الثقافية، حيث يمكن للكتّاب أن يعبروا عن فخرهم وحبهم لثقافتهم من خلال أعمالهم الأدبية. نظرية الخيال الإبداعي تشير إلى أن الكتابة الثقافية تشتمل على استخدام الخيال الإبداعي للتعبير عن الأفكار والمفاهيم الثقافية. يمكن للكتّاب أن يستخدموا الخيال الإبداعي لإنشاء عوالم وشخصيات وقصص تعكس الثقافة والتراث. الكتابة هي طريقة للكشف عن الروح، وتسجيل الثقافة، وتوثيق الوجود، وهي أداة للتعبير عن الهوية والتراث والتغيير الاجتماعي، هي جسر يربط بين الأجيال ويحمل تراث الشعوب وإرثها، وهي قوة تحويلية تستطيع تغيير وجه العالم وإلهام الأفراد، يمكن للمؤلف أن يجعل العالم يرى الأشياء بطريقة جديدة ومختلفة، وهي تعكس لغة الشعوب وتعزز الفهم المتبادل والتعايش السلمي، وتمتد جسورًا بين الثقافات وتساهم في تعزيز التفاهم العالمي والتعددية الثقافية، وتمنح الأفراد صوتًا ومنبرًا للتعبير عن همومهم وآمالهم وأحلامهم.. يقول (جورجيا أوركيف): الكتابة الثقافية هي عملية إبداعية تسمح للكاتب بتشكيل وتغيير العالم من حوله.