يا ريحة العطر في زرعي وفي شجري وفي فؤادي وفي عقلي وفي قدري يا ريحة الفل والريحان منبعه ديار عز تجوب البدو والحضر هام الفؤاد بها منذ كنت اسكنها مع الكبير كبير الدار في صغري أحبّها حبَّ مجنونِِ هوى بلدا به من الحسن ما يطغى على الدرر يا مهبط القلب إنّ قريحتي انسكبت في حب زرعك والوديان و»الزُبُّر» كم من «زبير» على قدمي وقفت به أراقب الطير أحمي نبتة المطر كم قد تجولت يا كل الجمال على ضفاف واديك لا همّ ولا كدر كم قد مشيت زمانا في رباك وكم أسعدت قلبي قبل التيه والسفر كم قد وقفت على الأطلال أذكرها بها الجمال وفيها لذّة البصر زرع تمايل في كل البلاد وقد وفى وأشبع كلّ الطير والبشر كم قد تخيّلت جدي حين ينهرني إذا تركت قطيع المعز في الثمر كم قد سرحت مع الأغنام أحرسها وكم تنقلتُ بين الظأن والبقر يا كل عشقي وذكراي التي كتبت على الرمال وفي الوديان والحجر يا كل ليل سقى قلبي بسكرته وبت أرقب فيه النجم والقمر لقد وقفت بها بعد السنين وكم سالت دموعي أشجانا على الأثر يا قرية الحلة الشماء إن لها ذكرى بقلبي فوق الدان والوتر عز الرفاق تربينا على صغر وما نسينا وصال الصحب في الكبر يسقيك ربي غماما هاطلا غدقا على الدوام ويسقي الأرض والشجر