يقولون: فلان ثقة، بمعنى أمين وحريص على الشيء الذي يتولى حفظه و تدبيره وإدارته، ويقول حميدان الشويعر: النعمة حمرا جياشة ما يقضبها كود وثقة الراوي الثقة ، والتاجر الثقة ، والشاعر الثقة ، والكاتب الثقة.. الخ العامل المهم والداعم في كل تعامل وتفاعل مع المنتجات المادية والأدبية وغيرها ينحصر تقريبا في الثقة . نقول عمل موثوق وموقع ثقة ورجل ثقة ..الخ قد يكون التمكن والخبرات والدراية مهمة ولكن الثقة هي الأهم فهي التاج الذي تتميز به كل الخبرات والتجارب، وبدونها يتهاوى كل شيء. ومن صفات الراوي وأهم خصائص الرواية الحياد والبحث عن الحقيقة فلا يخص بروايته شعرا محدد الغرض أو شعراء بعينهم ولكنه يجمع من بساتين عدة ما راق للمتلقي وحسنت روايته وتحققت منه فائدة تحرك المجالس وتستقطب الاهتمام والأنظار. ولقد كان الكم من الشعر قليلا نسبيا ، و طرحه في المجالس مدة طويلة مع ترديده يعطي مجالا أوسع لحفظه وثباته في الذاكرة لدى الراوي والمتلقي، ولم يكن تيار النشر كما الآن ، فقد يمضي سنة لم يقل الشاعر سوى قصيدة واحدة أو أبياتا من دافع المعاناة ، بينما اليوم قد ينشر الشاعر ثلاث قصائد في يوم ينساها هو قبل غيره لعدم استقرارها في الذاكرة. ولا تثريب ولا منقصة ولا انتقاء في كم قليل أو كثير ولكنه المهم أن لا تنعدم الثقة فيما يقال وينشر ، وعلى الجميع تحري الدقة ونسبة المنتج لصاحبه. ولقد طفى على السطح الراوي الجديد ومدعي الرواية مستفيدا من وسائل سريعة النشر واسعة الانتشار بعضها ضعيف الثقة ولا يتحرى الدقة ، وقد يكون الراوي مجهولا ، أو لا يكون له تاريخ معروف في الرواية ولا اهتمام في مجال الشعر ، فكثرت المبعثرات والمتناثر من الأبيات مع التغريدات فقد ينسب البيت لعدد من الشعراء أو يلقى في سلة المجهول والتعديل والتغيير . وهذه الظاهرة الجديدة ليست موجودة بهذا الشكل فيما سبق. يقول الشاعر راشد الخلاوي رحمه الله. من لا يعدي عن مراعي جدوده بالسيف عدي عن مراعي ركايبه ومن لا يرد الضد بالسيف والقنا ويحمي الحمى تطمع عليه الثعالبه ومن لا يباشر شر الاشرار بالقنا يوطى وكف عداه لحماه خاربه ومن لا يرا للناس يخشاه ضده مذموم حال وهانت اعداه جانبه ومن لا يدوس اعداه في ثوب عزه وفي باس ضرغامٍ طوالٍ مخالبه ولا فداس اعداه من فوق راسه ومن ديس راسه مات بادنى مضاربه ومن كف شره عند الاشرار ضره وبالشر ينمي كل خير ٍلصاحبه ويقول الشاعر محمد شبيب الحدراي رحمه الله : ياعيالي اللي تفهمون الوصاتي وصية اللي جرب الوقت تجريب جربت من سمر الليال افتخاتي مع مثلهن من بيض الأيام تقريب يا كثر ما مارست أنا في حياتي كم ليلةٍ يخطي بها الحظ ويصيب وكم ليلةٍ راحت عليّه فواتي وأنا بغفلة تطلع الشمس وتغيب وتغيب ثم تطلع وانا بلهواتي ما أذخر لباكر كود ما يذخر الذيب ولا هو جزع مما جرى واشتماتي الا اني اجعل عن هاك الوقت تعريب ما حيٍّ الا مقتفيه المماتي ولا شبٍ الا بعده العجز والشيب ولا بد ما تقضي ليال الحياتي أمرض واطيب وعقبه امرض ولا طيب وخلاني للساقة كثير إلتفاتي قل الزهاب ولا بوجهي معازيب ما عندى الا سيتي وحسناتي لا زيد بالحسنة ولا انقص من العيب يالله يا كاتب فروض الصلاتي يا قابل التوبة من العبد ومجيب تجعل لنا من باب جودك نجاتي يالله يا اللي تعلم السر والغيب ويقول الشاعر مشعل بن سابر: واكبدي اللي بجدها البارحة باجد باسباب وقتً ظروفه ما تسايرنا الوجه فتر ومشاريه العرب واجد والناس لا جاتنا ماهي بتعذرنا والمرجلة مكسب ويشقى بها الماجد ياللي على الهينه كنك تخيرنا حتى لو ان المذاخر صابها الهاجد صلفات الايام لا يمكن تغيرنا احيان ناجد وبعض احيان ماناجد وتجيبها وجيهنا مِمَن يقدرنا والديَن في ظهورنا واجد ومتراجد والجابر الله ولا غيره يجبرنا يالله طلبتك وانا لك مخلص ساجد تجمل الحال من جودك وتسترنا كانت المجالس هي وسيلة النشر. ناصر الحميضى