استحقاق رائع حققّته المدينة الاستثنائية الرياض بفوزها باستضافة «إكسبو 2030» الذي يتزامَن مع تحقيق مستهدفات المملكة وفق خطتها التنموية ورؤيتها 2030. وقد نالت الرياض هذا الإنجاز من خلال ثقة المجتمع الدولي الكبيرة متقدِّمة بفارق ثلثي الأصوات على منافستيها: روما الإيطالية، وبوسان الكوريَّة. ويأتي هذا الفوز تعزيزًا للدور المحوري والريادي الذي تلعبه المملكة على الساحة العالمية، حيث ستشكل الرياض وجهة عالميَّة استثنائية تسهم في أداء أدوارٍ إيجابيةٍ فعالة ترسم مستقبلاً مشرقًا للإنسانيّة. إنّ معارض إكسبو الدولية بتاريخها الممتد منذ عام 1851، تشكل أكبر منصة عالمية لعرض أحدث الإنجازات والتقنيات، واستثمار التعاون الدولي في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز التجارة ونشر الثقافة الفنون، وتعظيم العلوم والتقنية. وتلتقي تطلعات إكسبو مع الإرث الثقافي العريق الذي تحمله المملكة عامة والرياض خاصَّةً بمنتدياتها الثقافية وأسواقها الحضاريَّة التي كانتْ مركزًا للإبداع ومنارةً لصقل الفِكر والريادة الثقافية منذ سوق حجر اليمامة، وأسواق عُكاظ، والمجنّة وذي المجاز. وإنّ استعداد مملكتنا لهذا الحدث الفريد من خلال الخطط التي تتمحور حول «التقنية والابتكار والاستدامة والتعاون الدولي» في ضوء شعار (معًا نستشرفُ المستقبل)، بمحاوره الثلاثة: «غد أفضل» و»العمل المناخي» و»الازدهار للجميع»، مما يقدِّم معالجاتٍ للتحديات المشتركة في المجالات الاقتصادية والبيئيّة والتكنولوجيَّة. وقد رصدتِ المملكة ميزانية ضخمة تبلغ 7.2 مليارات دولار لإنجاح فعاليات هذا المعرض. إنّ إكسبو الرياض 2030 يُعدُّ تتويجًا لمساعي المملكة التنمويّة، حيث تجتمع في ذلك المحفل ألمع العقول، وتُقدَّم أرقى التجارب، وتُطرَح أفضل الحلول لما يواجهه كوكبنا من تحديات. وإنّ قيادة المملكة، ممثلة في خام الحرمين الشريفين، ووليّ عهده الأمين -حفظهما الله- لتؤكِّد التزامها بتقديم نسخة مُبهرة للعالم من هذا المعرض، تجعل من الرياض واحدة من أفضل عشر مُدن على مستوى العالَم، حيث ستشكّل الرياض وجهة لأكثر من 40 مليون زائرٍ حضوري لهذا المحفل، فضلاً عن مليارات الزائرين افتراضياً. وإنّ العالَم كُلَّه سيشهد الحفاوة والترحاب وكرم الضيافة الذي يعبِّر عن المجتمع العربيّ السعودي وتقاليده الأصيلة، كما سيتعرّف قصص النجاح والريادة، ويشهد التحولات الوطنيّة الوثّابة التي رسم رؤاها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وتفاعل معها المجتمع السعودي بإيجابية واقتدار؛ ليرتفع نجم مملكتنا في شتّى الأقطار. وإنّنا إذْ نُعوِّل على معرض إكسبو الرياض 2030، إنّما نُعوِّل على خطط التنمية والنهضة، ورؤى التقدُّم والرفعة، وخُطى الإنجاز والازدهار، فنحنُ عليها أقدَر، وبها أحقّ، وليشهد العالَمُ موقعنا، ولينتَظِرْ مِنَّا ما يليق بمكانتنا السامقة، وحضارتنا السامية العريقة.