تعد القدرة على تنظيم النفس والتحكم في العواطف أمراً مهماً في حياة الإنسان، حيث إن ذلك يساعده على تحقيق النجاح والرضا الشخصي والمهني. ومع ذلك، فإن الكثير من الناس يعانون من عدم التمكن من تنظيم أنفسهم وانجرارهم خلف العواطف والرغبات الفوريّة، مما يؤدي إلى غياب التخطيط عن واقع حياتهم. أحد الأسباب الرئيسة لهذه المشكلة هو ضعف الوعي الذاتي. عندما يكون الإنسان غير واعٍ لتفاعلاته الداخلية ومشاعره وأفكاره، فإنه يفقد السيطرة على حياته ويصبح مرتبطاً بالتحفُّظات العاطفيّة والاندفاعات غير المتّزِنة. على سبيل المثال، قد يكون الفرد يعرف أنه بحاجة إلى تنظيم وقته بشكل جيد لإنجاز المهام، ولكنه يشعر بالكسل والرغبة في التسلية الفورية، مما يجعله يتجاهل التخطيط وينجرف وراء هذه العواطف. بالإضافة إلى ذلك، تلعب العواطف دوراً كبيراً في تحديد تصرفات الإنسان واتخاذ القرارات. عندما يسمح الفرد للعواطف بالتحكم فيه، فإنه يفقد القدرة على التفكير الواقعي والاعتماد على النظرة الشاملة للأمور، حيث إنه قد يتخذ القرارات المتسرعة بناءً على الاندفاع والغضب أو الفرح الزائد، دون أن يأخذ في الاعتبار التداعيات المحتملة لهذه القرارات. يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى نتائج سلبية وخيبة أمل في المستقبل. عدم وجود التخطيط في حياة الإنسان يعني أنه لا يضع أهدافاً ولا يضع خططاً لتحقيقها. وغياب التخطيط عن حياة الفرد يمكن أن يؤثر على العلاقات الشخصية والعملية، حيث إن الآخرين قد يشعرون بالإحباط تجاه عدم الالتزام بالوعود المعطاة لهم، وتأخر الفرد في تحقيق الأهداف المشتركة. للتغلب على هذه المشكلة، ينبغي على الإنسان أن يعمل على تنمية الوعي الذاتي وقدراته على التحكم في العواطف. يمكن أن يتحقق ذلك من خلال ممارسة التأمل والتفكير الذاتي وتوجيه الانتباه إلى الدوافع والمشاعر التي يعاني منها. كما يجب وضع أهداف واضحة وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيقها، والعمل على تنظيم الوقت والتخطيط للأنشطة المهمة. إن عدم تنظيم الإنسان لنفسه وانجراره خلف العواطف وغياب التخطيط في حياته يمكن أن يؤدي إلى عدم تحقيق النجاح والرضا الشخصي. لذا، من المهم أن يعمل الشخص على تنمية الوعي الذاتي وتنظيم العواطف ووضع الأهداف والتخطيط لتحقيقها وفق جداول زمنية يمكن أن تحترم من قِبَلِهِ وتكون جداول تكتسب لديه في عقله الواعي درجة عالية من الجدّية، ليعيش حياة متوازنة على مستوى الإنجاز بما لا يجعل جانباً من جوانب حياته يطغى على جانب آخر.