التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية أمس الخميس. وقال بلينكن بينما كان في إسرائيل في وقت سابق إن الهدنة المؤقتة حققت نتائج وإن الولاياتالمتحدة تأمل في استمرارها. وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس أن التهدئة الموقتة بين إسرائيل وحماس "تؤتي ثمارها" ويحب أن تستمر. وقال بلينكن خلال اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في تل أبيب "شهدنا خلال الأسبوع الماضي تطورات إيجابية للغاية فيما يتعلق بعودة الرهائن والتئام شملهم مع عائلاتهم" وأدت التهدئة التي تدخل يومها السابع إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين اقتادتهم حركة إبان هجومها المباغت الذي شنته على بلدات إسرائيلية حدودية مع قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وبالمقابل، أفرجت إسرائيل عن أكثر من 200 أسير فلسطيني كانوا يقبعون في سجونها. وكان بلينكن قال قبل وصوله إلى المنطقة إن جولته ستركز على تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس لضمان إطلاق سراح مزيد من الرهائن ومواصلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة. إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس أنه "من الضروري" حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة مع قرب انتهاء التهدئة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن "شدد خلال اجتماعه مع نتانياهو على ضرورة مراعاة الاحتياجات الإنسانية وحماية المدنيين في جنوب القطاع قبل أي عملية عسكرية هناك". وأضاف ميلر أن بلينكن "حث إسرائيل على اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين". من جهة أخرى اعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن إنهاء الحرب في غزة "مسألة إرادة"، فيما يعاني النظام الصحي في القطاع من "شلل" بعد أسابيع من القصف والمعارك. وقدّر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي في جنيف أن "هدنة إنسانية (ممتدة) أو حتى وقفا لإطلاق النار ممكن" في قطاع غزة لكن شرط أن "يأخذ أصحاب النفوذ الأمر على محمل الجد"، من دون أن يذكر الجهات التي يقصدها. وأضاف خلال المؤتمر الذي خصص إلى حد كبير للنظام الصحي في القطاع الفلسطيني، "هذا ممكن، إلا أن أصحاب النفوذ لا يعملون على ذلك. هذا هو الوضع، الأمر ممكن، إنها مسألة إرادة". ولا يزال 15 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة يعمل بكامل طاقته، لكن هذه المستشفيات "مكتظة بالكامل". ولفت إلى أنه في شمال غزة لا تزال ثلاثة مستشفيات فقط من أصل 25 تعمل، وتم تقليص الرعاية هناك "إلى أدنى مستوى". وأوضح تيدروس أن تعليق الأعمال العسكرية سمح لمنظمة الصحة العالمية بزيادة الإمدادات الطبية إلى غزة ونقل مرضى من مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع، إلى مستشفيات أخرى في الجنوب. خلال الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة، تلقت منظمة الصحة العالمية 121 شحنة من الإمدادات في مستودعاتها في غزة، تشمل السوائل الوريدية والأدوية ومستلزمات المختبرات ومستلزمات علاج الصدمات والجراحات. وأكد المسؤول الأممي أن "أكبر انشغالات منظمة الصحة العالمية يظل دعم النظام الصحي في غزة والعاملين الصحيين ليتمكنوا من أداء وظائفهم"، واصفا النظام الصحي بأنه "معطل بالفعل". من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبيركورن "نحن قلقون للغاية لضعف ما أسميه النظام الصحي المشلول". وأوضح المسؤول أن مستشفيات غزة كانت تضم 3500 سرير قبل الحرب، لكن الرقم تراجع إلى 1500 سرير فقط وهناك حاجة إلى زيادة سعة الأسرة على الفور داخل المستشفيات التي لا تزال تعمل. وقال بيبيركورن "نقدر أن هناك حاجة إلى 5000 سرير، لذلك أمامنا طريق طويل لنقطعه". وشدد على أن "أي استئناف للعنف يمكن أن يلحق ضررا بالمرافق الصحية ويؤدي إلى خلل في مزيد من المرافق الصحية. ولا يمكن أن تتحمل غزة على الإطلاق خسارة مزيد من أسرة المستشفيات". أما مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايكل راين، فأكد أنه "من المستحيل" أن تتمكن فرق الطوارئ الطبية الوافدة من تعويض القدرة المفقودة في النظام الصحي في غزة. وأضاف راين "غدا، حتى لو أُعلن السلام، فإن أمامنا تحديا هائلا للغاية في مجال الصحة العامة وتقديم الخدمات الصحية". .. ويعقد اجتماعًا مع الرئيس الإسرائيلي (ا ف ب)