سالم بن حسن الأسمري، زميل عمل، ورفيق إنجاز، وصديق روح، وجدت فيه من الخصال الطيبة ما يكاد يكون نادراً في أيامنا، عفَّ اليد واللسان، صادق العبارة، مُلهِماً، غيوراً على وطنه وأبناء وطنه، رفضَ الكثير من العروض لأنه كان مشغولاً بالإنجاز. كما تعرفتُ عليه سريعاً قبل أكثر من ربع قرن، فقدته سريعاً قبل أيام. اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلى. ————- أنادي وقد ولّى المُعزُّون: "سالمِا" وقد كانَ ملءَ العينِ والسمعِ قائما وقد كان مثل الصبح يأتيك باكِراً وقد كان مثل النورِ يأتيك باسما وكان أخا الإتقانِ في كلّ غايةٍ ويمضي لأخرى شامخَ العزمِ حالِما عرفتُ به نبلَ الحياةِ إذا ارتقى بها صاحبٌ يجني المكارمَ دائما فنال الذي يرجو ونال رفاقهُ من الودّ طرْفاً بالتّأمّلِ ساهِما كأنْ لم يكنْ همٌّ لِسالمَ واحدٌ ولكنْ همومٌ تستحثُّ العزائما وكان له في كلِّ همٍّ عزيمةٌ يظلُّ بها كالصقرِ في الجوّ حائما قضينا معاً خمساً وعشرين حِجّةً فكنتُ به من خِيْرةِ الصحبِ غانما سلكنا فِجاجاً نستبينُ إلى العُلا سبيلاً ونبني للشبابِ المعالِما فلم أرَ إلا كلَّ ما تشتهي المُنى وما يبعثُ النجوى لدينا تناغُما معاهِدَ في شتّى الفنونِ نُقيمُها وفي كل فنٍّ كان سالمُ عالما وفي كلِّ ميدانٍ لنا من مُحمّدٍ رسائلُ يتلوها الفريقُ نسائما يظلّ أبو فادي زميلاً مُحبَّباً يرى زملاءً عاشروهُ أكارِما وكم كان فيهم سالمٌ خيرَ قدوةٍ أقامَ من الفِعلِ الجميلِ مواسِما إلى أنْ أتى من "طارقٍ" ليَ طارقٌ فولّيتُ وجهي في المساراتِ هائما لقيتُ أخي ذاكَ البشوشَ وخِلْتُني أرى الجوَّ من بعدِ البشائرِ غائما وقلتُ لعلَّ الوهْمَ أوجعَ مهجتي وسارعتُ لكنْ كنتُ كالوهمِ واهِما ومرَّ بي الشّهرانِ تحتَ ترقُّبٍ أغالِبُ أحزاناً وآوي مُسالِما وأسلمتُ أمري حين أسلمَ روحَهُ إلى ربِّهِ: خيرٌ ملاذاً وراحِما فياربِّ أكرمْ في الخلودِ مقامَهُ كما كان بالمعروفِ في الناس قائما الراحل سالم بن حسن الأسمري