يعتبر الذكاء العاطفي مفهوماً عصرياً حديثاً، ولكن وجد له تأثير واضح على مجرى سير حياة الإنسان، وتأثير مهم في طريقة تفكيره وعلاقاته وانفعالاته، فبناء الذكاء العاطفي وتأثيره على عملية اتخاذ القرار لأي شخص له أكبر الأثر عليه طيلة حياته؛ فالعديد من الآباء والأمهات والتربويين عندما انزعجوا في الآونة الأخيرة من مستويات المشاكل التي يصادفها طلاب المدارس والجامعات، لجؤوا بكل قوة إلى تعليم الطلاب المهارات الضرورية للذكاء العاطفي. وكذلك الأمر في الشركات الكبرى التي وضعت الذكاء العاطفي في برامج التدريب جعلت الموظفين يتعاونون بصورة أفضل من ذي قبل ما أدى إلى زيادة الإنتاج والأرباح. الذكاء العاطفي من الأشياء التي نحتاج إليها في حياتنا دائمًا، وألا نترك المجال لأشياء يمكنها أن تؤثر علينا سلبًا، وأن نجيد القدرة على التحكم في عاطفتنا، ومن ثم يمكن لعلاقاتنا مع الآخرين. فالذكاء العاطفي يمكنه التأثير في حياتنا؛ في العمل، في التعاملات البشرية المختلفة، في العلاقات التي ندخلها مع أطراف أخرى، فالتعامل مع مشاعر الآخرين يتطلب نضج مهارتين وجدانيتين، هما إدارة الذات والتعاطف مع الآخرين أو التفهم.يشمل الذكاء العاطفي مجموعة من القدرات، مثل أن تكون قادراً على حث نفسك على الاستمرار في مواجهة الإحباطات والتحكم في النزوات وتأجيل إحساسك بإشباع النفس وإرضائها والقدرة على تنظيم حالتك النفسية ومنع الأسى من شل قدرتك على التفكير، وأن تكون قادراً على التعاطف والشعور بالأمل.الذكاء العاطفي هو نتاج مهارتين رئيسيتين: المقدرة الشخصية والمقدرة الاجتماعية، تركز المقدرة الشخصية عليك كفرد، وتنقسم إلى الوعي بالذات وإدارتها، وتركز المقدرة الاجتماعية على سلوكك مع الآخرين، وتنقسم إلى الوعي الاجتماعي وإدارة العلاقات.وقد اعتقد كثير من القادة والمديرين قديماً أن لا مكان للعواطف في العمل وأن التفكير الصحيح والمنطقي وحده يكفي لصنع قائد ناجح ومنظمة ناجحة؛ إلا أن التقدم في الجانب العاطفي أدى إلى تغيير الاعتقاد والنظرة نحو أهميتها في اتخاذ القرارات الحكيمة وإتاحة الفرصة للتفكير بوضوح وهذا له بالغ الأثر في مواجهة ضغوط العمل. إن دراسة العلاقة بين الذكاء العاطفي وعملية اتخاذ القرار، تعد حاجة من الحاجات الضرورية التي تثبت أهميتها في مجتمعاتنا العربية خاصة بعد نشوء الأزمات المتتابعة التي عصفت بالكثير، كما أن دراسة الذكاء العاطفي وربطه بعملية اتخاذ القرار تعد سمة مميزة وواضحة من أجل النجاح في خطط التنمية الاجتماعية والتعليمية وغيرها.