طفرة سعودية كبيرة يشهدها القطاع الرياضي في المملكة خاصة كرة القدم، وهو ما يتوافق تماماً مع جهود المملكة في سيرها نحو رؤيتها 2030، وهذا التميّز ليس على المستوى الإقليمي فحسب ولكن على مستوى العالم أجمع، وفي سبيل ذلك لم تدخر المملكة جهدًا في سبيل الهدف المنشود، حيث قامت بتوفير كل الإمكانيات المطلوبة لكي يكون التنافس عالميًا وعلى قدر الحدث، ضخت ميزانيات غير مسبوقة للنهوض بالرياضة السعودية بصفة عامة لتكون قادرة على استضافة أكبر الأحداث العالمية. لم تقتصر رؤية المملكة 2030 على تطوير القطاع الرياضي فحسب، ولكنها في المقام الأول جاءت لتحقيق أهداف وطنية واستراتيجية بشكل أوسع، وهو ما يساهم في تعزيز وتنمية الاقتصاد السعودي، فالكثيرون حول العالم مهتمون بمتابعة الرياضة وكرة القدم لها نصيب الأسد من هذه المتابعة، وقد يزداد الأمر بالتعلق بمتابعة لاعبين بأعينهم أينما ذهبوا، وهو ما استغلته المملكة جيدًا بالتعاقد مع لاعبين ومدربين عالميين لديهم القدرة على صناعة الفارق وهو ما جعل من الدوري السعودي للمحترفين مثار جذب للعديد من محبي ومتابعي كرة القدم حول العالم. ولربما يتساءل البعض، هل المملكة قادرة على استرداد ما أنفقته على المنظومة الرياضة ومن ثم تحقيق الربح منها؟ الإجابة بكل تأكيد نعم، فاليوم الاستثمار الرياضي أصبح من أهم الموارد المساهمة بصورة جيدة في ميزانيات العديد من الدول، وفي سبيل ذلك قامت المملكة بتطوير شاملٍ للبنية الرياضة من إنشاء ملاعب على أحدث الطرز العالمية، إلى تنمية وتحديث كافة المجالات المرتبطة بالرياضة من طرق ومطارات وبنية تحتية وغيرهم، وهو ما أهل المملكة للفوز باستضافة العديد من البطولات القارية والعالمية وعلى رأسها الحدث الرياضي الأبرز على مستوى العالم وهو تنظيم بطولة كأس العالم 2034. ولذلك فإن الإنفاق على المنظومة الرياضية، وضع السعودية على خارطة الدول القادرة على مواكبة أكبر الأحداث العالمية ومنافسة أي دولة على استضافة البطولات الكبرى، وهو بكل تأكيد يصب في النهاية لصالح الوضع العام للاقتصاد والاستثمار في المملكة وبالتالي زيادة الناتج المحلي وهو الهدف الأسمى لأي دولة، بالإضافة لزيادة القدرة التنافسية للأندية السعودية بصفة عامة من خلال مشاركة اللاعبين العالميين جنبًا إلى جنب مع اللاعبين المحليين وهو ما يساهم في تطوير كرة القدم بالمملكة، كذلك إبراز المواهب السعودية الشابة لتكون خير ممثل لرفعة شأن كرة القدم السعودية عالميًا بشكل أفضل. فاليوم أصبحت بعض الدول جادة في شراء حقوق بث الدوري السعودي لكرة القدم لمتابعة اللاعبين العالميين على الأراضي السعودية، وهو الأمر الذي يجعل الكرة السعودية منافسة عالميًا لكبرى الدوريات في العالم، ولكن المطلوب من القائمين على المنظومة الرياضية في المملكة أن تكون كافة الأمور المتعلقة بتطوير تلك الرياضة على مستوى الحدث، وها نحن قادمون على استضافة بطولات قارية أو عالمية بدءًا من كأس العالم للأندية بعد أيام مرورًا بكأس آسيا ودورة الألعاب الآسيوية خلال الأعوام المقبلة، وصولًا إلى تنظيم الحدث الأهم وهو كأس العالم لكرة القدم 2034. ولا أخفيكم سرًا أن النقل التليفزيوني يحتاج إلى الكثير من التطوير لكي يتواكب مع ما تشهده الرياضة السعودية من تطوير، فالمشاهد يجد جزءًا كبيرًا من متعة وجمال كرة القدم في الصورة، والإعلام عليه مسؤولية كبرى في هذا الاتجاه، وذلك من خلال التعاقد مع شركات عالمية متخصصة في مجال النقل التليفزيوني لمباريات كرة القدم، للوصول للاحترافية المطلوبة، مع ضرورة تكثيف الجهود الإعلامية لنشر الثقافة الرياضية والبعد عن التعصب الكروي للارتقاء بصناعة كرة القدم بشكل أفضل. فمن المؤكد أن التطوير يجب أن يشمل كافة الاتجاهات والمجالات المتعلقة بنجاح المنظومة المطلوب تنميتها، وعلينا ألا نترك ثغرة واحدة تؤثر على المنظومة الرياضية وخاصة في كرة القدم، وعلينا تسخير كافة متطلبات النجاح لتحقيق الهدف المنشود، لكي نتمكن من المنافسة عالميًا في ضوء التطور المستمر والسريع بالعديد من الدوريات الأوروبية للفوز بثقة المشاهد من خلال تقديم أفضل الخدمات الإعلامية، فمن الطبيعي، ومع كل ما تشهده المملكة من تطوير شامل وكامل في كافة القطاعات وبصفة خاصة القطاع الرياضي، أن نرى خلال فترة بسيطة أن السعودية أصبحت دولة رائدة في الرياضة العالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي تمتلك القيادة والإرادة الساعية لمجابهة كبرى الدول العالمية في كافة مجالات الحياة وهي قادرة بالفعل على تحقيق ذلك بكل ثقة واقتدار. *مختص بالتسويق فارس الحربي*- الرياض