تُعرف نيويورك بالبلد الذي لا ينام، أصبح الوصف ملائمًا أكثر لمدينة الرياض. يحدث بالسعودية، الآن، أكبر "ورشة عمل".. في جميع المناطق، في شتى الصناعات والقطاعات، في كل التخصصات والأفكار والمشاريع. يزداد الحراك ويتضاعف كلما اقتربنا من عام 2030، الموعد الموعود لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة. لن يكون عام التوقف، بل الحصاد والبناء والاستمرارية. أبرز الأحداث بالعالم، في مختلف الصعد، ستكون محتضنة بالسعودية. في السياسة والاقتصاد والصناعة والاستثمار والسياحة والرياضة والترفيه والإعلام والثقافة، ستكون الوجهة محددة؛ السعودية. ما يجب التنبه إليه هو الفرص المتشعبة، في كل الحقول، لكل الناس باختلاف مرجعياتهم وتخصصاتهم. يمكن البدء اليوم، والمشاركة في قاطرة التحول الكبير؛ مفكرًا أو موظفًا أو مستثمرًا أو تاجرًا أو رائد أعمال. ما يحدث، لا يتكرر في تاريخ الشعوب.. إنه يأتي ليكون مرة واحدة فقط. مهما كانت محدودية الفكرة؛ فإنها مهمة في بناء لوحة النجاح الكبيرة. ما يميز سياقنا الزماني الحالي هو الفتوحات التقنية المهمة، التي لم تتشكل بصورتها النهائية حتى الآن، ما يشي بوجود خيارات لا منتهية من المحاولات والتجريب. ما الذي نحتاجه، أو يحتاجه العالم، خلال الأعوام العشرة المقبلة؟ كلما تذكرت أن "هناك 8 من كل 10 أشخاص (في 2030) سيعملون على شيء لا نعرف تفاصيله الآن!"؛ أدركت حجم التغيير الذي ينتظرنا، وكيف سيغير ملامح العالم. الحقيقة أن التغيير يحدث لنا الآن، يتسلل بخفية ويبدل من ملامح الأشياء ويطورها، ويمنحها أشكالاً وطرقًا جديدة. لن نستيقظ يومًا ونرى العالم تحول فجأة، بل سننتبه -في لحظة ما- ونقارن، ونكتشف التحولات المذهلة. هكذا تتمدد الأشياء بصورها الحديثة. أعظم قيمة قد يبحث عنها أي شخص هي المشاركة في البناء، أو خلق شيء ما. عندما يرى الأفكار تتصير أمامه، ويرقب تطورها، منذ أن كانت سرابًا في مخيلته وحتى وصولها إلى العالم الحقيقي.. بأفضل نسخة ممكنة. اسأل نفسك الآن، الآن وليس غدًا: ما حلمك؟ ما الفكرة التي ترغب في المشاركة بها؟ لا بأس أنك لا تعلم، أو لا ترغب. فكر مجددًا، غدًا.. وبعد غد. والسلام..